كان من المفترض ألا احبك ، لأني كنت أعلم ان الجسر اليك مقطوع ، و مجرد التفكير فيك ممنوع ، و الظروف كلها ضدي و ضدك ، رغم كل ذلك احببتك …ليس لأني أريد ذلك ، بل لأن الله قذف شعورا في قلبي تجاهك قذفا ، شعور كالتيار الجارف ، لا قوة تصمد ضده …و هكذا انجرفت ، و ابتلتني الأقدار بحب لا كلمة لي ولا قرار أمامه ، غزاني غزوا استَسْلَمَتْ له كل دفاعاتي ، و توَقَّفتْ عن صده كل اسلحتي …شُلَّتْ كل حواسي ذهولا و انا أشهد عليك تجعلين من روحي وطنا لك دون استئذان …..
و كأننا التقينا في عالم أثيري ، لا تحكمه قوانين ، و لا منطق ، و لا
عقل …عالم يحكمه قانونه الخاص ، قلوبٌ خُلقت لبعضها لا قوة على وجه الأرض تفرقها ، انصاف ارواح التحمت بأنصافها الثانية ، و شهد الكون
على لحظة التقائها ، لحظة خارقة ،كولادة نجم في ربوع السماء …هكذا كان لقائنا …حدثٌ
لا يحدث على ارض الواقع ، بل فقط في عالم آخر … عالم الأرواح …عالمي انا وانت الذي
جمعنا
و كما التقينا في عالم أثيري حيث التحمت ارواحنا و تراقصت و تناغمت و
انسجمت و انصهرت في بعضها ، افترقنا في عالم الواقع …الواقع حرم علي حبك ، و اجبرني
ألاَّ أخضع لمشاعري ، رغم قوتها الهائلة …ولك أن تخيلي معي هذه القوة، أن أشعر بحب
لا مثيل له في الوجود ورغم ذلك أكتمه …أن اغمض عيوني عنك رغم أني لا أرى سواك ، و اختفي
عنك في صمت بينما الكلام عنك داخل افكاري لا يتوقف ، و ابتعد عنك كل البعد ، رغم انك
اقرب الي من اي انسان مر بحياتي أو ذاكرتي .
نعم إنها الاقدار الغريبة ، لاقتني بروح و كأنها نسخة عن روحي ، تعرفت
عليها في الحين ، لكن للأسف في أسوأ توقيت …
و رغم البعد ، و الصمت ، و السكون ، و الفراق الطويل …في العالم الاثيري
نحن هنا ، نبعث لبعضنا رسائل حب و حنين ، أراك في أحلامي ، أشعر بك عندما تتذكرني ،
يجتاحني حنينك إلي كدمع لا تبكيه العيون ، حنين بدموع صامته يذرفها الوجدان بأنين غريب…أحس
بأننا على اتصال دائم بالتخاطر ، كم اشتاق اليك….و رغم أني لا أنتظرك ،صوت روحي لا
يتوقف عن التهليل بقدومك الى عالمي الواقعي في التوقيت الإلهي المناسب ، لأن هذا الذي
يجمعنا ليس حبا عاديا ، بل رابطة إلهية.
و الآن انا لا اعرف ماذا أُصَدِّق ؟ عالم الارواح الذي لا يكذب ابدا ؟!
لكنه في عالم الواقع مجرد خرافة ، أم عالم الواقع الذي يكذب دائما لكنه رغم ذلك حقيقة
.
0 comments:
إرسال تعليق