نعم قالوا ما قال مالك في الخمر وزيادة .. ولايعرف قيمه الأب إلا من فقد والده.. لا يمكن أن أنسي هذا اليوم الكئيب والمؤلم من أيام شهر ديسمبر ٩٩..
اليوم هو صبيحة الجمعة كنت متوجها لأداء الخطبة بمسجد سيدي حجاج بقرية
تيره المجاورة لقريتنا..في أثناء الخطبة تلاحظ لي وجود أحد الأصدقاء خارج المسجد شغلني
وجودهه ..ضربت أخماسا في أسداسا
بعد الانتهاء مباشرة من الخطبة والصلاة همس في أذني أحد رواد المسجد.
( فلان ينتظرك ) دقات القلب تتسارع ماذا حدث؟؟
خرجت مسرعا طالبني بركوب السيارة
الخاصة به ؛ استسلمت له.. في الطريق تلاحظ لي صمته المريب ثم تكلم عن الموت؟ ؟وأنه
النهاية المحتومة للجميع والكل راحل.. فجأة دون مقدمات استشعرت أن حدثا جللا قد وقع
على مشارف القرية قال لي البقاء لله لقد رحل الوالد الكريم. .
فقدت التوازن وتلعثمت لا أدري ماذا أفعل وماذا أنا قائل..لحظات كئيبة
تمنيت أن تعود بي الأيام إلى الوراء..تذكرت الهفوات وحالة العصبية التي كانت تنتابني.
.
تذكرت الحنان والعطف والعطاء الذي قدمه.. كان والدي فلاحا نبيلا أصيلا..
علمته الحياة الأصول والأدب وحب الناس.. كل الناس من أساء إليه ومن أحسن لا فرق.
تعلمت منه رد الجميل العفو والصفح والإيثار وأن تحب للآخرين ما تحب لنفسك ..كان نقيا
لايعرف الحقد على عباد الله ..كان رمزا للتواضع والتحدث إلى الصغير والكبير.كان مجتهدا
في عمله فلاح من طراز فريد ناصح أمين للجميع.
في جنازته ما زال الناس، يتحاكون عنها شلل تام بكل أرجاء القرية.. المعزون
بالمئات بل بالآلاف كثير منهم لا نعرفهم ..توافدوا من كل البلاد تقريبا.. لقد كان حريصا
علي مواساتهم
وحضور أفراحهم وأتراحهم.
استدعيت الراحل الشيخ / عبد المعطي
اسماعيل القارئ الشهير رحمه الله ..كانت ليلة متفردة فيوضا ونفحات وتوفيق رباني..شهد
بذلك كل الحضور القارئ صال وجال وأبدع.
في يوم الأب رحم الله كل الآباء وبارك في الأحياء منهم.
**كاتب المقال
كاتب وباحث
0 comments:
إرسال تعليق