الدكتور/ أسامة الأزهري عالم جليل وباحث متميز وخطيب لايشق له غبار فهو حاضر الذهن دقيق العبارة يختار مفرداته بتفرد منقطع النظير عرفناه من خلال لقاءاته المتعددة في السنوات الأخيرة، وحرصه علي الظهور في الوقت المناسب وقد عُرف بدعوته التي تتسم بالحكمة والموعظة الحسنة وقد حباه الله بالحضور والقبول الجماهيري .فرحت كغيري من أفراد الشعب المصري بثقة القيادة السياسية وتكليفه بحقيبة وزارة الأوقاف في الحكومة الجديدة، وهي مسئولية جد خطيرة لا يتحمل أعباءها إلا الرجال وهو منهم إن شاء الله، يأتي تكليفه بملف وزارة الأوقاف المنوط بها أمر الدعوة الإسلامية في مرحلة فارقة تتلاطم فيها أمواج من الأفكار المغلوطة التي تتسارع وتيرتها ويجب معالجتها مبكرا وأعتقد أن الرجل كان واضحا من خلال بيانه المنشور علي صفحة وزارة الأوقاف وهذا يتطلب عودة الثقة بين العاملين في حقل الدعوة وقادتهم من خلال سياسة واضحة يتم بمقتضاها منح رجال الدعوة أمانا حقيقيا وكذلك دعمهم معنويا ونفسيا من خلال دورات حية وواقعية لا تلقينية يخرج منها الدارس بشخصية قادرة علي المواجهة الفعلية لكل الأفكار المغلوطة، مع إعادة النظر في كثير من الأنشطة الدعوية والتي تتمثل في المقارئ ويا حبذا لو عدنا بها إلي طبيعتها الأولى حيث كانت مدارس علمية فعلية تخرج فيها جهابذة القراء والحفظة وصاروا مضربا للأمثال ويشار إليهم بالبنان كما أدعوه إلى إلقاء نظرة فاحصة للخطبة الموحدة
والسؤال المهم : هل أدت دورها؟ وهل تصلح فعلا لكل المجتمعات؟
الذي أعلمه أن قاطن الريف قد يحتاج إلي خطاب يغاير خطاب أهل المدينة فلكل
منهم مشاكله وهمومه التي يعاني منها.
مع استبيان حقيقي لشرائح الأئمة للوقوف علي التجربة والوقوف علي سلبياتها
وايجابياتها مع الاستعانة بالعلماء والمفكرين
والحمد لله أن مصر تمتلك الكفاءات والقدرات في شتي فروع المعرفة. لوضع خريطة للخطب لتشمل كل الشرائح والعودة إلي
خطاب الترغيب والترهيب والذي غاب عن أجندة
الخطب في وقت نحن أحوج الي مخاطبة المشاعر وتقويمها.
المؤكد أن الدكتور/ أسامة الأزهري وزير الأوقاف سوف يعكف علي دراسة الكثير
من الملفات التي تبني ولا تهدم وترقي بمشاعر الناس وتأخذ بأيديهم الي بر الأمان، ولن
يفوته بالتأكيد تقييم برامج التدريب للأئمة الجدد والقدامى منهم لتواكب ما يهدد مجتمعاتنا
ويشوه الصورة المثلى والنبيلة للإسلام الذي جاء رسوله ليكون رحمة للعالمين، دعوة معتدلة
لا تعرف الإفراط أو التفريط نحن أحوج ما نكون إلى غرسها حماية لشبابنا وحفاظا على التماسك
الأسري وترسيخ للمواطنة الحقيقة وأن حب الوطن من الايمان والأمل في المولى تبارك وتعالى
أن يهدينا سواء السبيل. والعالم الجليل الدكتور/ أسامة الأزهري قادر من خلال ثقافته
الموسوعية وقدرته علي الحوار الجاد وسماع رؤى
الأئمة وتصويب ما غاب عنهم.
وكذا سماع من يعنيهم الأمر .لضبط
إيقاع المنابر لتؤدي دورها الراقي المبشر لا المنفر .وتعيد الأمور إلي نصابها لتكون
المساجد حقيقه وواقعا مبنى ومعنى ولتكون مراكز
اشعاع واستناره .
حفظ الله مصر أرضا و شعبا وجيشا ورئيسا.
اللهم أمين .
**كاتب المقال
كاتب وباحث
0 comments:
إرسال تعليق