• اخر الاخبار

    الخميس، 12 مايو 2022

    قصة قصيرة ..إنسانية .. للقاصة منى البدري

     


     

    عندما أنتهى الدوام خرجت - -كالعادة- أصعد الباص ، لكني وجدت نفسي تشتاق لطي  الطريق سيرا على الاقدام. ،وأنا اتجول في الطرقات ساقتني قدماي إلى أقرب الحارات لحينا ..دخلت أزقة ضيقه يكاد يلتصق  ببعضها ببعض حيث يحيط بأمكنة منها  زقاق ضيق وأخرى متسعة بلا ضيق ..لمحت امرأة تتعارك  مع ذلك القفل لاتدري ماذا تفعل ؟! .

    تنظر إلى السماء القائمة التي توشك ان تمطرتارة..وتارة أخرى تسترق السمع من باب بيتها لتسمع طفلها الرضيع الذي تركته نائما.

    كانت متوترة وقلقة على طفلها

    فدموعها تغتسل بخديها ، فعرفت من أحدهم ان المؤجر أغلق المنزل وهي بالخارج  لأنها لم تدفع له إيجار البيت الذي تسكنه.

    ظل الطفل  يبكي ويبكي حتى صمت .. تلك   الأم مصابة بالفجيعة على حال إبنها الذي تركته وخرحت، كانت تلوم نفسها وتكاد تخلع الباب لترى ابنها ،

    أخذت حجرا محاولة اقتلاع القفل ولم  تفلح.

    تجمع الناس وهي تولول باكية مفجوعة على ولدها  الصامت داخل البيت المقفل

    أحدهم اتصل بالمؤجر ليأتي ويفتح الباب لكنه أقفل التلفون ، تحرك  أحدهم بسيارته ليأتي بالمؤجر وأهل الحارة متجمون بانتظاره دون تاثر بالمراة المفجوعة.

    كنت أتساءل لماذا لايتقدم أحدهم لفتح الباب لتنطفئ خلجات الأم المحترقة؟

    ألا يمتلك أحدهم شجاعة فتح الباب؟

    تلك الأم تقول هل الطفل صمت من تعب البكاء أم أصابه مكروها؟

    تقدمت وأحضرت فأسأ ، شققت صفوف التجمع من الناس، ضربت القفل ضربتين 

    فتحت الباب.

    وعند حضور المؤجر كان الطفل هادئا في ثدي أمه

    ودموها مازالت تنزل

    *كاتبة القصة

    عضو نادي القصة ذمار اليمن

     

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: قصة قصيرة ..إنسانية .. للقاصة منى البدري Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top