لم يكن القارئ الإذاعي الشيخ / محمد
الطاروطي هو القارئ الوحيد الذي أخطأ بقرآن الفجر حيث جاء بألف مدية بعد النون في
كلمة ( رأَيْنه ) فصارت ( رأيناه ) بسورة يوسف - عليه السلام - ، مما أوهم غير
المعنى المراد حيث انتقلت الرؤية من النسوة إلى رؤيتنا نحن ، لكن الرجل صحح ما وقع
من خطأ في التلاوة من تلقاء نفسه أو اسْتُفتح عليه وكذا في الخطأ الآخر ، وهذا من قبيل
سبق اللسان أو العجلة لطول الربع مع قلة الوقت المخصص للتلاوة ، وكلنا نخطئ إن لم
يكن على مستوى اللحن ( الجلي ) فعلى مستوى
اللحن ( الخفي ) الذي يقع فيه الكثير والكثير من القراء وليس أحدنا معصومًا من
الوقوع في أحدهما ، أو أن يخل بالمعنى
بوقفه مضطًرا عند انقطاع النفس أو العطاس أو السعال ..... أو نحو ذلك ، فعلام
التشهير بأخ لكم وقارئ معتمد بدلًا من الستر عليه لا سيما أنه صحح خطأه فالله
سِتِّير يحب الستر ورحم الله الإمام الشاطبي حيث قال في مقدمة الشاطبية :
.........................وليُصْلِحْه
من جاد مِقْوَلَا
وقال - رحمه الله - :-
ويجعلنا ممن يكون كتابُهُ
شفيعًا لهم إذا ما نَسُوه
فيَمْحَلا
مع الفارق بين كلام الله وكلام
خلقه ، ففضل كلام الله على سائر المخلوقين كفضل الله على خلقه .
وكلامي هذا يا سادة لا مجاملة فيه
ولا رياء ، ولكن من باب إقامة الشهادة لله والعدل بين الجميع .
فعلى رِسْلِكُم سادتنا القراء
والمبتهلين فليس هذا وقت التشَّفي واعلموا أن القرآن رحم بين أهله .
**كاتب المقال
عالم القراءات من طرقها
وأخذ الوقوف على أربابها
0 comments:
إرسال تعليق