الحالة النفسية والاجتماعية للطفل المصاب بمرض مزمن ومرضى عيوب القلب الخلقية وأمراض القلب المكتسبة وعائلاتهم ..فمن خلال عملى رئيساً لقسم طب الأطفال وعناية طب الأطفال وعملى استشاري طب أطفال وأمراض مخ وأعصاب الأطفال وذوى الاحتياجات الخاصة بالمراكز الطبية المتخصصة وجدت الاتى: تألمت وعايشت كل المواقف مع أصحاب الحالات المرضية وكتبت 55 حالة حب من خلف الأسرة البيضاء
فى بيتنا طفل ذو مرض مزمن
ان وجود طفل في العائلة مصاب بمرض في القلب يسبب ضغطا نفسيا واجتماعيا ويشكل حزنا وألما وقلقا واضطرابا للطفل إذا كان في سن الإدراك؛ ولوالديه ولجميع أفراد الأسرة لابد من التكاتف فيما بينهم،ولابد من أن تزيد بين أفرادها نسبة الحنان والعطف والشفقة والتراحم والتضحية والتآزر لأفرادها ؛ لأن العائلة في وضع حرج يحتاج إلي مزبد من التكاتف وقوة الإيمان وحسن الظن والثقة التامة بالمولي عز وجل كذلك فقد وجدنا أن هناك عائلات لا تستطيع مقاومة هذا الحدث فتضعف روابطها ويكثر فيها الشقاق والخصومة وقد تصل الأمور فيها إلي الاضطرابات النفسية والتعدي علي الأطفال الآخرين في العائلة بالسب والضرب وغير ذلك بل وقد تصل الأمور إلي الطلاق بين الوالدين
ولذلك فان الوصية للطفل ووالديه وجميع أفراد العائلة ما يلي :_
*الثقة وحسن الظن بالله ومعرفة انه هو الذي يقدر الأمور فالخلق خلقه والأمر أمره وهو اللطيف الخبير (إنا كل شئ خلقناه بقدر ) ..(وربك يخلق ما يشاء ويختار ماكان لهم الخيرة....)ويقول المصطفي صلي الله عليه وسلم (اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطئك لم يكن ليصيبك رفعت الأقلام وجفت الصحف )
*اللجوء إليه بالدعاء سبحانه وتعالي بالدعاء وحسن التوكل عليه فهو الذي قدر المرض وهو الذي يشفي منه (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ) ..مع الأخذ بالأسباب في العلاج" تداووا عباد الله فإن الله عز وجل لم يضع داءاً إلا وضع له دواءاً ،غير داء واحد الهرم ) والإيمان الصادق بان مع العسر يسرا .
*ينبغي على الوالدين ألا يلقي كل منهما باللائمة علي الآخر في أنه السبب في هذه المشكلة وان يؤمنا اشد الإيمان ما أصاب ابنهما من قضاء الله وقدره (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك علي الله يسير (22)لكيلا تأسوا علي ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم )ومعناها انه ليست هناك مصيبة تقع إلا وهي مكتوبة من فوق سبع سموات فلا تجزعوا ولا تحزنوا بقضاء الله وقدره .
*الإكثار من حمد الله وشكره والثناء عليه والرضي بما أعطي ،فإنهما إن فعلا ذلك . خفت مصيبتهما وعظم أجرهما، وانزل الله عليهما السكينة والطمأنينة ورفع درجاتها في الدنيا والآخرة ، ونحذرهما من كثرة الجزع والسخط فانه اختبار من الله وامتحان (فمي رضي فله الرضي ومن سخط فله السخط )
*نوصي الوالدين بمراعاة بعضهما بعضا وقيام كل منهما بأداء واجباته نحو الآخر ما استطاع إلي ذلك سبيلا ونخص بذلك الزوج فان الأم أكثر حنانا ورأفة وجزعا وينفطر قلبها لمرض طفلها . وفي مثل هذه الأوقات تتجلي معاني العائلة الواحدة وصدق المحبة والارتباط وتظهر صفات الرجولة الحقة للزوج . وتوطدت الصداقة بين الطفل وأهله .
0 comments:
إرسال تعليق