• اخر الاخبار

    الخميس، 1 نوفمبر 2018

    يا بنت الحلال ...!!! قصة قصيرة بقلم الأديب العراقى : عيسى عبد الملك




    ما جئت لتنام  يا عبود، قال لنفسه .أخرج لترى ليل العاصمة وتحدث القرية عنه . عدل عبود من قيافته .القى نظرة ارتياح على كوفيته والعقال والعباءة  وغادر الفندق. بضع خطوات لا غيرها مشى .وجد نفسه في بحر من الاضواء. اسراب شباب وحسان وأصوات ضحكات . سحرته الاضواء .مأخوذا على غير هدى كان يسير .الله ،الله ما هذا الذي يسمعه ؟ وقف يسترّق السمع .  صوت طبول في العاصمة ، ربما عرس !.
    شدته اصوات الطبول وسار باتجاهها .راحت تجذبه .ابتسم له شرطي مرابط بباب فناء كبير ولم يمنعه. فاجأه مشهد لم يألفه من قبل. فتح عينيه على سعتهما ليستوعب ما يرى . .قاعة كبيرة تمتلئ  بالناس. أضواء تبهر العيون وناس  مشدودة عيونهم الى منصة مسرح  تغمره  اضواء ملونة. على المسرح مهرة جموح شبه عارية  شعرها طويل على المتنين ، تلعب به بهزة رأس كما تريد فتهتز معه رؤوس الحاضرين. مع حركات جسم المهرة وانحسار جزء من جسمها  ،تنطلق آهات شبق حبيسة . وقف مدهوشا . صاح به أحدهم أن اجلس .كان الصائح أسير نشوة أحدثتها يده  .جلس مبرمجا كانسان آلي , عيناه تحملقان في تقاطيع  جسم الراقصة .الجسم يتلوى كعود خيزران .عيون كثيرة نهمة،  تكاد تلتهم اللحم البشري المتناسق .جسم الراقصة يشع تحت الاضواء .حركاتها تدغدغ مشاعر السكارى . يفقد بعضهم  اتزانه فيطلق صيحة والبعض حسرة والبعض يمزمز ويفتل شاربه .ترى اين هو وما اسم المكان ؟ سأل رجل يجلس جنبه .
    ـــ  ملهى ، الم ترى ملهى من قبل  ؟ ملهى للرقص  وليس دار عبادة. وبخه الذي يجلس جنبه، بدا  مخمورا للنخاع .سرى الخدر في الحاضرين وراحت بعض الرؤوس تنود . غيرت الراقصة اداء رقصاتها وغير ضارب الطبل ايقاعه . !
    حركة واحدة راحت تؤديها  الراقصة شبه العارية .ترفع ثوبها، تكشف عن ساقيها وركبتيها وفخذيها وتحملق العيون  .الراقصة بحركة بارعة تستفتي الجمع الفاقد الوعي :
     اكشف السلّة لو اخليها مغطاية،  شتكولون  ؟ وتروح ترفع ثوبها الى النصف !
    فيصيح الجمهور بحماس ، اكشفيها ،اكشفيها ! غير انها لا تكشفها بل تعود الى نفس الحركة والسؤال .أكشف السلّة لو اخليها مغطاية ؟
     نفد  صبر القروي .لعب برأسه النعاس . انتصف الليل وهو غريب مشطور شطرين . لملم بعضه ووسط دهشة الحاضرين، بخفة صعد المسرح .قابل الراقصة وجها لوجه وقال:
    يا بنت الحلال ، أكشفيها ،  تعبت الناس ونعست .!!!


    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: يا بنت الحلال ...!!! قصة قصيرة بقلم الأديب العراقى : عيسى عبد الملك Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top