الفهلوة مصطلح يعرفه الجميع بلا استثناء وسلوك يمارسه البعض حتى أصبح لديهم بمثابة أسلوب حياة لا يستطيعون العيش من دونه ، ويعود أصل كلمة فهلوة إلى اللغة الفارسية ومعناها 'الشخص الشجاع واسع الحيلة ' ولكن ما تحمله الكلمة من معنى حسب استخدامها الآن لا يتماشى مع معناها الأصلى ومن المعروف أن الكلمة تحمل المعنى بحسب الإستخدام فى كل مجتمع.
فإذا نظرنا إلى الشخص الذى يطلق عليه فهلوى لدينا ، لا نجده إلا شخص يتحايل على القانون والأعراف وكل شئ بغية الوصول إلى ما يريد وذلك بالطبع غير جيد وخطير للغاية .
ولذلك نجد الكثير من علماء الإجتماع قد تحدثوا عن ظاهرة الفهلوة ، حيث قالوا أنها أصبحت خطرا يهدد المجتمع نظرا لتفشيها بشكل كبير وهنا يقول الدكتور جلال أمين أحد علماء الإجتماع ' إن الحراك الإجتماعى فى العقود الأخيرة الذى ارتبط بالمال بدلا من الإرتباط بقيمة علمية لهو من أسباب تفشى هذه الظاهرة ' وهنا نخلص إلى حقيقة ، وهى أن طغيان الحياة المادية على نفوس بعض الناس دفعهم إلى استخدام كافة الأساليب والوسائل للحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب المادية دون الإلتفات لأى قيم أخرى من المفترض أن تكون هى الأساس وذلك أمر غاية فى الخطورة ، لأن مجتمع كهذا لا يمكنه التقدم والإزدهار.
ولو أن الحراك الإجتماعى الذى شهده المجتمع ارتبط بقيمة علمية وأخلاقية وبث روح التكافل والمنفعة العامة بدلا من ارتباطه بالمال والمصلحة الشخصية ، لكان قد تحقق الخير الكثير للمجتمع ولكنا رأينا مجتمعا أفضل من ذلك بكثير وهذا يؤكده الواقع ، لأننا نرى الدول التى اتخذت من العلم منهاجا وطريقا قد حققت أعلى درجات التقدم والنمو فى شتى المجالات وأولهم المجال الإقتصادى الذى هو الأهم لأى دولة ، ولن يتحقق ذلك فى مجتمعنا إلا بتخلينا عن تلك الظواهر السلبية التى لم ولن تعود علينا بمنفعة حقيقية كأمة بل على العكس تماما ، كانت سببا رئيسيا فى كل ما نعانيه اليوم .
0 comments:
إرسال تعليق