غزة ـ الناصرة ـ «القدس العربي» من أشرف الهور ووديع عواودة: أنهت اللجنة التنسيقية العليا لمسيرات العودة الكبرى جميع التجهيزات والتحضيرات استعدادا لبدء الفعاليات، التي تتصادف مع «جمعة الغضب الـ 17»، ردا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الى القدس المحتلة، كما تتصادف مع الذكرى الـ 42 ليوم الأرض الفلسطيني، التي ستنطلق اليوم في الساعة العاشرة حسب التوقيت المحلي.
ونصبت الخيام وأعدت الإمدادات اللوجستية من خزانات مياه شرب، ودورات مياه، للذين سيقيمون في هذه الخيم، حيث من المتوقع أن تشارك حشود كبيرة في المسيرة، على بعد 700 متر من السياج الفاصل بين دولة الاحتلال وقطاع غزة، وسط تهديدات ومخاوف إسرائيلية من انفلات العقال، ما سيضطرها الى مواجهة جماهير غفيرة يتوقع أن تشارك في مسيرات العودة والإقامة على الحدود.
وتعكس هذه المخاوف التهديدات التي أطلقها قادة الاحتلال باغتيال قادة حركة «حماس»، وفي مقدمتهم يحيى السنوار زعيم الحركة في القطاع، الذين يحملونهم مسؤولية خروج الأمور عن السيطرة. وحذرت السلطات الإسرائيلية أصحاب شركات النقل في غزة من مغبة نقل المتظاهرين إلى المناطق الحدودية كما هو مخطط.
ونشر جيش الاحتلال وحدات القناصة، وأخرى خاصة في محيط غزة، وطلب من سكان البلدات الإسرائيلية في ما يعرف بـ«غلاف غزة» بحمل السلاح ابتداء من اليوم. وطالب جيش الاحتلال كافة سكان البلدات القريبة من حدود قطاع بحمل السلاح تحسبا لدخول الفلسطينيين من القطاع في ذكرى «يوم الأرض» التي تشهد انطلاق مسيرة العودة.
ووفق ما جرى الكشف عنه، فإن تعليمات وصلت ضباط أمن بلدات «غلاف غزة» تقضي بحملهم للسلاح الشخصي والحفاظ على أعلى درجات اليقظة، تحسباً من خروج الأمور عن السيطرة.
وقال مشرفون على المخيم لـ «القدس العربي «إنهم لاحظوا منذ أيام حركة نشطة للآليات العسكرية الإسرائيلية، إلى جانب الحفارات المستخدمة من قبل سلطات الاحتلال في بناء الجدار الإسمنتي، على طول الحدود. ويمكن أيضا ملاحظة تحركات الآليات العسكرية الإسرائيلية في تلك المنطقة، ومن المتوقع أن تنتشر اليوم قوات إسرائيلية إضافية، تحسبا لـتطورات مفاجئة ودراماتيكية قد تحدث في أي لحظة».
ويريد القائمون على الفعالية تطبيق «حق العودة» سلميا، من خلال زحف اللاجئين بعد اجتياز الحدود الفاصلة إلى أراضيهم التي هجروا منها على أيدي العصابات الصهيونية.
وفي الأراضي المحتلة بما فيها القدس، تم الاستعداد لـ «جمعة الغضب الـ 17» التي دعت اليها الفصائل الوطنية والفلسطينية.
وفي القدس المحتلة المتوقع أن تشهد تظاهرات، في سياق التصدي لمخططات الجماعات اليهودية، الهادفة إلى اقتحام المسجد الأقصى اليوم الجمعة، وطرد المصلين المسلمين منه، قررت القوى الوطنية والإسلامية في مدينة القدس المحتلة، إغلاق مساجد مدينة القدس، ودعت المصلين للرباط في المسجد الأقصى، بدءا من صلاة فجر اليوم، وذلك حسب بيان لقيادة الفصائل للتصدي للمستوطنين الذين يهددون بـ «ذبح قرابين الفصح اليهودي» والصلاة على بوابات الأقصى في سابقة خطيرة، بقرار من محكمة إسرائيلية وإذن من الشرطة.
وكانت «جماعات الهيكل المزعوم» قد ألصقت منشورات على أبواب المسجد الأقصى، طالبت فيها أهالي القدس بإفراغ المسجد اليوم الجمعة لإحياء فعاليات خاصة بما يسمى «يوم الابكار التوراتي»، الذي يسبق «عيد الفصح».
وأكد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين، أن استفزازات الاحتلال ومستوطنيه في المسجد الأقصى «تزيد من نار الكراهية والحقد في المنطقة وتؤججها، وتنذر بحرب دينية لا يمكن تخيل عواقبها». وجدد دعوته لكل من يستطيع الوصول إلى القدس والمسجد الأقصى، إلى «التحرك إليهما فورا، من أجل الوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي، ومستوطنيه».
ويحيي الفلسطينيون في الداخل والأراضي المحتلة وغزة والشتات اليوم الذكرى الـ 42 ليوم الأرض بمسيرات شعبية وسط حالة استنفار أمنية إسرائيلية. وفي الداخل الفلسطيني اعتبرت لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل هذه الذكرى التاريخية، العنوان الأكبر لمسيرتهم الكفاحية، من أجل البقاء، والصمود في الوطن، الذي لا وطن لهم سواه. واشارت لجنة «المتابعة العليا» إلى أن فلسطينيي الداخل ما زالوا يخوضون معارك من أجل الحفاظ على القليل المتبقي من أرضهم، داعية للمشاركة في المسيرة الشعبية المركزية اليوم في مدينة عرابة البطوف، وفي مهرجانين الأول في النقب، والثاني سيقام غدا السبت في أراضي الروحة.
وستبدأ مراسم إحياء الذكرى بزيارة أضرحة شهداء يوم الأرض الأول الستة عام 1976. وقالت لجنة المتابعة «إن ذكرى يوم الأرض تحل في ظل استمرار معركتنا على ما تبقى من أرض مهددة بالمصادرة، والمعركة على توسيع مناطق نفوذ مدننا وبلداتنا لنستعيد بعضا من أراضينا المصادرة»
0 comments:
إرسال تعليق