غزة (رويترز) -حافظ الشاعر : قال مسعفون في غزة إن القوات الإسرائيلية التي كانت تواجه واحدة من أكبر المظاهرات الفلسطينية في السنوات الأخيرة على الحدود بين إسرائيل وغزة يوم الجمعة قتلت ما لا يقل عن 16 فلسطينيا وأصابت المئات.
وقال مسؤولون محليون إن عشرات آلاف الفلسطينيين، الذين يضغطون من أجل حق اللاجئين في العودة، تجمعوا بمحاذاة السياج الحدودي البالغ طوله 65 كيلومترا حيث نُصبت خيام لاحتجاج من المقرر أن يستمر ستة أسابيع. وقدر الجيش الإسرائيلي عدد المشاركين بنحو 30 ألفا.
وتم إطلاع مجلس الأمن الدولي على العنف في غزة يوم الجمعة بناء على طلب الكويت. وقال المبعوث الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور للمجلس إن ما لا يقل عن 17 مدنيا فلسطينيا قُتلوا كما أصيب أكثر من 1400 آخرين.
واصطحبت الأسر أطفالها إلى المخيمات على بعد مئات الأمتار من الحاجز الأمني الإسرائيلي مع القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
لكن مع مرور الوقت تجاهل مئات الشبان الفلسطينيين دعوات من المنظمين والجيش الإسرائيلي للابتعاد عن الحدود حيث واصل الجنود الإسرائيليون مراقبة الوضع عبر الحدود.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته لم تستخدم الذخيرة الحية إلا ضد الذين حاولوا تخريب السياج الأمني الحدودي حيث قام بعضهم بدحرجة إطارات سيارات مشتعلة وإلقاء حجارة تجاه السياج وإن اثنين على الأقل من القتلى من أعضاء حماس.وقال مسؤولون فلسطينيون في قطاع الصحة إن القوات الإسرائيلية استخدمت الذخيرة الحية بشكل أساسي ضد المحتجين بالإضافة للغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. وذكر شهود أن الجيش أرسل طائرة دون طيار فوق موقع واحد على الأقل لإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع.
وقال مسؤولو الصحة بغزة إن أحد القتلى يبلغ من العمر 16 عاما وإن ما لا يقل عن 400 شخص أصيبوا بسبب استخدام الذخيرة الحية بينما أصيب آخرون بالرصاص المطاطي أو تلقوا العلاج من استنشاق الغاز.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن فلسطينيين قتلا بنيران دبابة. وقال الجيش الإسرائيلي إنهما فتحا النار على القوات عبر الحدود.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان إن إسرائيل تتحمل مسؤولية أعمال العنف وأعلن حدادا عاما يوم السبت.
وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في بيان إن جوتيريش دعا إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف في عمليات القتل والإصابات التي وقعت بغزة يوم الجمعة.
وقال المتحدث فرحان حق ”دعا أيضا الأطراف المعنية إلى الامتناع عن أي عمل قد يؤدي إلى سقوط مزيد من الضحايا ولاسيما أي إجراءات قد تلحق الأذى بالمدنيين“.
قال مسؤول كبير بالأمم المتحدة لمجلس الأمن الدولي يوم الجمعة إن الوضع في غزة ”قد يتدهور خلال الأيام المقبلة“ وحث على عدم استهداف المدنيين ولاسيما الأطفال.
وقال تاي -بروك زيرهون نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية ”على إسرائيل أن تتحمل مسؤولياتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني. يجب عدم استخدام القوة الفتاكة إلا كملاذ أخير مع قيام السلطات بإجراء التحقيقات المناسبة في أي حالات وفاة تنجم عن ذلك“.
وقال الدبلوماسي الأمريكي وولتر ميلر ”نشعر بحزن شديد لفقد أرواح اليوم .ونحث الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات للحد من التوترات وتقليص خطر نشوب اشتباكات جديدة. العناصر السيئة التي تستخدم الاحتجاجات ستارا للحض على العنف تعرض حياة الأبرياء للخطر“.
* حق العودة
يمثل الاحتجاج مظهرا نادرا للوحدة بين الفصائل الفلسطينية المتناحرة في قطاع غزة الفقير. وتتزايد الضغوط على حماس وحركة فتح التي يتزعمها عباس لإنهاء انقسام مستمر منذ عشر سنوات. وتعثرت جهود المصالحة المستمرة على مدى شهور لإنهاء الخلاف.
ويقام الاحتجاج بمناسبة ”يوم الأرض“ الذي يحيي فيه الفلسطينيون ذكرى مقتل ستة من عرب إسرائيل داخل الخط الأخضر على يد قوات الأمن الإسرائيلية خلال مظاهرات عام 1976 احتجاجا على مصادرة الحكومة لأراض في شمال إسرائيل.
لكن محور الاهتمام هو مطلب السماح للاجئين الفلسطينيين بحق العودة للبلدات والقرى التي هربت أسرهم أو طردت منها عند قيام دولة إسرائيل عام 1948.
وفي بيان اتهم الجيش الإسرائيلي حماس ”باستغلال النساء والأطفال وإرسالهم إلى السياج الحدودي معرضة حياتهم للخطر“.
وقال الجيش إنه نشر أكثر من 100 قناص على امتداد الحدود مع غزة تحسبا لوقوع اضطرابات.
وحثت حماس المحتجين في وقت سابق على الالتزام ”بالطبيعة السلمية“ للاحتجاج.
وترفض إسرائيل حق العودة خشية تدفق العرب بأعداد تفوق أعداد اليهود. وتقول إسرائيل إنه يجب إعادة توطين اللاجئين في دولة مستقبلية يسعى الفلسطينيون لقيامها على أراض تحتلها إسرائيل في الضفة الغربية إضافة إلى قطاع غزة. وانهارت محادثات السلام في عام 2014.
واندلعت احتجاجات محدودة في الضفة الغربية المحتلة وأصيب نحو 65 فلسطينيا.
وفي غزة أطلق على مخيم الاعتصام ”مسيرة العودة“. وحملت بعض الخيام أسماء القرى التي ينحدر منها اللاجئون.
0 comments:
إرسال تعليق