• اخر الاخبار

    الخميس، 29 مارس 2018

    الكاتب العراقى سعد الساعدي يكتب عن : الصّاكّات ..


    يَعرِف العراقيون معنى هذه الكلمة بدقّة وما تحوي حروفها من جمال ، ولمن لم يسمعها من الاشقاء العرب وغيرهم فهي تعني :"النساء الجميلات ، وما يترتب لاحقاً على الجمال فهو خاضع لمخيلة الناظر وذوقه ومدى حدّة بصره ! "
    العمل في المولات بحاجة إلى (صاكّات) وكذلك المطاعم والنوادي ، وكما في الفن ووسائل الاعلام وغيرها من المرافق السياحية والتسويقية ، وبصراحة الكل يبحثون عن الصّاكات ، لجمالهنّ وما يدرّ لاحقاً - بسبب خفة ظِلّهن وابتساماتهنّ - من انتعاش في الحركة الاقتصادية والأرباح المباحة والثروة المحللة اذا استثنينا المحذورات و اللا مقبولات ...
    الى هنا نكتفي بهذا الوصف الموجز ونتساءل عن الدور الذي ستلعبه الصّاكة في الانتخابات العرقية المقبلة ؛ في مرحلة يعوّل عليها كثيرون بأنّها مصيرية وحاسمة في السنوات المقبلة ، وهي ليست كذلك ، إنّما هو أملٌ في الخلاص من الفاسدين ، وهذا ما يكون أحد الأسباب المهمة في أختيار مرشحات جميلات سيلعبن دوراً مهما في التغيير المنشود ؛ تغيير الوجوه الكالحة بأخرى تمتاز بالنعومة والجمال ، ولابأس إن امتازت باللباقة و ذرابة اللسان ، فهو أمرٌ شهده المشهد السابق لبرلمانيات كان سبباً لفوزهم بدورات جديدة كما عبر أحد الناخبين حين سئل عن انتخابه إحداهن وقال :تعجبني لانها ( تحچي ومتخاف ) أي انها تتكلم بجرأة من الصعب على أي رجل مجاراتها ، طبعاً ليس فقط الرجال هم صنّاع الكلام ، لكن المقصد هو حين تخرج الأنثى عن انوثتها الطبيعية فان الواقع قطعاً سيأخذ شكله الآخر ...
    نظام الكوتة ضَمِن حق المرأة في تمثيلها في مجلس النواب العراقي ، وحسب قانون سانتليگو المعمول به ، فبعد كل ثلاثة رجال في القائمة الفائزة تأتي إمرأة وهكذا ، وكم من امرأة في الدورات السابقة لم يُعرف حتى إسمها .
    قبل أيام ظهرت إحداهن في برنامج مسابقات وحزورات على إحدى القنوات ، وهي من ذوات الجمال وبدرجة علمية مرموقة ، ومع هذا لم يرَها أحدٌ يوماً وهي تحلّل حدثاً سياسياً ، أو تعقّب على مصيبة من مصائب العراقيين الكثيرة ، أو تزور محافظة من المحافظات وتتطلع على واقع الخدمات البائس كي تهيّء مشروعَ قانونٍ في البرلمان يخدم المواطن العراقي .
    واحدة أخرى خرجت أمام شاشات التلفزيون وهي تتظلّم وتتشكّى من عدم كفاية الراتب لعضو البرلمان ، وتتساءل لماذا يحسدهم الناس على راتب بـ عشرات الملايين ؟
    وغير ذلك الكثير ، وهنا من الحق السؤال: هل المرشحات ( الصّاكّات ) يَقْدرنَ على صنع قرارات التغيير المرتقبة، أم سيكون اهتماهن بمراكز التجميل ، والدعوة لاستيراد ماركات فرنسية من العطور والماكياج ؟ ويبدو من سوء حظ القادمات الجديدات أنّ قيادة عمليات بغداد تقوم حالياً بغلق الكثير من مراكز التجميل والرشاقة غير المرخصات رسمياً ، وهذا طالع قد لا يبشّر بخير .

    إن كان كذلك فأنا أدعو لتشريع قانون يقضي بصرف مخصصات الجمال كي تمارس ( الصاكّة ) دورها بشفافية ، وتعيش حالة اطمئنان على عدم ضياع نصف الراتب على مساحيق التجميل في حالة الاستعداد للتصويت على مشروع قانون ، مثل التغيرات المناخية العالمية،أو الانضمام الى اتفاقية تصدير الزيوت التي مازلنا نستوردها بدلاً عن تصديرها ، والدخول في معاهدات جودة التبوغ أو رداءتها !!
    لكنّ الأكثر ألماً وضحكاً في الوقت نفسه، ما قالته نائبة سابقة ومرشحة حالية اثناء الترويج لنفسها دعائياً ، وهي لم تظهر ولا مرة أمام الشعب العراقي ، ولم يُعرف عنها شيء الاّ أنّها جميلة وصاكّة كما يصفها أهل المنطقة ، ولكن اسمعوا ما قالت وكتبت على صفحتها :
    (( ماذا قدَّمتِ ؟
    سؤال اواجهه عشرات المرات في اليوم الواحد ، في الحقيقة لا امتلك جوابا ،لاني اذا قلت قمت بتشريع 234قانون تبدو اجابة غير مقنعة !!
    واذا قلت اني لم يُسجل عليّ غياب جلسة واحدة فهذا واجبي ، واذا قلت اني ساهمت بإيجاد فرص عمل لـ 6 آلاف عاطل عن العمل، فماذا عن الاف العاطلين الاخرين ؟
    واذا قلت اني ساهمت في حل الاف المشاكل وساعدت الاف العوائل ، فهذا يبدو تافهاً إزاء عدد المشاكل المستعصية وكم الفقراء الهائل !
    نعم اني لم اقدم شيئا لاني لم اسحق رأس الفاسدين )) .. لم تسحق رأس الفاسدين وهي صادقة ، لانها كانت معهم !

    شرّعت ٢٣٤ قانوناً ، وعينت ٦ آلاف عاطل عن العمل ، وساعدت آلاف العوائل وحلت مشاكل آلاف آخرين ...... لوحدها فاق عملها عمل البرلمان والحكومة طيلة السنوات الماضية ، فالبرلمان باجمعه لم يشرّع هذا الكم الهائل من التشريعات !
    هذه سياسة ( الصاكات ) الجديدة ، ويبدو أن من حق الكتل أن تتحالف وتتآلف معهن لانّهم من سيغير وجه التأريخ بلمحة بصر ، ورمشة عين ، وهنيئاً لكل من ينتخب ( صاكّة ) ...
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الكاتب العراقى سعد الساعدي يكتب عن : الصّاكّات .. Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top