لاتدري سمية الى أين سترحل بعد ان ضاق الأفق بعينيها، الكل ضدها،لااحد يسمعها،
تشعر بالوحدة والغربة في البيت الذي لايخلو من الاصوات والشحرجات، لاتحبب الجلوس مع من في البيت لان في كل الاوقات هناك من يسمعها كلام لايخلو لها،شمأزت من التأنيب والنصائح، تفكر أن تجد طريقة تهرب منها من هذا البيت لكنها تخشى كلام الناس عليها بعد مايعلمون بهروبها، يألفون القصص ويكثرون بالتأويلات وماأكثرها عندما يقع احد بين ألسنتهم،
تشعر بالضيق وبعد أن فقدت ابيها وأمها في حادث مرعب وتكفلها خالها بعد وفاتهم، ماتضمره لها زوجة خالها لايعد ولايحصى،فهي المسيطرة في البيت ولا يستطيع ان يكسر كلامها احد حتى زوجها الكبير في السن والذي يعاني من عدة امراض ولكثرة مشاغله لاني يقضي معظم اوقاته في دباغة الجلود في محل عمله، يذهب في الصباح الباكر ولايعود الا بعد اذان العشاء.
لاتدري الى اين تهرب وهي لم تعتاد على الخروج من البيت ألا نادر، هل تبقى وتتحمل كل شيء، الى أن يفرجها الله.
لكن لم تكن قادرة على تحمل الوضع .لايسمعها احد في البيت تقضي نهارة في الغسل والتنظيف والطبخ ،لاترتاح الا قليلا،وفي الليل تسهر مع ابن خالها الرضيع الذي لايتجاوز عمره ستة أشهر، وضع لايحتمل.
في بعض الأوقات تتردد على البيت جارتهما ،امرأة كبيرة تأتي لتقضي بعض الوقت مع زوجة خالها،بعض الاحيان تسئل سميه على وضعها وامورها وتلاطفها
ويوم من الايام جائت الجارة فلم تكن زوجة خالها في البيت لانها خرجت الى السوق لشراء بعض ماتحتاجه،جلست سمية مع الجارة
سألتها جارتها،لم يتقدم اليك عريس وانت فتاة جميلة
قالت لها سمية لا ياخالتي لم يطرق الباب احد وحتى لو جاء احدهم لااعلم به انا،فانا اخر من يعلم في هذا البيت
قالت لها الجارة،نعم اعلم بذلك واعلم بما تعانية في هذا البيت،رحم الله والديك،فقد كانت والدتك صديقة وجارة عزيزة جدا وكنا كثيرا مانجلس ونقضي اوقات الفراغ بالحديث،
ثم قالت،،،،،سابحث لك عن عريس لاخلصك من هذا الضيق ان شاء الله ،اصبري قليلا وبعدها ذهبت جارتها حتى لاتدخل عليهما زوجة خالها وتراهن مع بعض.
فرحت سمية بما سمعته في الجارة وقالت لنفسها،،هذا افضل من الهروب لانه لايليق بي ولا بسمعة والديي.
وسيبقى هروبي لعنة يطاردني اين ماحللت، كذلك التقاليد والاعراف ترفض هذا وتنظر له بنظرة لاتحمد.
طالما حدثتني جارتي بذلك فسيحدث لانها صادقة وستبذل جهدها من اجل أن اتخلص من هذا الوضع المزري.
وبعد مرور ثلاث أشهر جائها عريس فطلبها من خالها،
رجل لايتجاوز عمرة الثلاثين سنه ميسور الحال يسكن في محلة قريبة من محل سكناهم،
لكن زوجة خالها اعترضت على ذلك،
لان وليدها لازال صغير ويحتاج الى رعاية، ومن سيرعاها ويسهر معه لو تزوجت،
توافق بشرط وهو ان يخطبها ولايتزوجا الا بعد مرور سنةكاملة،
لم يكن امام خالها إلا ان يوافق على ذلك لانه لايستطيع ان يرفض لها شيء،
كذلك وافقت اسماء وقالت سأصبر كما صبرت،
لم تهدأ زوجة خالها ولن يروق لها هذا...
فكرت أن تنهي تلك الخطبة وتزوجها لأبن اختها وتبقيه معها في نفس البيت لان زوجها لا يستطيع الرفض.
فاتحت زوجها بذلك،فقال لها لان البنت مخطوبة والناس تعلم بذلك فكيف لك ان تزوجيها من ابن اختك
قالت له ،،،،،سننهي تلك الخطبة ونرجع كل مااخذناه من الرجل وسينتهي الموضوع،
قال لها زوجها،،كيف هذا وماذا ستقول الناس عنا،كذلك سيطلبنا الرجل الى الحق،لماذا وفقناه ولما نرفضه!
قالت لاابالي بذلك،اي حق واي كلام هذا. سأفعل مااريد مهما تكن النتائج.
وفعلا بعد أيام انهوا الخطبة وارجع للرجل كل ماقدمه لهما من مهر،
لكن الرجل لم يسكت عن ذلك،اخذ يضمر العداوة والبغضاء لزوجة الدباغ.
مرة ايام قلائل فتقدم أبن اختها وخطبها وتم الموافقة وحدد موعد الزواج بعد ثلاث اشهر،
لاتدري سميية ماذا تفعل،فلقد قررت الهروب حتما من هذا البيت ومهما تكن النتائج.
وعندما زارتهما جارتهما اخبها سمية بذلك!
فلم ترد علها جارتها بل هزت برأسها وذهبت،
لم يتبقى على موعد زواجها الا اسبوعين،
قالت سمية يارب سامحني فلم يبقى لديي غبر ذلك لأتخلص من هذا الزواج المشؤم.فماذا بوسعي فعله ولم يتبقى سوا اسبوعين،
وعندما كانت زوجة خالها خارج البيت ذهبت بخفية الى بيت جارتها واخبرتها بانها ستهرب حتما ولكن لاتدري الى اين ستذهب،
قالت لها جارتها،انا لااشجعك على ذلك لانه مرفوض تماما ولايليق بك.
لكن لاافرض عليك بالزواج ممن لاتحبيه،
قالت لها سمية ومالحل ياجارتي،
قالت لها،سافكر بامر لان وضعك يحزنني.
ثم قالت لازال الرجل الذي خطبك يريدك زوجة له
قالت سمية وما ينفعني هذا وانا الان على باب زواج من غيره،
قالت جارتها،ربما يستطيع مساعدتك
قالت سمية،،،وكيف له ان يعرف بذلك
قالت لها جارتها،سأذهب غدا واخبره بمايجري لك فلعله يستطيع مساعدتك،ارجعي انت الأن للبيت وغدا ساخبرك باي طريقة ما،
في الليل جائت ام العريس وجاء معها ابنها وجلبوا معهم بعض الثياب والحاجيات للعروس،
عندما رأتهم سمية كأنها حضرها ملك الموت ليزهق روحها،
ذهبت الى المطبخ لغسل الصحون ولم تبالي بهم،
دخل عليها خالها وقال لها،يأبنتي مابك وكأنك حزينة،سوف تتزوجي وتذهبي الى بيت زوجك لم يتبقى الا اسبوع واحد، اعلم أنك لارغبة لك بالزواج منه،لكن هي الاقدار لانستطيع ان نواجهها، فتحلي بالصبر وارضي بقدرك
لم تجيبه سمية بل لازمت الصمت ،ثم خرج خالها وتركها.
وفي الصباح وبعد ان نظفت باحة البيت وغسل الملابس جلست سمية في غرفتها تندب حظها وتتمنى لو ان والديها في الوجود لما حدث ماحدث،
جائها ابنت جارتهما الصغيرة وقالت لها،،،،،،
امي بانتظارك اذا سنحت لك الفرضة اذهبي اليها لتخبرك بامر ما لااعرفه،
قالت لها سمية،،حسنا اذهبي الان اخشى ان يراك احد.
وعندما ذهبت زوجت خالها الى بيت اختها
ذهبت سمية الى بيت جارتها
قالت لها جارتها حسنا انك اتيت لاخبرك بامر هام يتعلق بمصيرك واياك ان تخبربي احد بذلك فسوف ينقلب عليك السحر،
قالت سمية حسنا ياخالتي لم افعل هذا.....
قالت لها جارتها،،،،، لقد التقيت بالرجل واخبرته بكل شيء
قال لي،،انا لازلت اريدها زوجة لكن زوجة خالها هي من سعت لفرقتنا
ولكن يمكنني مساعدتها ان كانت تريدني زوج لها وللحفاض عليها واسكات كلام الناس عنها تحب ذلك
وما قاله لك بعد،،،،،
جارتها،،،،،اخبرني انه سيتزوجك بعد خروجك من البيت خفية ستذهبين الى مكان اخبرني به وسيلتقي بك عنده،
قالت لجارتها،ياخالها هذا الامر صعب جدا ليس خروجي من البيت وانما ذهابي معه ماذا سيقول الناس عني لو علموا بذلك!
قالت لها جارتها،،،، الناس اللذين تتكلمين عنهم يعرفون وضعك جيدا وانا واحدة منهم والا لما اقف معك واساعدك!
وكذلك يعرفون بانه خطبك واراد الزواج منك لكن زوجة خالك هي من مكرت وغيرت كل ذلك،
قلات سمية حسنا ياخالتي
متى سيكون ذلك!
ستخرجين من البيت عند الفجر الليلة القادمة وستذهبي الى المكان الذي اخبرتك به واحذي ان يراك احد.
عندما اقترب الوقت ولم يبقى سوا تلك الليلة ليطلع الفجر وتخرج،
سمع الناس صراخ بعد منتصف الليل فهرعوا لمعرفة ذلك!
وبعد ان رجع الناس علموا ان حريق شب بدار جار خطيبها فوصلت النار الى داره وهم نائمين فاحرق طفل صغير هو اخ لخطيبها،لكن الناس انقذوه من النار بعدما حرقت اطرافه فنقلوه الى المستشفى القريب منهم عندها علمت سمية وبسبب ذلك لم تخرج من البيت في الموعد مع الرجل خطيبها السابق،.كذلك تاجل موعد العرس بسبب ذلك الى حين يتعافى الطفل ،
في سوق المدينة توجد مقهى صغير يفتحه صاحبه موسى منذ الصباح الباكر يرتاده عمال النظافة وبعض الرجال الذين يأتون للسوق عند الفجر وهم الذين يتاجرون بالخضروات يجلسون في المقهى يتناولون الخبر الحار من الفرن القريب منها ويحتسون الشاي معه ،جائت امراة يتناهز عمرها الاربعون عاما جلست بالقرب من المقهى ونادت على صاحب المقهى ،فسمعها،جاء اليها وقال لها
ماذا تريدين
قالت له اريد قدح شاي
قال لها سمعا وطاعة ، احتست الشاي ثم نادته فجاء اليها
نعم قولي ماعندك،اراك غريبة ليست من سكنة هذه المدينة
قالت له نعم ،انا لست منها،انما جيت من مدينة اخرى لي حاجة هنا واريد ان اسالك عنها لعلك تعرف عنها شيئا،
قال لها ،قولي اسمعك
قالت له جئت من اجل أناس اعرفهم هنا يقربون لي
قال لها،،،،من هم هؤلاء لعلي اعرفهم فاساعدك
قالت له،،،،،هم اقاربي ولكن منذ اعوام طويلة لم اتي الى هنا،ولاعلم لي اين يسكنون الأن
قال لها،،،،،،قولي ،،،قولي من هم
قالت،،،،بيت رجل يعمل بدباغة الجلود
قال لها وصلتي لقد عرفته ابو داخل هو يسكن في نفس المحلة التي اسكن فيها
وما صلة قرابتك به،
قالت هو يكون اخي وقد تفارقنا منذ اكثر من عشر اعوام
قال لها ،،الان فهمت ساوصلك لبيت ابو داخل.
**تأزمت الامور في بيت خال سمية الدباغ بعد حادثت حريق بيت اخت زوجته وما حدث للطفل بسبب الحريق ،
اما سمية فلقد زاد عذابها اكثر بسبب معاملة زوجة خالها لها بالرغم انها مخطوبة لابن اختها،
تقضي نهارها بالعمل في البيت ولم تسمع لو كلمة واحدة يطيب خاطرها منها،
لاتدري ماذا تفعل وهي واقعة بين نارين،نار معاملة زوجة خالها ونار زواجها من ابن اختها،
وصلت المرأة الى دار الدباغ بعد ان رافقها صاحب المقهى موسى ،
تلقتها زوجة اخيها ورحبت بها مع انها لم تتذكرها جيدا،
وفي اخر النهار جاء اخيها الدباغ ودار بينهما حديث طويل ولتذكرهما ايام زمان والفراق الذي حدث بينهما لعدة اعوام،
ومن ثم تعرفت على سمية وقالت لها،لقد كبرتي لاني تركتك في الرابعة من العمر، الله يرحم والديك برحمته
ماشاء الله اصبحت عروسة،
الم ياتي نصيبك بعد،
عندما سمعت سمية ذلك شحب لون وجهها وبدأت حزينة،
فقالت لها اخت خالها (لمعيه) مابك ارى وجهك قد اسود مابك ،هل هناك شيء يحزنك ام كلامك ازعجك
قالت لها سمية لا خالتي ،انت طيبة ولكني هكذا دوما متذ ان فارقت والديي،
في اليوم الثاني فهمت لمعية كل ماحل بسمية ،فأثقلت العتاب مع اخيها ولما يسمح في كل ذلك،
ألا تعلم ان سمية هي بنت ابن عمك وجعلها امانة عندك قبل وفاته،
لماذا يااخي يحدث كل هذا وانت لاتفعل شيء، اتتركها تحت رحمة زوجتك !
قالت لها سمية ياخالتي ،لاتكثري من العتاب فهو لايشفي جرح الان فقد حدث كل شيء وفات الاوان .
الان انا انتظر متى يحملوني الى مثواي الاخير ليزداد عذابي وشقاي،
زوجة خالها طأطأت براسها ودمعت عينها ، وقالت اصبري ياابنتي ان الله مع الصابرين،لاندري مالذي ستفعله الاقدار بنا غدا،
اما زوجة الدباغ فتشائمت من كلام اخت زوجها لميعه ولم ترتاح لسماعه،
وبعدها قالت بصوت غليض ،
يااخت زوجي ،،ان وجه سمية نحس على بيت اختي فمنذ خطبتها لم تشعر بالراحة اختي فقد احترق بيتها وكذلك احترق ابنها ولاتزال صحته على غير مايرام،
قالت لها لمعية،، وماذنب سمية بذلك غير انها اصبحت ضحية القدر ولم تراعوا مشاعرها ولم تسمعوا رأيها،
المهم لقد حدث ماحدث.
اتذكر عندما كانت كنا انا وام سمية نجلس ونتحدث وهي تنظر الى سمية عندما كانت صغيرة ،هل اراك ياابنتي عروسة وافرح بك وعندما تسمع سمية من امها ذلك تجلب الماء بالابريق وترشه علينا فتتبعها امها لتمسك بها،
كانت امها طيبة جدا وكانت اعز الناس لي ،لانتفارق دوما منذ ان كن صغيرتين،
كل يوم تفكر أمرأة خالها بأمر، وفي هذه المرة تريد أن تنهي أمر خطبة سمية لأنها ترى أن النحس دخل لبيت اختها من جراء خطبة سمية وتخشى لو تزوجة بأبن اختها تحدث أمور اخرى،
ولكن كيف لها انهاء ذلك واقناع ابن اختها،
فكرت بأمر عندما تتممه تستطيع اقناع ابن اختها في عزوفه من هذا الامر،
في يوم من الايام جائت لسمية فقالت لها،انا اليوم اشعر بالتعب ولااستطيع الذهاب الى سوق المدينة فعليك الذهاب وشراء مانحتاجة ولكن بدون تأخير ولااريدك ان تتكلمي مع احد وحتى لايعلم بك أبن اختي انك خرجت من البيت وذهبتي بمفردك الى السوق،
قالت لها سمية هذه أول مرة اسمع منك ذلك،مالذي حدث ،هل تغير فكرك مرة واحدة،ام هناك امور اخرى،
قالت لها لن يتغير فكري وليست هناك امور اخرى مثلما تظنين،ولكني متعبة ولااايتطبع الذهاب الى السوق،
قبل ذلك التقت باحد الاشخاص في السوق يبيع الدجاج وكانت كثيرا ماتشتري منه،اخبرته بان يفعل ماتمليه عليه ولا يعلم به اي كان،مقابل ان تعطيه مبلغ من المال جزاء ذلك العمل،
لم يرفض لها طلبا مقابل مبلغ لابأس به يحسبه ربح يفوق مايربحة خلال شهر واحد،
كل مافي الامر ان يتعرض لسميه في السوق ويسمعها كلام يقلل من شأنها ومن جانب اخر اخبرت ابن اخيها ان يلتقيان في السوق قرب مكان بيع الدجاج، لكي يرى سمية مع ذلك الشخص، وفعلا تم الامر كما خططت له وحين راى ابن اختها سمية واقفة يتكلم مع بائع الدجاج وهو يضحك ويشعر بالسعادة، ظن الكثير من الامور،
عندها ذهب حالا الى خالته واخبرها بما رأى،
فقالت له خالته ،،ماذا افعل اني منذ الصباح اشعر بدوار ولم استطيع الذهاب الى السوق برغم موعدي معك ،فذهبت سمية لتشتري مانحتاجة لكني لم اظن انها تفعل هذا مع بائع دجاج ،الان عرفت ان سميه لاتصلح لك كزوجة ،
قال ابن اختها وكيف ياخالتي وانا خاطبها منذ أشهر
قالت له دع ذلك لي انا اتصرف،وفعلا استطاعت انهاء الخطبه ، ولكن هذا يسعد سميه لانها لاتريد الزواج من ابن اختها،
بعد ذلك قالت لسمية منذ الان لايحق الخروج لك من البيت ﻻاي سبب كان، لانك ليست محل ثقة
تعبت نفسية سميه كثيرا بعد هذا الامر بالرغم من انها تخلثت من الزواج الذي لاتطيقه،
اما اخت خالها لمعيه عندما سمعت بذلك تغيرت نظرتها الى سمية وأنبتها على مافعلته لانها لاتعلم بما خططت لها زوجة اخيها، الكل اصبحوا ينظرون لسمية نظرة استخفاف،
في الصباح جائت جارتهما لتلتقي بلميعة اخت الدباغ ،وعندها اخبرت يمية الجارة بما حدث، قالت لها جارتها عندما خرجت عند الباب ،انا افهم كل شيء ،
المهم ذلك الرجل ،،ماذا اقول له فكري بالامر مجددا واخبريني خلال هذا الاسبوع لان وضعت لايحمد عقباه وانا خائفة عليك من زوجة خالك،
زوجة خالها لم تهدأ برغم ان سميه لن تفعل شيء لها يوما من الايام بل هي خادمة مطيعة تعمل مابوسعها واكثر من طاقتها ،لكنها لاتحبها ،
بدأت صحة سمية تتدهور يوما بعد يوم وتعبت نفسيتها كثيرا ولكن ماذا بوسعها فعله غير انها تترك البت وتهرب الى حيث لاتدري ،ليس لديها امر اخر تفكر به،
اخبرت بطريقة ما جارتها بان تهرب وتلقتي بخطيبها الاول وتتخلص من هذا البؤس مهما كانت النتائج،
وعندما كان الجميع مجتمعين على العشاء اخبرت زوجة خالها سميه، الشخص باع الدجاج يريد ان يتقدم لخطبتك، وبعد غد سايتي ليكلم خالك في هذا الامر،
قال خالها بعدما سمع كلام زوجته،حسنا فاليأتي وبخطبها ،لانها هي تريد ذلك
قالت سمية لخالها
من قال لك اني اريده وانا لم اراه قبل ذلك بحباتي ولم ايمع عنه،فهو من اعترضني في السوق واسمعني كلام لااحبه،
قالت لها زوجة خالها،،،لما تخفين علينا انك تريديه والا لماتكلميه في السوق امام الناس،
لاتعترضي هذا هو قدرك،
سميه،،هذا ليس قدري بل ماتخططي له انت،لكن الله سبحانه وتعالى سيكون بجانبي وهو يعلم السر،
قالت لها زوجة خالها،،،كفاك انا لم اظلمك بل انت من فعلتي هذا
ولايمكنك رفص ذلك وهذا خالك يسمعك.
في اخر الليل قررت سميه ان تحرق نفسها وتتخلص من هذا العذاب،
لكن ترددت وقالت لنفسها،،،،، سيغضب الله ان فعلت ذلك
وماذا ستقول الناس عندما يسمعون بذلك
يارب قد مسني الضر وانت ارحم الراحمين،
أخت خالها لميعةقالت لنفسها،،لابد من معرفة الحقيقة،أن مثل سميه لاتفعل هذا!
ذهبت الى السوق صباحا ولان اكثر الناس لايعرفوها،ذهبت الى ساحة بيع الدجاج
تنظر الى مايوجد من دجاج للبيع في تلك الساحة، الى ان وقفت عند شخص يضع امامة ثلاث دجاجات وديك، قالت له ،،كم سعر الدجاجة الواحدة
قال لها،،اريدها بخمسة دنانير.
قالت له ،،هذا سعر خيالي،كيف اصبحت الدجاجة بخمس دنانير،لااحد يستطيع شرائها بهذا السعر
قال لها هذه هي اسعار بيع الدجاج هذه الايام،هل انك من هذه الناحية
قالت له لا،،، انا من ناحية أخرى
قال لها عرفتك انك غريبة لانك لاتعرفي الاسعار هنا
قالت له،نعم انا لاعلمي لي باسعر الدجاج،،فقط لاني احتجت دجاجة واحدة لغرض ما
قال وماهو،،اتريدين ذبحها لعزيز لديك
قالت له لا،،بل أريدها لحاجة لي فيها،،اني عرافة وقد احتجت لدجاجة سوداء فوجدتها عندك،
قال لها عرافة،،
قالت ،نعم كما سمعت،
قال لها حسنا،،،سابيعك الدجاجة بثلاث دناير مقابل ان تعرفي لي طالعي
قالت له حسنا،،اتريد الزواج،
قال لها نعم،اريد الزواج،لكن انا في محنة الأن
قالت له وماهي محنتك
قال لها،،،حيلة انطلت عليه،مقابل مبلغ من المال
قالت له،،،،،، أنت فعلت شيء لايرضي الله،مقابل مبلغ من المال،،،هل صحيح هذا
قال لها نعم،لكن كيف عرفت ذلك
قالت له،،الم اقل لك اني عرافة
أنت اخذت مال من امرأة مقابل تشويه سمعت امراة اخرى،هل هذا صحيح
قال لها نعم.وانا الان في ورطة
قالت له،،ورطتك ان المرأة تريد منك الزواج بمن دبرت لها الامر
قال نعم وماادراك انت
قالت له،،، لاني عرافة،
بهت الشخص عندما سمع كلامها،،واصبح لايستطيع النطق بكلمة
قالت له لماذا انت صامت
قال لها،،،، وماذا اقول وانت تعرفي كل شيء عني
قالت له،،،،كلمني بصدق حتى استطيع مساعدتك،
وحينها اخبرها بكل شيء،فعرفت مكر زوجة اخيها، ولكن كيف لها مساعدة سميه.
مر شهر ونصف على ذلك،
ذهبت لمعيه الى بائع الدجاج وقالت له،،عليك ان تكفر عن فعلتك حتى استطيع فعل شيء لك في مايخص زواجك من أمراة تناسبك،
قال لها،،وكيف لي ذلك،،،،ماذا افعل وانا لااعرف تلك المرأة التي فعلت معها مايسئ لها
قالت له لاعليك ساعرفها حتما، ولكن ماعليك هو ان تنفذ ماساقوله لك،
أولا ترفض فكرة الزواج منها،،،،،واذا جائتك من اعطتك المال قل لها ،انا لااريدها
وإن بقيتي مصرة على ذلك،،،،ساقول للناس كل شيء وأفضح سرك
حينها ستتراجع،،وفعلا بعد تمام شهر حدث ذلك
وتخلصت سميه من بائع الدجاج،لكن معاناتها لن تنتهي بعد،،،فربما غدا تبحث زوجة خالها عن رجل اخر.
عندما كانوا جالسين حول المدفأة القديمة في تلك الليلة الباردة،،تبادلوا أطراف الحديث
قال خالها لزوجته..ماذا عن زواج سمية اني لا ارى الرجل بائع الدجاج
قالت له زوجته،،،لاادري ربما استثنى ذلك،
قال لها كيف ذلك،وأنت من كنت تدافعين عنه
قالت له،نعم كنت اريد أن ازوج سمية بدل قعدتها في البيت وهي الان شابه واخسى عليها من امور كثيرة،لكن ماذا افعل لو لم يتقدم الرجل لخطبتها.
هل لاني اريد الخير لها،واحب ان اراها في بيت زوجها وارى اطفالها،فهذا يسعدني كثيرا.
ابتسمت اخ الدباغ،
قالت لها زوجة اخيها،،اراك تبتسمين
قالت لها وهل الابتسامة حرام في هذا البيت
قالت لها زوجت اخيها،،لا ولكن اظن هناك امرا تخفيه
قالت لها،،،،ليس لدي أمر اخفيه لاتقلقي،
ثم قالت لأخيها،،،اخي انا اعرف انسان ذو سمعة طيبة وميسور الحال وقد التقيته مرة واوصاني لو اعرف انسانه من بيت ذو سمعة حسنة يريد الزواج منها،فماذا تقول
عندما سمع اخيها بذلك وضع رأسه ببن ركبتيه ومن ثم رفعه وقال،،
لاادري،،قولي لزوجتي وسمعي رأيها،فأنا لارأي لي بذلك
قالت له،كيف وانت رجل هذا البيت.
قال لها،،انا لاعلم لي بهذه الامور فالنساء ادرى بذلك.
قالت له حسنا اترك امر زوجتك لي انا اتصرف معها،
لاني اعرف بكم أشترت ذمة ذلك الرجل
عندما سمعت زوجته هذا ،،بهتت واحمر وجهها وقالت،،ماذا تعنين بهءا
قالت لها لااعني شيء بل اريد موافقتك وألا،،،،،،
قالت لها زوجت اخيها،،،انت بمثابة امها ولاتريدين لها الضرر ،،،
قالت لسمية وانت ماهو رأيك
هو رجل حسن السمعه ولكن بكبرك بعشر سنوات او اكثر قليلا،فماذا تقولي
قالتلها ياخالتي ،،الامر امرك وانا افوافقك بكل شيء شريطة ابتعادي من هذا البيت ولكن ياخالتي كنت اتمنى الرجل الذي خطبني اول مرة ،نعم هو يكبرني بسنوات لكنه رجل صالح ومتفهم
قالت لها زوجة خالها،،،،لافرق،،،فالرجل الذي اكلمك عنه هو من خطبك اول مرة ،،
عندما سمعت سمية ذلك فرحت فرحا وسر خاطرها ،
ثم قالت لسميه،،لكن قبل زواجك من هذا الرجل يجب ان ياخذ كل منا حقه وتعرف الناس بامره
فمن يعمل مثال ذره خير يره ومن يعمل مثقال شر يره
تشعر بالوحدة والغربة في البيت الذي لايخلو من الاصوات والشحرجات، لاتحبب الجلوس مع من في البيت لان في كل الاوقات هناك من يسمعها كلام لايخلو لها،شمأزت من التأنيب والنصائح، تفكر أن تجد طريقة تهرب منها من هذا البيت لكنها تخشى كلام الناس عليها بعد مايعلمون بهروبها، يألفون القصص ويكثرون بالتأويلات وماأكثرها عندما يقع احد بين ألسنتهم،
تشعر بالضيق وبعد أن فقدت ابيها وأمها في حادث مرعب وتكفلها خالها بعد وفاتهم، ماتضمره لها زوجة خالها لايعد ولايحصى،فهي المسيطرة في البيت ولا يستطيع ان يكسر كلامها احد حتى زوجها الكبير في السن والذي يعاني من عدة امراض ولكثرة مشاغله لاني يقضي معظم اوقاته في دباغة الجلود في محل عمله، يذهب في الصباح الباكر ولايعود الا بعد اذان العشاء.
لاتدري الى اين تهرب وهي لم تعتاد على الخروج من البيت ألا نادر، هل تبقى وتتحمل كل شيء، الى أن يفرجها الله.
لكن لم تكن قادرة على تحمل الوضع .لايسمعها احد في البيت تقضي نهارة في الغسل والتنظيف والطبخ ،لاترتاح الا قليلا،وفي الليل تسهر مع ابن خالها الرضيع الذي لايتجاوز عمره ستة أشهر، وضع لايحتمل.
في بعض الأوقات تتردد على البيت جارتهما ،امرأة كبيرة تأتي لتقضي بعض الوقت مع زوجة خالها،بعض الاحيان تسئل سميه على وضعها وامورها وتلاطفها
ويوم من الايام جائت الجارة فلم تكن زوجة خالها في البيت لانها خرجت الى السوق لشراء بعض ماتحتاجه،جلست سمية مع الجارة
سألتها جارتها،لم يتقدم اليك عريس وانت فتاة جميلة
قالت لها سمية لا ياخالتي لم يطرق الباب احد وحتى لو جاء احدهم لااعلم به انا،فانا اخر من يعلم في هذا البيت
قالت لها الجارة،نعم اعلم بذلك واعلم بما تعانية في هذا البيت،رحم الله والديك،فقد كانت والدتك صديقة وجارة عزيزة جدا وكنا كثيرا مانجلس ونقضي اوقات الفراغ بالحديث،
ثم قالت،،،،،سابحث لك عن عريس لاخلصك من هذا الضيق ان شاء الله ،اصبري قليلا وبعدها ذهبت جارتها حتى لاتدخل عليهما زوجة خالها وتراهن مع بعض.
فرحت سمية بما سمعته في الجارة وقالت لنفسها،،هذا افضل من الهروب لانه لايليق بي ولا بسمعة والديي.
وسيبقى هروبي لعنة يطاردني اين ماحللت، كذلك التقاليد والاعراف ترفض هذا وتنظر له بنظرة لاتحمد.
طالما حدثتني جارتي بذلك فسيحدث لانها صادقة وستبذل جهدها من اجل أن اتخلص من هذا الوضع المزري.
وبعد مرور ثلاث أشهر جائها عريس فطلبها من خالها،
رجل لايتجاوز عمرة الثلاثين سنه ميسور الحال يسكن في محلة قريبة من محل سكناهم،
لكن زوجة خالها اعترضت على ذلك،
لان وليدها لازال صغير ويحتاج الى رعاية، ومن سيرعاها ويسهر معه لو تزوجت،
توافق بشرط وهو ان يخطبها ولايتزوجا الا بعد مرور سنةكاملة،
لم يكن امام خالها إلا ان يوافق على ذلك لانه لايستطيع ان يرفض لها شيء،
كذلك وافقت اسماء وقالت سأصبر كما صبرت،
لم تهدأ زوجة خالها ولن يروق لها هذا...
فكرت أن تنهي تلك الخطبة وتزوجها لأبن اختها وتبقيه معها في نفس البيت لان زوجها لا يستطيع الرفض.
فاتحت زوجها بذلك،فقال لها لان البنت مخطوبة والناس تعلم بذلك فكيف لك ان تزوجيها من ابن اختك
قالت له ،،،،،سننهي تلك الخطبة ونرجع كل مااخذناه من الرجل وسينتهي الموضوع،
قال لها زوجها،،كيف هذا وماذا ستقول الناس عنا،كذلك سيطلبنا الرجل الى الحق،لماذا وفقناه ولما نرفضه!
قالت لاابالي بذلك،اي حق واي كلام هذا. سأفعل مااريد مهما تكن النتائج.
وفعلا بعد أيام انهوا الخطبة وارجع للرجل كل ماقدمه لهما من مهر،
لكن الرجل لم يسكت عن ذلك،اخذ يضمر العداوة والبغضاء لزوجة الدباغ.
مرة ايام قلائل فتقدم أبن اختها وخطبها وتم الموافقة وحدد موعد الزواج بعد ثلاث اشهر،
لاتدري سميية ماذا تفعل،فلقد قررت الهروب حتما من هذا البيت ومهما تكن النتائج.
وعندما زارتهما جارتهما اخبها سمية بذلك!
فلم ترد علها جارتها بل هزت برأسها وذهبت،
لم يتبقى على موعد زواجها الا اسبوعين،
قالت سمية يارب سامحني فلم يبقى لديي غبر ذلك لأتخلص من هذا الزواج المشؤم.فماذا بوسعي فعله ولم يتبقى سوا اسبوعين،
وعندما كانت زوجة خالها خارج البيت ذهبت بخفية الى بيت جارتها واخبرتها بانها ستهرب حتما ولكن لاتدري الى اين ستذهب،
قالت لها جارتها،انا لااشجعك على ذلك لانه مرفوض تماما ولايليق بك.
لكن لاافرض عليك بالزواج ممن لاتحبيه،
قالت لها سمية ومالحل ياجارتي،
قالت لها،سافكر بامر لان وضعك يحزنني.
ثم قالت لازال الرجل الذي خطبك يريدك زوجة له
قالت سمية وما ينفعني هذا وانا الان على باب زواج من غيره،
قالت جارتها،ربما يستطيع مساعدتك
قالت سمية،،،وكيف له ان يعرف بذلك
قالت لها جارتها،سأذهب غدا واخبره بمايجري لك فلعله يستطيع مساعدتك،ارجعي انت الأن للبيت وغدا ساخبرك باي طريقة ما،
في الليل جائت ام العريس وجاء معها ابنها وجلبوا معهم بعض الثياب والحاجيات للعروس،
عندما رأتهم سمية كأنها حضرها ملك الموت ليزهق روحها،
ذهبت الى المطبخ لغسل الصحون ولم تبالي بهم،
دخل عليها خالها وقال لها،يأبنتي مابك وكأنك حزينة،سوف تتزوجي وتذهبي الى بيت زوجك لم يتبقى الا اسبوع واحد، اعلم أنك لارغبة لك بالزواج منه،لكن هي الاقدار لانستطيع ان نواجهها، فتحلي بالصبر وارضي بقدرك
لم تجيبه سمية بل لازمت الصمت ،ثم خرج خالها وتركها.
وفي الصباح وبعد ان نظفت باحة البيت وغسل الملابس جلست سمية في غرفتها تندب حظها وتتمنى لو ان والديها في الوجود لما حدث ماحدث،
جائها ابنت جارتهما الصغيرة وقالت لها،،،،،،
امي بانتظارك اذا سنحت لك الفرضة اذهبي اليها لتخبرك بامر ما لااعرفه،
قالت لها سمية،،حسنا اذهبي الان اخشى ان يراك احد.
وعندما ذهبت زوجت خالها الى بيت اختها
ذهبت سمية الى بيت جارتها
قالت لها جارتها حسنا انك اتيت لاخبرك بامر هام يتعلق بمصيرك واياك ان تخبربي احد بذلك فسوف ينقلب عليك السحر،
قالت سمية حسنا ياخالتي لم افعل هذا.....
قالت لها جارتها،،،،، لقد التقيت بالرجل واخبرته بكل شيء
قال لي،،انا لازلت اريدها زوجة لكن زوجة خالها هي من سعت لفرقتنا
ولكن يمكنني مساعدتها ان كانت تريدني زوج لها وللحفاض عليها واسكات كلام الناس عنها تحب ذلك
وما قاله لك بعد،،،،،
جارتها،،،،،اخبرني انه سيتزوجك بعد خروجك من البيت خفية ستذهبين الى مكان اخبرني به وسيلتقي بك عنده،
قالت لجارتها،ياخالها هذا الامر صعب جدا ليس خروجي من البيت وانما ذهابي معه ماذا سيقول الناس عني لو علموا بذلك!
قالت لها جارتها،،،، الناس اللذين تتكلمين عنهم يعرفون وضعك جيدا وانا واحدة منهم والا لما اقف معك واساعدك!
وكذلك يعرفون بانه خطبك واراد الزواج منك لكن زوجة خالك هي من مكرت وغيرت كل ذلك،
قلات سمية حسنا ياخالتي
متى سيكون ذلك!
ستخرجين من البيت عند الفجر الليلة القادمة وستذهبي الى المكان الذي اخبرتك به واحذي ان يراك احد.
عندما اقترب الوقت ولم يبقى سوا تلك الليلة ليطلع الفجر وتخرج،
سمع الناس صراخ بعد منتصف الليل فهرعوا لمعرفة ذلك!
وبعد ان رجع الناس علموا ان حريق شب بدار جار خطيبها فوصلت النار الى داره وهم نائمين فاحرق طفل صغير هو اخ لخطيبها،لكن الناس انقذوه من النار بعدما حرقت اطرافه فنقلوه الى المستشفى القريب منهم عندها علمت سمية وبسبب ذلك لم تخرج من البيت في الموعد مع الرجل خطيبها السابق،.كذلك تاجل موعد العرس بسبب ذلك الى حين يتعافى الطفل ،
في سوق المدينة توجد مقهى صغير يفتحه صاحبه موسى منذ الصباح الباكر يرتاده عمال النظافة وبعض الرجال الذين يأتون للسوق عند الفجر وهم الذين يتاجرون بالخضروات يجلسون في المقهى يتناولون الخبر الحار من الفرن القريب منها ويحتسون الشاي معه ،جائت امراة يتناهز عمرها الاربعون عاما جلست بالقرب من المقهى ونادت على صاحب المقهى ،فسمعها،جاء اليها وقال لها
ماذا تريدين
قالت له اريد قدح شاي
قال لها سمعا وطاعة ، احتست الشاي ثم نادته فجاء اليها
نعم قولي ماعندك،اراك غريبة ليست من سكنة هذه المدينة
قالت له نعم ،انا لست منها،انما جيت من مدينة اخرى لي حاجة هنا واريد ان اسالك عنها لعلك تعرف عنها شيئا،
قال لها ،قولي اسمعك
قالت له جئت من اجل أناس اعرفهم هنا يقربون لي
قال لها،،،،من هم هؤلاء لعلي اعرفهم فاساعدك
قالت له،،،،،هم اقاربي ولكن منذ اعوام طويلة لم اتي الى هنا،ولاعلم لي اين يسكنون الأن
قال لها،،،،،،قولي ،،،قولي من هم
قالت،،،،بيت رجل يعمل بدباغة الجلود
قال لها وصلتي لقد عرفته ابو داخل هو يسكن في نفس المحلة التي اسكن فيها
وما صلة قرابتك به،
قالت هو يكون اخي وقد تفارقنا منذ اكثر من عشر اعوام
قال لها ،،الان فهمت ساوصلك لبيت ابو داخل.
**تأزمت الامور في بيت خال سمية الدباغ بعد حادثت حريق بيت اخت زوجته وما حدث للطفل بسبب الحريق ،
اما سمية فلقد زاد عذابها اكثر بسبب معاملة زوجة خالها لها بالرغم انها مخطوبة لابن اختها،
تقضي نهارها بالعمل في البيت ولم تسمع لو كلمة واحدة يطيب خاطرها منها،
لاتدري ماذا تفعل وهي واقعة بين نارين،نار معاملة زوجة خالها ونار زواجها من ابن اختها،
وصلت المرأة الى دار الدباغ بعد ان رافقها صاحب المقهى موسى ،
تلقتها زوجة اخيها ورحبت بها مع انها لم تتذكرها جيدا،
وفي اخر النهار جاء اخيها الدباغ ودار بينهما حديث طويل ولتذكرهما ايام زمان والفراق الذي حدث بينهما لعدة اعوام،
ومن ثم تعرفت على سمية وقالت لها،لقد كبرتي لاني تركتك في الرابعة من العمر، الله يرحم والديك برحمته
ماشاء الله اصبحت عروسة،
الم ياتي نصيبك بعد،
عندما سمعت سمية ذلك شحب لون وجهها وبدأت حزينة،
فقالت لها اخت خالها (لمعيه) مابك ارى وجهك قد اسود مابك ،هل هناك شيء يحزنك ام كلامك ازعجك
قالت لها سمية لا خالتي ،انت طيبة ولكني هكذا دوما متذ ان فارقت والديي،
في اليوم الثاني فهمت لمعية كل ماحل بسمية ،فأثقلت العتاب مع اخيها ولما يسمح في كل ذلك،
ألا تعلم ان سمية هي بنت ابن عمك وجعلها امانة عندك قبل وفاته،
لماذا يااخي يحدث كل هذا وانت لاتفعل شيء، اتتركها تحت رحمة زوجتك !
قالت لها سمية ياخالتي ،لاتكثري من العتاب فهو لايشفي جرح الان فقد حدث كل شيء وفات الاوان .
الان انا انتظر متى يحملوني الى مثواي الاخير ليزداد عذابي وشقاي،
زوجة خالها طأطأت براسها ودمعت عينها ، وقالت اصبري ياابنتي ان الله مع الصابرين،لاندري مالذي ستفعله الاقدار بنا غدا،
اما زوجة الدباغ فتشائمت من كلام اخت زوجها لميعه ولم ترتاح لسماعه،
وبعدها قالت بصوت غليض ،
يااخت زوجي ،،ان وجه سمية نحس على بيت اختي فمنذ خطبتها لم تشعر بالراحة اختي فقد احترق بيتها وكذلك احترق ابنها ولاتزال صحته على غير مايرام،
قالت لها لمعية،، وماذنب سمية بذلك غير انها اصبحت ضحية القدر ولم تراعوا مشاعرها ولم تسمعوا رأيها،
المهم لقد حدث ماحدث.
اتذكر عندما كانت كنا انا وام سمية نجلس ونتحدث وهي تنظر الى سمية عندما كانت صغيرة ،هل اراك ياابنتي عروسة وافرح بك وعندما تسمع سمية من امها ذلك تجلب الماء بالابريق وترشه علينا فتتبعها امها لتمسك بها،
كانت امها طيبة جدا وكانت اعز الناس لي ،لانتفارق دوما منذ ان كن صغيرتين،
كل يوم تفكر أمرأة خالها بأمر، وفي هذه المرة تريد أن تنهي أمر خطبة سمية لأنها ترى أن النحس دخل لبيت اختها من جراء خطبة سمية وتخشى لو تزوجة بأبن اختها تحدث أمور اخرى،
ولكن كيف لها انهاء ذلك واقناع ابن اختها،
فكرت بأمر عندما تتممه تستطيع اقناع ابن اختها في عزوفه من هذا الامر،
في يوم من الايام جائت لسمية فقالت لها،انا اليوم اشعر بالتعب ولااستطيع الذهاب الى سوق المدينة فعليك الذهاب وشراء مانحتاجة ولكن بدون تأخير ولااريدك ان تتكلمي مع احد وحتى لايعلم بك أبن اختي انك خرجت من البيت وذهبتي بمفردك الى السوق،
قالت لها سمية هذه أول مرة اسمع منك ذلك،مالذي حدث ،هل تغير فكرك مرة واحدة،ام هناك امور اخرى،
قالت لها لن يتغير فكري وليست هناك امور اخرى مثلما تظنين،ولكني متعبة ولااايتطبع الذهاب الى السوق،
قبل ذلك التقت باحد الاشخاص في السوق يبيع الدجاج وكانت كثيرا ماتشتري منه،اخبرته بان يفعل ماتمليه عليه ولا يعلم به اي كان،مقابل ان تعطيه مبلغ من المال جزاء ذلك العمل،
لم يرفض لها طلبا مقابل مبلغ لابأس به يحسبه ربح يفوق مايربحة خلال شهر واحد،
كل مافي الامر ان يتعرض لسميه في السوق ويسمعها كلام يقلل من شأنها ومن جانب اخر اخبرت ابن اخيها ان يلتقيان في السوق قرب مكان بيع الدجاج، لكي يرى سمية مع ذلك الشخص، وفعلا تم الامر كما خططت له وحين راى ابن اختها سمية واقفة يتكلم مع بائع الدجاج وهو يضحك ويشعر بالسعادة، ظن الكثير من الامور،
عندها ذهب حالا الى خالته واخبرها بما رأى،
فقالت له خالته ،،ماذا افعل اني منذ الصباح اشعر بدوار ولم استطيع الذهاب الى السوق برغم موعدي معك ،فذهبت سمية لتشتري مانحتاجة لكني لم اظن انها تفعل هذا مع بائع دجاج ،الان عرفت ان سميه لاتصلح لك كزوجة ،
قال ابن اختها وكيف ياخالتي وانا خاطبها منذ أشهر
قالت له دع ذلك لي انا اتصرف،وفعلا استطاعت انهاء الخطبه ، ولكن هذا يسعد سميه لانها لاتريد الزواج من ابن اختها،
بعد ذلك قالت لسمية منذ الان لايحق الخروج لك من البيت ﻻاي سبب كان، لانك ليست محل ثقة
تعبت نفسية سميه كثيرا بعد هذا الامر بالرغم من انها تخلثت من الزواج الذي لاتطيقه،
اما اخت خالها لمعيه عندما سمعت بذلك تغيرت نظرتها الى سمية وأنبتها على مافعلته لانها لاتعلم بما خططت لها زوجة اخيها، الكل اصبحوا ينظرون لسمية نظرة استخفاف،
في الصباح جائت جارتهما لتلتقي بلميعة اخت الدباغ ،وعندها اخبرت يمية الجارة بما حدث، قالت لها جارتها عندما خرجت عند الباب ،انا افهم كل شيء ،
المهم ذلك الرجل ،،ماذا اقول له فكري بالامر مجددا واخبريني خلال هذا الاسبوع لان وضعت لايحمد عقباه وانا خائفة عليك من زوجة خالك،
زوجة خالها لم تهدأ برغم ان سميه لن تفعل شيء لها يوما من الايام بل هي خادمة مطيعة تعمل مابوسعها واكثر من طاقتها ،لكنها لاتحبها ،
بدأت صحة سمية تتدهور يوما بعد يوم وتعبت نفسيتها كثيرا ولكن ماذا بوسعها فعله غير انها تترك البت وتهرب الى حيث لاتدري ،ليس لديها امر اخر تفكر به،
اخبرت بطريقة ما جارتها بان تهرب وتلقتي بخطيبها الاول وتتخلص من هذا البؤس مهما كانت النتائج،
وعندما كان الجميع مجتمعين على العشاء اخبرت زوجة خالها سميه، الشخص باع الدجاج يريد ان يتقدم لخطبتك، وبعد غد سايتي ليكلم خالك في هذا الامر،
قال خالها بعدما سمع كلام زوجته،حسنا فاليأتي وبخطبها ،لانها هي تريد ذلك
قالت سمية لخالها
من قال لك اني اريده وانا لم اراه قبل ذلك بحباتي ولم ايمع عنه،فهو من اعترضني في السوق واسمعني كلام لااحبه،
قالت لها زوجة خالها،،،لما تخفين علينا انك تريديه والا لماتكلميه في السوق امام الناس،
لاتعترضي هذا هو قدرك،
سميه،،هذا ليس قدري بل ماتخططي له انت،لكن الله سبحانه وتعالى سيكون بجانبي وهو يعلم السر،
قالت لها زوجة خالها،،،كفاك انا لم اظلمك بل انت من فعلتي هذا
ولايمكنك رفص ذلك وهذا خالك يسمعك.
في اخر الليل قررت سميه ان تحرق نفسها وتتخلص من هذا العذاب،
لكن ترددت وقالت لنفسها،،،،، سيغضب الله ان فعلت ذلك
وماذا ستقول الناس عندما يسمعون بذلك
يارب قد مسني الضر وانت ارحم الراحمين،
أخت خالها لميعةقالت لنفسها،،لابد من معرفة الحقيقة،أن مثل سميه لاتفعل هذا!
ذهبت الى السوق صباحا ولان اكثر الناس لايعرفوها،ذهبت الى ساحة بيع الدجاج
تنظر الى مايوجد من دجاج للبيع في تلك الساحة، الى ان وقفت عند شخص يضع امامة ثلاث دجاجات وديك، قالت له ،،كم سعر الدجاجة الواحدة
قال لها،،اريدها بخمسة دنانير.
قالت له ،،هذا سعر خيالي،كيف اصبحت الدجاجة بخمس دنانير،لااحد يستطيع شرائها بهذا السعر
قال لها هذه هي اسعار بيع الدجاج هذه الايام،هل انك من هذه الناحية
قالت له لا،،، انا من ناحية أخرى
قال لها عرفتك انك غريبة لانك لاتعرفي الاسعار هنا
قالت له،نعم انا لاعلمي لي باسعر الدجاج،،فقط لاني احتجت دجاجة واحدة لغرض ما
قال وماهو،،اتريدين ذبحها لعزيز لديك
قالت له لا،،بل أريدها لحاجة لي فيها،،اني عرافة وقد احتجت لدجاجة سوداء فوجدتها عندك،
قال لها عرافة،،
قالت ،نعم كما سمعت،
قال لها حسنا،،،سابيعك الدجاجة بثلاث دناير مقابل ان تعرفي لي طالعي
قالت له حسنا،،اتريد الزواج،
قال لها نعم،اريد الزواج،لكن انا في محنة الأن
قالت له وماهي محنتك
قال لها،،،حيلة انطلت عليه،مقابل مبلغ من المال
قالت له،،،،،، أنت فعلت شيء لايرضي الله،مقابل مبلغ من المال،،،هل صحيح هذا
قال لها نعم،لكن كيف عرفت ذلك
قالت له،،الم اقل لك اني عرافة
أنت اخذت مال من امرأة مقابل تشويه سمعت امراة اخرى،هل هذا صحيح
قال لها نعم.وانا الان في ورطة
قالت له،،ورطتك ان المرأة تريد منك الزواج بمن دبرت لها الامر
قال نعم وماادراك انت
قالت له،،، لاني عرافة،
بهت الشخص عندما سمع كلامها،،واصبح لايستطيع النطق بكلمة
قالت له لماذا انت صامت
قال لها،،،، وماذا اقول وانت تعرفي كل شيء عني
قالت له،،،،كلمني بصدق حتى استطيع مساعدتك،
وحينها اخبرها بكل شيء،فعرفت مكر زوجة اخيها، ولكن كيف لها مساعدة سميه.
مر شهر ونصف على ذلك،
ذهبت لمعيه الى بائع الدجاج وقالت له،،عليك ان تكفر عن فعلتك حتى استطيع فعل شيء لك في مايخص زواجك من أمراة تناسبك،
قال لها،،وكيف لي ذلك،،،،ماذا افعل وانا لااعرف تلك المرأة التي فعلت معها مايسئ لها
قالت له لاعليك ساعرفها حتما، ولكن ماعليك هو ان تنفذ ماساقوله لك،
أولا ترفض فكرة الزواج منها،،،،،واذا جائتك من اعطتك المال قل لها ،انا لااريدها
وإن بقيتي مصرة على ذلك،،،،ساقول للناس كل شيء وأفضح سرك
حينها ستتراجع،،وفعلا بعد تمام شهر حدث ذلك
وتخلصت سميه من بائع الدجاج،لكن معاناتها لن تنتهي بعد،،،فربما غدا تبحث زوجة خالها عن رجل اخر.
عندما كانوا جالسين حول المدفأة القديمة في تلك الليلة الباردة،،تبادلوا أطراف الحديث
قال خالها لزوجته..ماذا عن زواج سمية اني لا ارى الرجل بائع الدجاج
قالت له زوجته،،،لاادري ربما استثنى ذلك،
قال لها كيف ذلك،وأنت من كنت تدافعين عنه
قالت له،نعم كنت اريد أن ازوج سمية بدل قعدتها في البيت وهي الان شابه واخسى عليها من امور كثيرة،لكن ماذا افعل لو لم يتقدم الرجل لخطبتها.
هل لاني اريد الخير لها،واحب ان اراها في بيت زوجها وارى اطفالها،فهذا يسعدني كثيرا.
ابتسمت اخ الدباغ،
قالت لها زوجة اخيها،،اراك تبتسمين
قالت لها وهل الابتسامة حرام في هذا البيت
قالت لها زوجت اخيها،،لا ولكن اظن هناك امرا تخفيه
قالت لها،،،،ليس لدي أمر اخفيه لاتقلقي،
ثم قالت لأخيها،،،اخي انا اعرف انسان ذو سمعة طيبة وميسور الحال وقد التقيته مرة واوصاني لو اعرف انسانه من بيت ذو سمعة حسنة يريد الزواج منها،فماذا تقول
عندما سمع اخيها بذلك وضع رأسه ببن ركبتيه ومن ثم رفعه وقال،،
لاادري،،قولي لزوجتي وسمعي رأيها،فأنا لارأي لي بذلك
قالت له،كيف وانت رجل هذا البيت.
قال لها،،انا لاعلم لي بهذه الامور فالنساء ادرى بذلك.
قالت له حسنا اترك امر زوجتك لي انا اتصرف معها،
لاني اعرف بكم أشترت ذمة ذلك الرجل
عندما سمعت زوجته هذا ،،بهتت واحمر وجهها وقالت،،ماذا تعنين بهءا
قالت لها لااعني شيء بل اريد موافقتك وألا،،،،،،
قالت لها زوجت اخيها،،،انت بمثابة امها ولاتريدين لها الضرر ،،،
قالت لسمية وانت ماهو رأيك
هو رجل حسن السمعه ولكن بكبرك بعشر سنوات او اكثر قليلا،فماذا تقولي
قالتلها ياخالتي ،،الامر امرك وانا افوافقك بكل شيء شريطة ابتعادي من هذا البيت ولكن ياخالتي كنت اتمنى الرجل الذي خطبني اول مرة ،نعم هو يكبرني بسنوات لكنه رجل صالح ومتفهم
قالت لها زوجة خالها،،،،لافرق،،،فالرجل الذي اكلمك عنه هو من خطبك اول مرة ،،
عندما سمعت سمية ذلك فرحت فرحا وسر خاطرها ،
ثم قالت لسميه،،لكن قبل زواجك من هذا الرجل يجب ان ياخذ كل منا حقه وتعرف الناس بامره
فمن يعمل مثال ذره خير يره ومن يعمل مثقال شر يره
0 comments:
إرسال تعليق