لَمْ يَكْفِ دَهْرِيَ ما يَقْتاتُهُ السَّقَمُ
سِيّانِ عِنْدِيْ رَذيلُ الْعَيْشِ وَالْعَدَمُ
*
لَمْ يَكْفِ دَهْرِيْ بُلوغُ النّائِباتِ مَدى
شَفْراتُ طَعْناتِهِ لِلآنَ تَنْتَقِمُ
*
ظَمْآنُ وَالْجَمْرُ يَسْقي لَوْعَ حَرَّتِهِ
يَلوذُ بِالصَّمْتِ حَتّى حِين يَبْتَسِمُ
*
يَشْكو الْمَناكيدُ أَحْلاماً تُباغِتُهُمْ
فَهَلْ لَهُمْ في ثَرى أَوْطانِهِمْ أَجَمُ
*
تَذاكَرُوا وَعْدَ بِلْفورٍ كَأَنَّهُمُ
مِنْ فَرْطِ دَهْشَتِهِمْ نامُوا وَما نَدَموا
*
مُنْذُ الْمِئينَ مِنَ الْأَعْوامِ دَيْدَنُهُمْ
يَبْكونَ عُزّى وَلا يَبْكيْهُمُ الْحَرَمُ
*
إِذا تَصاغَرَ دُونَ السُّؤْلِ سادَتُهُمْ
أَ لَيْسَ مُلْحَفَةً أَنْ يُسألَ الْخَدَمُ
*
أَيا تُرى : أُمَّةٌ في كُلِّ نازِلَةٍ
أَمْ حاكِمٌ _زَوَّرَ التّاريخَ _مُتَّهَمُ
*
كَمْ أَلْهَمَتْني غَضى آهاتِها وَجَعاً
وَأَشْبَعَتْني جِراحاتٍ لَها ضَرَمُ
*
وَتَغْضَبونَ إِذا الخُّطّابُ تَنْدُبُكُمْ
لكِنَّ راياتِكُمْ يَومَ الْوَغى سَلَمُ
*
مِثْلُ الْعَليلِ وَقَدْ عَزَّتْ سَلامَتُهُ
وَزادَ في ما ابْتَلاهُ الْهُّمُ وَالْهَرَمُ
***
بَغْدادُ يا زَهَوَ تاريخٍ يُفَنِّدُنا
وَإِنْ تَبارى عَليكَ الدَّهْرُ وَالْأُمَمُ
*
مِنْ عَذْبِ ثَغْرِكَ نَضْرُ النَّخْلِ يُسْكِرُنا
بِنا تَطوفُ عَلى أَنْخابِكَ الْهِمَمُ
*
ما إِنْ ذَكَرْتُكَ حَتّى جاشَ بِي فَزَعٌ
مِثْلُ الْكُرومِ وَقَدْ مادَتْ بِها الْعَنَمُ
*
حَتّى سَقاكَ بَرودُ النَّهْرِ صَيْهَدَهُ
يَومَ اسْتَباحَ ثَراكَ الْعُهْرُ وَالأَضَمُ
*
أَيْنَ الْخَمائِلُ وَالْحَسْناءُ لاهِيَةٌ
وَالنَّهْرُ يَمْتاحُ مِنْ أَنْدائِهِ النَّسَمُ
*
أَ حُلْمُ صَبٍّ يُجاري رَوعَ قافِيَةٍ
أَمْ رامَني غِيلَةً في حُسْنِكَ الْحُلُمُ
***
إِذا عَلى الْمَرْءِ أَزْرى طُولُ غُرْبَتِهِ
فَخَيرُ زادِ الْغَريبِ الدَّمْعُ وَالْقَلَمُ
*كاتب القصيدة
شاعر عراقى
• في مجاراة قصيدة الجواهري (لم يبقَ عنديَ ما يبتزُّهُ الألم)
0 comments:
إرسال تعليق