قامت كاهنة بهلول -الباحثة في الشئون الإسلامية- بإمامة صلاة الجمعة الماضية، والتي كان مصلوها من الرجال و النساء في قاعة واحدة مستأجرة في العاصمة الفرنسية باريس. مما أشعل الحديث مجددا حول إمامة المرأة للرجل في الصلاة. و خرجت كاهنة للإعلام منذ عام 2018 من خلال أحاديث تلفزيونية معها والتى أعربت فيها عن تخطيطها لإنشاء مسجد فاطمة في باريس، حيث يجتمع الرجال و النساء تحت سقف واحد للصلاة و تكون الإمامة بالمناوبة بينهم.
هذا و يعمل فريقها على جمع تبرعات لهذا المسجد، والذي سيكون الأول من نوعه في باريس. ومما يثير الأمر جدلاً أن هذا المسجد سيسمح للمحجبات و غير المحجبات بالصلاة، و علاوة على ذلك يسمح للمثليين بالصلاة فيه.
صرحت كاهنة بهلول في حديثها لـ بي بي سي عربي في يوليو الماضي أن هدفها من إنشاء مسجد فاطمة هو إظهار صورة مغايرة عن الإسلام، حيث لا يرى الشباب في المساجد غير الرجال كبار السن، وتعد صورتهم عن الإسلام “غير مواكبة للحداثة”.
ولم تنتظر كاهنة لبدء مشروعها لكي تقيم الصلاة المختلطة، فقد قامت بتأجير قاعة بفرنسا و التي خطبت فيها عن الحب الإلهي و أمت بهم الصلاة. ولم يتم الإعلان عن مكان الصلاة لدواعي أمنية.
هذا ولم تكن كاهنة الأولى في هذا المشروع فسبقها إلى ذلك غيرها من النساء في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا. ففي عام 2008 تم تسجيل أول صلاة مختلطة تؤمها إمرأة على يد أمينة ودود -أستاذة الدراسات الإسلامية بجامعة فيرجينيا الأمريكية-، حيث رفضت عدة مساجد إقامة تلك الصلاة وتلقت إحدى المعارض الفنية تهديدا بالتفجير إذا سمحت بإقامة هذا النوع من الإمامة. فضلا عن ذلك قامت إلهام مانع -أستاذة العلوم السياسية بجامعة زيورخ- بإمامة صلاة تجمع بين الرجال و النساء جنبا إلى جنب في برلين أثناء افتتاح جامع ابن رشد في عام 2017.
هذا وكتب شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي في جريدة الأهرام المصرية تعليقا على إمامة أمينة ودود للصلاة : “من غير اللائق أن ينظر الرجال إلى جسد امرأة أمامهم”، مشيراً إلى أن الإسلام لا يسمح بأن تعظ امرأة رجلا. كما نعت يوسف القرضاوي -الداعية الإسلامي- ما فعلته أمينة بأنه “بدعة منكرة”.
هذا و رفض النساء كذلك إمامة المرأة للرجل؛ حيث صرحت الداعية ياسمين مجاهد -الكاتبة الأمريكية و المحاضرة- عبر صفحتها على الفيسبوك من استيائها لما حدث خاصة وأن النساء الغربيات دائما ما يستنبطن قيمة المرأة بمقارنتها بالرجل، متخذن الرجل “المعيار”لإثبات قيمتهن وبالتالي دائما ما يشعرن بالنقص و يحاولن تقليده في كثير من المناحي مثل: قص الشعر، والالتحاق بالجيش، ليس لأى سبب سوى أن “المعيار” يفعل ذلك.
وهكذا تتوالى النقاشات الساخنة حول إمامة المرأة للرجل لنرى هل سيكتمل مشروع مسجد فاطمةأم لا؟
0 comments:
إرسال تعليق