• اخر الاخبار

    الاثنين، 2 ديسمبر 2019

    محمود عبدالمنعم يكتب عن: { الخلوة بالله تعالى } .


    محمود عبدالمنعم يكتب عن: { الخلوة بالله تعالى } .


    عبادة بها تأنس الأرواح ، وتزول الهموم وتنزاح ، ومعها تطمئن القلوب وترتاح ، وفيها تُضَمَّدُ الجراح ، إنها عبادة الخلوة بالكريم الفتاح ، والانقطاع إلى فالق الإصباح.

    والخلوة تعني الابتعاد في لحظة صفاء عن أعين الخلق والاتصال بالخالق عز وجل ، ويصحبها الافتقار للعزيز الغفار، وطلب الحاجات وبث الهموم والأكدار، والإكثار من الذكر والأذكار ، والصلاة على النبي المختار ، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه الأطهار.

    فالخلوة بالله تعالى تجعل العبد من أهل الجنة ، قال تعالى في سورة ق : { وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) }.

    فيا سعادة من خلا بربه وناجاه، وتبتل إليه ودعاه، وحسبه أنه نال بخلوته بالله الفضائل الكريمة والمكاسب الجسيمة، ولقد كانت الخلوة بالله دأب الصالحين، وزاد السابقين؛ فالسعيد من جعلها له سُلماً إلى الخيرات ، ومنفذاً إلى الرحمات ، وباباً لتحصيل البركات.

    فقال مسلم بن يسار: { مَا تَلَذَّذَ الْمُتَلَذِّذُونَ بِمِثْلِ الْخَلْوَةِ بِمُنَاجَاةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ }، وقال محمد بن يوسف: { مَنْ أَرَادَ تَعْجِيلَ النِّعَمِ فَلْيُكْثِرْ مِنْ مُنَاجَاةِ الْخَلْوَة } ، وقال ذو النون: { َمَنْ أَحَبَّ الْخَلْوَةَ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِعَمُودِ الْإِخْلَاصِ وَاسْتَمْسَكَ بِرُكْنٍ كَبِيرٍ مِنْ أَرْكَانِ الصِّدْقِ}.

    ومن فضائل الخلوة بالله وثمارها: نيل صاحبها لمحبة الله، فقد قال رسول الله صلی الله عليه وسلم فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه: { إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ الْخَفِيَّ }  والمراد بالعبد الخفي الذي يكثر من عبادة الله في خلوته بربه، ومن فضائلها أيضاً : حصول صاحب الخلوة بربه على المغفرة والأجر الكبير، قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ }[الملك:12].

    ومن فضائل وثمار الخلوة : أن الله يظل صاحبها تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله؛ كما جاء في الحديث الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله“، ومنهم: “رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه“(رواه البخاري ومسلم).

    فاللهم ارزقنا الأنس بك، والحياء منك والطمأنينة بذكرك، واهدنا واهد بنا يارب العالمين ، اللهم أغنني بالعلم، وزينا بالحلم، وأكرمنا بالتقوى، وجملنا بالستر والعفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة، اللهم آمين.

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: محمود عبدالمنعم يكتب عن: { الخلوة بالله تعالى } . Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top