ازدادت شكاوى أولياء الأمور والمعلمين من أمية طلاب المراحل الابتدائية بل ربما تصل الى المرحلة الاعدادية وعدم قدرتهم على القراءة والكتابة بشكل صحيح مما يؤكد وجود قضية قومية تحتاج الى تضافر جهود جميع أفراد العملية التعليمية للقضاء على أمية الطلاب .
وهنا ظهر مصطلح "التعليم العلاجى" الذى أعلنت عنه وزارة التربية والتعليم مؤخرا فى محاولة للقضاء على أمية هؤلاء الطلاب ومساعدتهم لإصلاح قدراتهم الاملائية وكتابة اللغة العربية بشكل صحيح.
ولم تكن هذه هى المحاولة الأولى من الوزارة لحل هذه القضية حيث أعلنت منذ عام 2015 عن تفعيل البرنامج العلاجى لضعاف القراءة والكتابة بمرحلة التعليم الأساسى خلال الإجازة الصيفية.
وقد أقرت الوزارة برنامجا لتحسين مهارات القراءة والكتابة لتلاميذ مرحلة التعليم الأساسى وخاصة الراسبين فى مادة اللغة العربية فى الفصل الدراسى الثانى لعام 2015، ووجهت الإدارة العامة للقرائية المديريات التعليمية، والإدارات التعليمية، وجميع المدارس، بتطبيق البرنامج العلاجى على ضعاف القراءة والكتابة بمرحلة التعليم الأساسى خلال فترة الإجازة الصيفية؛ لتمكين التلاميذ المستهدفين من مهارات القراءة والكتابة، وتقويتهم فى منهج اللغة العربية.
تعلم خاطىء
وأكد الدكتور رضا حجازى رئيس قطاع التعليم العام بالوزارة أن مشكلة ضعف القراءة والكتابة لدى الطلاب فى أى مرحلة لها العديد من الأسباب ومنها عدم انتباه بشكل كامل أثناء الشرح وعدم ثقة الطالب بنفسه أو أنه يتعلم القراءة بشكل خاطئ.
وأوضح د. حجازى - لموقع أخبار مصر - أن الوزارة أعلنت عن مشروع "التعلم العلاجي" والذى يتم تطبيقه بعد دراسة حالة الطالب وتحديد نقاط الضعف، وتعزيز قدراته القرائية وامتحانات تحديد مستوى للطلاب.
صعوبات القراءة والكتابة
وأكد حجازى على أهمية تعميم هذا المشروع على الطلبة الذين يعانون من صعوبات القراءة والكتابة، حيث يستهدف المشروع الطلاب من الصف الرابع الابتدائى حتى الثالث الإعدادى.
وأكد حجازى أن هذا البرنامج العلاجي يهدف إلى تقوية مهارات اللغة العربية من الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة وتقوية المهارات اللغوية العربية لدى الطالب ليستشعر جماليات اللغة العربية ، موضحا أن البرنامج التدريبي يستهدف معلمي ومعلمات الصفوف العليا للمرحلة الإبتدائية من خلال التدريب والتحاور مع المعلمين حول أهداف البرنامج وتطبيق ما يتم التدريب عليه بالفصول الدراسية.
صعوبة تهجى الحروف
وقال الدكتور كمال مغيث الخبير التربوى أن مشكلة ضعف القراءة و الكتابة لدى الطلاب مشكلة خطيرة يعاني منها الطلاب تحديداً في المرحلة الإبتدائية حيث يواجه الطالب صعوبة كبيرة عند القراءة أو الكتابة و اذا لم يتم علاج هذه المشكلة منذ البداية سوف يكون لها نتيجة سلبية على المستقبل الدراسي للطالب .
وأوضح د.مغيث - لموقع أخبار مصر- أنه يوجد مجموعة من العوامل التي تسببت في ضعف القراءة و الكتابة منها أن الطلاب أثناء مرحلة التعليم الابتدائي خاصة في السنوات الأولى يعانون من ضعف القدرة على القراءة ويلاحظ عليهم صعوبة تهجى الحروف الأبجدية بطريقة صحيحة كما نجد أيضاً من بينهم من لا يستطيع قراءة اسمه وتعود الأسباب الى معاناة الطالب من مشكلات صحية أدت لضعف قدرته على القراءة مثل المشكلات السمعية و البصرية ، وهناك فئة من الطلاب تعاني من ضعف القدرة على الإستيعاب و التركيز .
وكذلك تعود المشكلة فى بعض الأحيان الى اتباع الأساليب الخاطئة في تعليم الطلاب؛ فمثلاً هناك معلمون يتبعون أساليب العنف في تعليم طلاب المرحلة الإبتدائية.. تلك المرحلة الدقيقة التي يحتاج خلالها الطالب إلى حسن التعامل معه حتى يقبل بشغف على التعليم .
ضغط الأباء
واضاف د.مغيث ايضا ان طريقة تعامل الآباء مع أبنائهم بالضغط عليهم حتى يقوموا بقراءة الحروف بشكل صحيح تؤدى الى تفاقم المشكلة ،وهذا خطأ؛ فالضغط على الأبناء سيجعلهم يملون من التعليم ولا يرغبون فيه .
وأوضح أن قرار عدم وجود امتحانات حتى الصف الثالث الابتدائى وعدم تقييم مستوي الطالب لمدة ثلاث سنوات قرار خاطىء من الوزارة ، وأنه من الأفضل محاولة تغيير شكل الامتحان ومحاولة تسهيله علي الطلاب بدلا من الغاءه بشكل كلي.
ولفت مغيث الى أن بعض الطلاب يعانون من عدم القدرة على الانتباه لما يقوله المعلم ،وذلك لوجود ما يشتت ذهنه سواء إنشغاله بأمر ما يفكر فيه أو أن هناك مؤثرات خارجية تشتت انتباهه أو مقاطعة المعلم أثناء الشرح من قبل آخرين أو أن هناك مصادر للضوضاء تؤثر على الطالب وعدم اهتمام المعلمين بالطلاب و متابعتهم أثناء الكتابة ،والسبب وراء ذلك هو كثرة عدد الطلاب في الفصل الدراسي و بالطبع وقت الحصة الدراسية لن يسمح بمتابعة كل طالب على حدة بالاضافة الى عدم وجود متابعة دورية لمن يعاني من ضعف القدرة على الكتابة ، بالاضافة الى معاناة بعض المعلمين من عدم قدرتهم على توصيل المعلومة للطلاب واعتمادهم على الأساليب التقليدية.
وأوضح مغيث أنه لحل القضية بشكل علمى ومستمر لابد أن نبدأ بتطوير قدرات المعلم التدريسية وقدرته على توصيل المعلومة للطلاب بشكل سلس وسهل ويجب على المعلم أن يحرص على متابعة الطلاب،و إن كان هناك طالب يعاني من ضعف القدرة على الكتابة و القراءة عليه أن يقوم بمتابعته متابعة دورية تختلف عن باقي الطلاب لتحسين مستواه .
كذلك يمكن للمعلم الإعتماد على الوسائل التعليمية التي تربط الكلمة بصورة والوسائل السمعية والبصرية .
القراءة داخل الفصل
وأكد الخبير التربوى على أهمية تشجيع الطلاب على القراءة داخل الفصل مقابل مكأفأت وعبارات الشكر والثناء أمام زملائهم أو الحصول على درجات مميزة عن غيرهم ،وعمل مسابقات بين الطلاب ، والإشتراك في فقرات الإذاعة المدرسية والإستماع إليها حتى يستفيد الطلاب من زملائهم الذين يقومون بالقراءة .
كما يجب تقييم الطلاب بشكل دوري والمتابعة مع أولياء الأمور من خلال رصد درجات كل طالب ،ونقاط ضعفه والتواصل بين المعلم والأسرة لتقوية الطلاب.
إعداد المعلم
من جهته أكد د.حسن شحاتة، أستاذ المناهج بجامعة عين شمس أن أهم سبب فى ضعف القدرات القرائية والكتابية لدى الطلاب هو عدم إعداد معلم هذه المرحلة إعداداً صحيحاً، ويجب أولا إعداد معلم تلك المرحلة عن طريق دورات تدريبية ، وإعادة هيكلة المدارس بعناصر متميزة،، والتركيز على مهارات اللغة العربية والعلوم والرياضيات، ومنح حوافز لمعلمي تلك المرحلة.
وأكد شحاتة - لموقع أخبار مصر - على أهمية بناء مدارس جديدة لتقليل الكثافة في الفصول وتدريب المعلمين الجدد في مرحلة الابتدائي، التي تؤكد ضرورة اتقان الطالب للغة العربية، مع التركيز علي تعليم القراءة والكتابة فقط وليس تعليم المنهج.
وأشار إلى أن الدول المتقدمة تهتم جدا بمعلمي المرحلة الابتدائية، لأنهم الأساس، لذلك يقوم عليها أعلى المؤهلات .
ويرى أن نظام الامتحانات في المرحلة الابتدائية فاشل بكل المقاييس، بسبب الاعتماد على الحفظ.
ويرى أن نظام الامتحانات في المرحلة الابتدائية فاشل بكل المقاييس، بسبب الاعتماد على الحفظ.
وأكد د.شحاته أن الأميّة منتشرة في المرحلة الابتدائية، مما يؤثر على المراحل التالية حتى بعد التخرج، ويرجع السبب في ذلك أيضا الى كثافة الفصل وتدني مستوى المُعلِّم وتدهور أجور المعلمين.
كما أشار الى أهمية تخصيص جزء من الحصة لتقوية الطلّاب، وعقد دورات تدريبية للمعلمين، وتمييز الكفاءات منهم في المرحلة الابتدائية وترقيتهم، وتقليل كثافة الطلّاب داخل الفصول.
تدبير الموارد
وقالت ماجدة نصر عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بالبرلمان - لموقع أخبار مصر - أنه بالفعل الطلاب فى حاجة الى خطوة التعليم العلاجي، ولكن يجب أن نخلق لها في البداية المناخ المناسب، والاستعداد السليم حتى تنبت داخل تربة خصبة وصحيحة بدلا من فشلها بسبب عدم توفر هذا المناخ .
وأكدت أنه يجب تدبير كل الموارد والإمكانيات والتمويل، ووضع خطة زمنية لانجاح مشروع التعليم العلاجى الذى أعلنت عنه الوزارة، وضرورة وجود رؤية مستقبلية لتقوية مهارات اللغة العربية قراءة وكتابة لدى طلاب المرحلة الابتدائية.
المصدر: أخبار مصر
0 comments:
إرسال تعليق