• اخر الاخبار

    الخميس، 28 نوفمبر 2019

    ثقافاتٌ ورؤى الدكتورة أحلام الحسن رئيس القسم الثقافي تقدم الكاتب السورى طلال الصباح ومقال بعنوان :مشاعر مبتورةٌ مؤجلة

    :مشاعر مبتورةٌ مؤجلة

    من ربوع سوريا الجريحة مازالت القلوب والأقلام تنبض رغم الألم ومازال تاج الثقافات يتربع على رؤوس الكثيرين من فلذات أكبادها من شعراء وأدباء وكتاب وعلى صفحات جريدة الزمان اليوم قلمٌ ينبض بالحياة يحمل الأمل بين قطرات خبره ويعتزل الفتن .. قلمٌ استقام في موازين العدل يبحث عن راحة الإنسان وسلامة المجتمع إنه المستشار القانوني طلال الصباح .. اخترت للقارئ الكريم إحدى مقالاته التي تنصب في صالح الإنسان لا غير ..
    المشاعر هي حقيقة واقعية معنوية نعيشها كل يوم لا تتوقف نتأثر ونؤثر نأخذ ونعطي نشعر بأنفسنا ونمنحها من المشاعر ما نحب ونرغب ٠
    قد تفرض علينا مشاعر لا نحبها أبرزها الشعور بالألم والخوف وعدم الثقة بقابل الأيام ، وأرقى وأجمل المشاعر هو الشعور بالآخرين وإقصاء الأنانية جانباً مصداقا لقوله تعالى ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) ٠
    وقول الرسول الكريم محمد صل الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) ٠
    أين نحن من كل ذلك ٠٠٠٠٠؟
    في الحقيقة والواقع نحن خارج هذا الإطار كلياً لأن الأغلب من الناس يحارب هذا المبدأ ويتصرف بعكسه تماماً ، والجواب على ذلك من وجهة نظري أننا لا نهذب ما يعتلج من مشاعر بدواخلنا ٠
    إنها فوضى كل ما نعيشه فوضى وثورة و ازدحام مشاعر وضجيج في نزالات وحروب طائشة نتمزق خلالها بين شعور و آخر لنصل في النهاية إلى السكون الذي لا يعقبه حياة ٠
    نعم نريد الوصول إلى شعور كامل ومنجز نصل فيه إلى نتيجة واضحة و مفيدة ولكننا نفشل لأننا دائماً نقف وسط بحور من المشاعر لا نكملها فتبدو مبتورة قاصرة ، لأنّ إرادة الخير في أنفسنا تحطمت على صخرة الواقع المزري المدجج بكل وسائل الحرمان و الرزائل وقلة الأخلاق وانعدام المشاعر ، لذلك ما استطعنا أن نرسوا على شاطئ شعور واحد معلوم له قيمة ٠
    حتى مشاعرنا الذاتية نؤذي بها أنفسنا ، ترانا أحيانا نبكي ونبتسم في الآن ذاته ولا ندرك هل نحن سعداء أم في حالة حزن ، عوالم كثيرة بداخلنا تتنازع والجميع ما بين إفضاء وكتمان يجهل ما يشعر به ٠
    صحيح ان التضاد يبرز معاني الجمال ويوضحها إلا انّ تناقض المشاعر بهذا الشكل يوّلد تيهاً نعيش في سلبياته وبهيم ليله وينشر ثقافة الكراهية والحسد والفرقة المقيتة ٠
    سوف تبقى مشاعرنا واحاسيسنا متوترة يؤججها الغضب والخوف وستتحول من دفئ ماتع إلا صقيع ناسف ومن أمان مقيم ساكن الى معارك تدور رحاها يمنة ويسرى على ارض هشة متحركة تبتلعنا شيئاً فشيئاً لاننا فقدنا المصداقية والثبات في كل شيئ ٠
    انا لست متشائماً ولا منفراً والحل بسيط جداً ، لنعد الى قول ربنا ورسولنا في ما ذكرت من مبدأين من أعظم أوليات التعايش الصحي الصحيح ، لأنّ القانون الآلهي منزه وواقعي سهل التطبيق لأنّه ينسجم مع الفطرة السليمة ويواكب ويصلح لكل زمان ومكان ٠
    لطيفة تسهل علينا ذلك نبتسم ونخفي دمعاً خلف ابتسامتنا والأجمل أن تتشقق ابتسامتنا والدموع في عيوننا٠
     
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: ثقافاتٌ ورؤى الدكتورة أحلام الحسن رئيس القسم الثقافي تقدم الكاتب السورى طلال الصباح ومقال بعنوان :مشاعر مبتورةٌ مؤجلة Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top