"الدنيا ما بقاش فيها خير" "البلد ما بقتش زى زمان".."الناس جرى لها إيه؟".."شكلها باظت ".. "مفيش فايدة فيها"..
عبارات ممتزجة بالاستنكار والأسى ، توحى بالفشل واليأس وفقدان الأمل ، قد تجبرنا الأحداث السيئة المتكررة على ترديدها، وشيئًا فشيء تسرب اليأس لقلوبنا ، وتشعرنا بالقلق والخوف من المستقبل ، ولم نعد نصدق أن "الدنيا بخير"، لأن كل شىء أصبح أسود وسىء أمام أعيننا، وتخلل السخط والإحباط أعماق عقولنا، وأصبحنا ننظر الى الوطن وكأنها بيئة الأحزان والألام ، وتناسينا أن وسط كل هذه الألام والمآسي " حاجة حلوة أسمها مصر " ولابد وأن يتخللها كثيرا" من الأفراح والسعادة . وإذا استمر شعورنا ملاصقا" للأحزان . وأصبحنا ضحية للكآبة والشعور باليآس والإحباط . لضاعت قيمة الحياة، وعشنا فى ألم وحزن وتأخر طوال حياتنا . وما تغير من واقعنا شيئا" .
ونتفاجأ من وقت لأخر بتجربة إنسانية تلو الأخرى تؤكد لنا أن مصر لا تزال "فيها حاجة حلوة"، ومثلما يستخدم " الذباب الألكتروني" مواقع التواصل الاجتماعى لفضح التجارب السلبية ، ففى نفس الوقت يستخدمونها الشباب أيضًا لتسليط الضوء على مثل هذه التجارب الإيجابية ..
"فيها حاجة حلوة " .
---------------------
"لسه الدنيا بخير" مع كل من يعشقون تراب هذا الوطن..ومع كل من يكرهون السلبية -. وهؤلاء كثيرون بيننا ويعلنون عن حبهم لوطنهم بمختلف الطرق.. هناك من يحب وطنه بقلبه وهو لا يفعل شيء ، وملايين يعشقون وطنهم بأفعالهم التى تتجسد فى فكرة أو موقف لا يفعله الا رجال مخلصين ..
أحداث كارثة قطار محطة قطار رمسيس بالقاهرة والتى أستيقظ على لهيب نيرانها شعب مصر بأكمله ، فقطان الوقود للقطار انفجر لدى دخوله أحد أرصفة المحطة واصطدامه بصدادة الأمان، وذلك أثناء وجود عدد كبير من الركاب كانوا بالانتظار على رصيف المحطة، ما نجم عنه حريق هائل، لتشتعل المحطة بلهيب النيران ، وتظهر لنا الساحة المأساوية صور عديدة ومتنوعة بتنوع البشر منها القبيح وأكثرها الجميل ، ومن بين الصور التي وصفت بأنها "الأكثر استفزازًا" برزت صورة الشاب ياسر مدبولي، الذي التقط صورة "سيلفي" مع القطار المحروق ، الصورة طالتها انتقادات حادة عبر منصات التواصل الإجتماعي في مصر، واتهمه المغردون بأنه لا يكترث بالمأساة ولا بمشاعر أهالي الضحايا ومعاناتهم رغم أنه برر فعلته بأنه لم يفعل ذلك سوى لطمأنة والده الذي يسكن قرب المحطة التي شهدت الحادث، وقال إنه لم يقصد التقاط الصورة أمام القطار. مؤكدًا أنه شارك في حمل الجثث ، والصورة الأخري لسائق جرّار الموت " علاء فتحي " والذى فر هاربا بعد وقوع الكارثة بدقائق ، وتم القبض عليه ليظهر بعد ساعات من الحادث على إحدى الفضائيات المصرية الخاصة، ليعترف بتحمله المسؤولية كاملة عن الحادث كونه ترك الجرار وقام بالتشاجر مع زميله.
" فيها حاجة حلوة "
-----------------------
"النار كانت بتشويهم ومفكرتش غير إني أطفيهم"..
كانت هذه الجملة الأشهر على لسان " وليد مرضي" عامل بالشركة الوطنية لخدمات ركاب قطارات النوم ،الذى ظهر في مقاطع رصدتها كاميرات المراقبة بالمحطة، ظهر وليد وزميله محمد عبدالرحمن ، ومحمد رمضان وهم يصبون الماء على أجساد الناس المشتعلة محاولين إخماد النيران ونجحوا في إنقاذ أكثر من عشرة أشخاص.
مرضي وعبدالرحمن ومحمد رمضان جسدوا المأساة بكلمات موجعة ووصفهم الضحايا، والمصابين وهم يصرخون ويستغيثون بشدة، ومشهد النيران والجثث المتفحمة
" ولسه فيها حاجة حلوة "
-------------------------------"وليد مُرضي" هو الحاجة الحلوة في مصر بعد دوره في إنقاذ حياة عدد من مصابي حادث القطار ، ففي اللحظات التي يفر فيها الناس عادة من النيران، أظهر وليد بطولة نادرة بعد أن أقدم على إنقاذ ضحايا الحريق عن طريق "عبوات مياه" كان يستعين بها في عمله لإنقاذ من طالتهم ألسنة اللهب ،ويرى وليد أن ما فعله كان تلبية لنداء ضميره للتعامل مع تلك النيران .
وليد الذى حاول في البداية إنقاذ الضحايا عن طريق سكب الماء عليهم، كما هو ظاهر في مقاطع الفيديو المتداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي ، لكن وليد قال إن هذه الطريقة لم تجد نفعا مع بعض الحالات، فحاول الاستعانة بوسائل أخرى لإنقاذ المصابين. فجلب بطاطين كانت تستخدم في المحطة وألقاها فوق كل من كان طريقه من الضحايا، في محاولة لإخماد النار المشتعله في أجسادهم.
أما الرسالة التى تعجبت لها والتى لا أدري هل هى رسالة القدر ، أم أنها الصدفة؟ .." وليد مرضي" البطل الذى أنقذ عشرات المصابين من الموت المحقق من نفس المحافظة التي ينتمي لها سائق القطار المتهم بالحادث ، والذى لاذ بالفرار فور تأكده من حدوث الكارثة ..
" ولسه فيها حاجة حلوة "
0 comments:
إرسال تعليق