• اخر الاخبار

    السبت، 2 مارس 2019

    الأستاذ الدكتور رضا عبد السلام يكتب عن : إقالة وزير النقل..هل حقا يستحق؟!

    الأستاذ الدكتور رضا عبد السلام يكتب عن : إقالة وزير النقل..هل حقا يستحق؟!


    أدرك تماما خلفيات اصدار القرار، وخاصة على أثر تلك الجريمة الشنعاء، التي اودت بحياة العشرات من الأبرياء، وكان المستهدف ربما امتصاص غضب الشارع.
    ولكن بعد راحت السكرة، لابد أن تأتي الفكرة لنفكر بهدوء وبانتماء تام ونسأل: هل كان الدكتور هشام عرفات يستحق الإقالة؟!
    نعلم ان الوضع في الغرب وفِي الدول المتقدمة، عندما تقع كارثة من هذا النوع، يتقدم الوزير او حتى رئيس الوزراء باستقالته "والسبب أن المنظومة هناك منضبطة وعصرية وبالتالي طبيعي أن يتحمل الوزير المسؤلية ربما بسبب ضعف حزمه او غياب الانضباط لذا يستقيل".
    السؤال هنا، هل ينطبق ذات الحكم علينا في مصر؟! أم أن القياس هنا غير عادل؟!
    فلدينا بل ورثنا منظومة فاشلة ليس فقط في سكك حديد مصر بل في كافة المؤسسات تقريبا من تعليم لصحة لمحليات...الخ.
    وبالتالي اذا ما أسقطنا الكلام أعلاه على وزير النقل المستقيل دهشام عرفات...هل حقا وعدلا يستحق الإقالة؟!
    والله لو كان الرجل مقصرا في شيء فعليه ان يدفع ثمن تقصيره، ولكن اذا كان الرجل قد اجتهد لإصلاح المعوج، ودخل في قلب أزمات وزارته فعلينا - من وجهة نظري المتواضعة - ان نعيد النظر.
    نعيد النظر في استقالة الرجل المحترم لأكثر من سبب:
    أولا: لأنه لا يمكن ان نجعله كبش فداء لمنظومة فاشلة، تنوء عن حملها الحبال في قطاع حيوي للغاية وهو النقل.
    ثانيا: لانه بشهادة الجميع كان وزيرا نشيطا وميدانيا وقريبا من كافة قطاعات وزارته ولا يمكن ان تكون ردّة فعل شريحة كبيرة من المصريين مطالبة بعودته من فراغ، فالمواطن صار اكثر وعيا وإدراكاً.
    ثالثا، وهذا هو الأهم، اذا خيرنا بين تعيين وزير جديد ليبدأ من الصفر في وزارة فنية كهذه وبين وزير عرف كل صغيرة وكبيرة، فأعتقد أن الأصوب والحكمة تقتضي اعادة من عرف شعاب مكة (اقصد وزارة النقل)...ليس لدينا رفاهية الوقت للتجربة.
    رابعا: لا ندري ما اذا كان من سيأتي سيكون بكفاءة د هشام عرفات ام العكس ولكن المؤكد لدى جل المصريين انهم استشعروا ان هشام عرفات نشيط وواعي ولديه رؤية.
    خامسا: أن الكفاءات المجتهدة والمدركة لازمات القطاع ستتردد كثيرا في قبول وزارة كهذه، لانهم يعلمون جيدا أن حادث كهذا ليس الأول وربما لن يكون الأخير، وبالتالي اذا لم يجد المسئول المجتهد ظهرا قويا يحميه طالما كان على حق، فهو عرضة لان يلاقي ذات المصير!!...وحديثي هنا عن الكفاءات فقط الذين لا نتمنى أن يخسر الوطن جهودهم.
    اذا، ليس عيبا من وجهة نظري العودة في القرار، وخاصة عندما يكون هناك رأي عام مساند ومدرك لحقيقة ازماتنا، وأنها ليست أزمة وزير، ولكنها أزمة منظومة محطمة، تستدعي غربلة شاملة وتطوير اداري وتدريب وكفاءات...هذا والله أعلى وأعلم.
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الأستاذ الدكتور رضا عبد السلام يكتب عن : إقالة وزير النقل..هل حقا يستحق؟! Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top