• اخر الاخبار

    الجمعة، 19 سبتمبر 2025

    كابوس .. قصة قصيرة بقلم الأديب العراقى الكبير : عيسى عبد الملك

     

     


    لاتحاول فإنهم للأسف قد روضونا وقبلك عبثا حاولنا!

     

    .فعند مطلع كل عام ننتظم كالقطيع طوابير هنا أمام غرفة دائرة سونار أمن المنطقة . همس باذني منتظم في الطابور أمام باب غرفة سونار أمن الحكومة،

     

    وأسوة بالآخرين وقفت في الطابور.

     

    فعند مطلع كل عام، نخضع لفحص سونار دائرة أمن منطقتنا. نعم ،مطلع كل عام مثل كائن آلي مبرمج مع المواطنين امام باب دائرة سونار أمن المنطقة، ذليلا انتظم في الطابور. راح الهامس بخوف يهمس باذني ليكمل حديثه او ربما ليخرج بعض ما محبوس في صدره .!

     

    ، بباب سونار دائرة أمن المطار، قبل صعود الطائرة المتجهة غربا، على انفراد، وقفت.

     

    ادخلنا ضابط عبوس غرفة سوناردائرة أمن المطار .

     

    __ منذ متى لم تسافر؟ سالني الضابط وهو يضع في معصمي سوارا شفافا يحمل رقما. ..

     

    __ منذ أكثر من عقدين.قلت.

     

    نظر طويلا إلى فروة رأسي البيضاء ثم قال. من مخلفات زمن لم يعد قائما ونحن في عهد جديد.حافظ على سوارك هذا. انت مطالب به عند الرجوع. قال الضابط بغلظة! .

     

    من غرفة سونار مجاورة خرج صاحبي صادق مستغربا. اقترب مني بحذر وقال، هل رأيت مارأيت؟ قلت ماذا رأيت؟ رأيت مسؤولا يبتسم، قال صديقي صادق.!!

     

    ضحكت وقلت حمدا لله، مازلنا بخير. ان خليت قلبت، كانت تقول جدتي.

     

    في منتجع المدينة الذي وصلناه مساءا فضحت حركات صاحبي تخلفنا المشين. إذ مثل دوامة ريح، صار يدور حول نفسه ماخوذا باضواء الشارع والبيوت على سفح الجبل، بدت لنا مثل قناديل معلقة في الفضاء. ولأننا على عجل صحت به لنسرع إلى داىرة الحجز كي نحصل على مكان في مدينة تكتتظ بالسياح كما نصحتنا عابرة طريق شابة.كان صادق يحاول بالإشارة مجادلة فتاة عنفته مستنكرة عبوره الشارع من غير منطقة العبور. والفتاة بنفاد صبر تحاول افهامه .ووسط دهشة عابرة السبيل،( لا تصرخ بي) محتقن الاوداج صاح صاحبي بوجهي، ثم راح بعصبية وبكعب حذائه الأنيق يسحق عقب سيجارة يروم اطفاءه . هذا الأمر أثار غضب عابرة السبيل أكثر. جن جنونها. انا الآخر كاد ان يجن جنوني حينما سمعت صياحه.!

     

    ماذ أرى، ايعقل هذا الذي يحدث.؟ أهذا الوديع صاحبي صادق،ذاك الذي صاحبته دهرا، يصرخ بوجهي. كيف .؟ بألم تساءلت.

     

    في وسط الطريق حرن صادق ووسط استغراب العابرين صاح بصوت عال ملوحا بيده، :

     

    قسما لن اسير خطوة بعد الآن معك. كانت حركة السير مخيفة. سيارات حديثة. دراجات تمتطيها فتيات. شباب في عمر الورد مرحين . نساء كبيرات في السن لهن وجوه نضرة و رجال يحصنون رؤوسهم بقبعات وقاية زرق. اناس مرحون يسيرون مسرعين كل يقصد هدفا محددا وباستغراب واندهاش، لحركة السير والمارة كان ينظر صادق اا.

     

    كنت قد ادرت ظهري لأ عبر وحدي بعد أن حرن صاحبي حينما، فجأة سمعت صوت كابح سيارة مسرعة. التفت برعب. صعقت. وقفت كالأبله بلا حراك. رأيت صاحبي مرميا على رصيف الشارع. إذ بلحظة صدمته سيارة كانت مسرعة. . وببلاهة أيضا رحت انظر في وجه مسعفة جميلة حضنتني و دفعت بي إلى داخل سيارة الإسعاف بجانب جثة صادق . راح منبه سيارة الإسعاف يزعق طالبا فتح الطريق. .كان صاحبي صادق جثة بلا حراك. وتحت اصرار ضابط شرطة، في المشفى، وقعت على ورقة وادخل صاحبي غرفة تشريح الجثث . انتظرت ساعات. لماذا تأخر صاحبي في غرفة التشريح.؟ سألت المترجم. قال صاحبك ظاهرة فريدة لم يعرف الأطباء ولا ضباط الأمن الوطني مثلها . قلت كيف.؟ قال جمجمة صاحبك معطوبة. صندوقها الأسود مفرغ تماما من كل محتوى، صاحبك مغسول الدماغ ؟ قلت لالا أصدق كيف هذا؟

     

    في غرفة التحقيق حيث كان النقاش محتدما في بحث هذه الظاهرة. قال أحد الحاضرين ما رأيكم لو فحصنا جمجمة صاحبه ثم نقارن. إذ يبدو أنهم قد افرغوا جمجمتيهما هناك.!!

     

    لقي اقتراحه تاييدا.رفع كبيرهم يده وقال جملة. ماذا قال؟ بخوف سألت المترجم.

     

    ليدخل غرفة السونار فورا، قال، أجاب المترجم. فزعت خوفا حينما، هل سبق وان دخلتما سونارا قبل دخول بلادنا.؟ سالني المترجم . نعم، آخر مرة كانت في مطار بلادي .!!

     

    صرخت مجيبا

     

    . من يقول؟ قال المحقق.

     

    انا طبعا. وهذا السوار دليل. قلب المحقق سوار معصمي وقال. بالفحص الدقيق نعرف لنكتب التقرير.بلطف، اقتادني شرطي إلى غرفة سونار المطار . وأمام جهاز فحص كبير وقفت. أدخلت راسي في صندوق يشبه صندوق كامرة محمولة قديمة.

     

    Itis empty too.

     

    هي أيضا فارغة. قال الطبيب للضابط

     

    حسنا ادفنوا الجثة وتحفظواعلى السوارين قال ضابط أمن المطار !!!

     

    خذوا ماشئتم الا السوار.رحت أصرخ بقوة..

     

    اسم الله، يا سوار،

     

    اشبيك.بابا،؟

     

    قالت ابنتي الكبرى وهي تحوقل ثم تبسمل.!!!

     

     

     

     

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: كابوس .. قصة قصيرة بقلم الأديب العراقى الكبير : عيسى عبد الملك Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top