• اخر الاخبار

    الأحد، 14 سبتمبر 2025

    احزان للبيع..حافظ الشاعر يكتب عن :ثقافة الاستهلاك.. حين صرنا عبيدا لما نملك (5/20)

     

     


     

    لم يعد الإنسان يقيس حاجته بما يكفيه، بل بما يراه على شاشة تُغريه أو إعلان يُطارده. هكذا تسللت ثقافة الاستهلاك إلى حياتنا، حتى باتت تتحكم فى عقولنا قبل جيوبنا، وتُقنعنا أن السعادة تُشترى فى حقيبة أو هاتف أو وجبة فاخرة.

    صرنا نلهث خلف الجديد لمجرد أنه جديد، لا لأنه أفضل أو أنفع. تُبدّل الهواتف كما تُبدَّل الملابس، وتُكدّس الملابس كما لو كنا نمتلك أعمارا تكفى لارتدائها. لا نأكل لنسدّ جوعا، بل لنلتقط صورة تُعلن أننا "كنّا هنا"، فى مطعم يملأ بطوننا ويفرّغ عقولنا.

    ثقافة الاستهلاك لم تكتفِ بتغيير عاداتنا، بل غيّرت موازين القيم. صار التفاخر بما نملك أهم من التفاخر بما نفعل، وصارت الواجهة تُغنى عن الجوهر. حتى العلاقات الإنسانية صارت تُقاس بالقدرة على مجاراة المظاهر: من لا يملك لا يُرى، ومن لا يساير لا يُعتبر.

    والأدهى يا سادة ؛ أن هذه الثقافة تُعمّق الفجوة بين الناس: أقلية غارقة فى بذخٍ أعمى، وأكثرية مسحوقة تُصارع لتلحق بالركب، ولو بالديون. هكذا يتحول المجتمع إلى مسرح كبير، نصفه يمثل الغنى ونصفه يختنق فى صمت.

    لكن الحقيقة أن الإنسان ليس بما يملك، بل بما يُضيف. والكرامة لا تُشترى من واجهة متجر، بل تُصنع بالكدّ والاجتهاد والعطاء. إن التحرر من أسر الاستهلاك لا يعنى الفقر، بل يعنى أن نُعيد الاعتبار لأولوياتنا: أن نملك ما ينفعنا، لا أن تملكنا الأشياء.

    #فى_النهاية_بقى_أن_اقول؛فلتكن حاجتنا عقلانية، ولتكن سعادتنا فى قيم نبنيها لا فى سلع نُكدّسها. عندها فقط، نصبح أحرارا من سطوة الأسواق، ونستعيد إنسانيتنا التى ضيّعتها ثقافة الاستهلاك.

     

     

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: احزان للبيع..حافظ الشاعر يكتب عن :ثقافة الاستهلاك.. حين صرنا عبيدا لما نملك (5/20) Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top