• اخر الاخبار

    السبت، 20 سبتمبر 2025

    احزان للبيع ...حافظ الشاعر يكتب عن : حين يغيب الصدق.. يحضر النفاق..!!

     

     


    النفاق الاجتماعي ..داء عضال، وبلاء مستفحل إذا حل في مجتمعٍ أفسد نسيجه، وأطاح بمقوماته. وهو في جوهره غير النفاق الديني المعلوم، لكنه يشبهه في السلوك والمآل؛ إذ يقوم على التزييف وإخفاء الحقائق وإظهار خلاف ما يُبطن المرء من مشاعر ومواقف. فترى "المنافق الاجتماعي" يبتسم في وجهك ويثنى على كلامك، بينما قلبه ينطوي على حقد أو استهزاء، أو على الأقل على ( لا مبالاة ) بمصلحتك. إنّه التلوّن في المواقف، والبحث عن

    (المنفعة الشخصية)، ولو كان ثمنها تمزيق أوصال الثقة بين الناس.

    ولقد حذّرنا القرآن الكريم من هذا الداء وأهله، فقال تعالى:

    ﴿وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ﴾ [البقرة:14].

    فالنفاق – سواء في الدين أو في الاجتماع – يقوم على ازدواجية الكلمة، وتلون الوجه، ومجاراة المصالح دون ثبات على مبدأ.

    أما آثاره، فحدّث ولا حرج. أولها: ضياع الثقة بين أبناء المجتمع، فإذا صار الكل يخشى أن يكون من حوله أصحاب وجوه متعددة، هُدمت جسور المودة، وانهارت قيم التعاون والإخلاص. وثانيها: ضياع الحقوق، لأن المنافق الاجتماعي لا يناصر صاحب حق إلا إذا كان وراء ذلك مغنم أو مصلحة، فإن انتفت المصالح خذل الحق وأهله. وثالثها: تعميق الجراح في الأمة، إذ تتحول القلوب إلى جزر منعزلة، ويُستبدل بالتكافل صراع خفي، وبالمروءة موائد مصالح، وبالوفاء مواثيق على الورق لا على الواقع.

    إن عاقبة النفاق الاجتماعي وخيمة على الفرد والمجتمع معا؛ فهو يجعل المرء بلا قيمة ثابتة، ولا أثر باقٍ، بل كالزبد الذي يذهب جفاء، كما قال تعالى:

    ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ﴾ [الرعد:17].

    والمجتمع الذي يستشري فيه هذا الداء لا يُرجى له نهوض ولا عزّة؛ لأنه يفتقد إلى الصدق الذى هو أساس البناء، وإلى الإخلاص الذي هو روح العمل.

     

    فى النهاية بقى أن اقول ؛النفاق الاجتماعي جدار وهمي يحجب النور عن النفوس، ولا سبيل إلى الخلاص منه إلا بالصدق في القول، والإخلاص في العمل، ومواجهة النفس قبل مواجهة الناس. ولن تبرأ الأمة من هذا البلاء إلا إذا أدرك كل مواطن أن عاقبته زوال للثقة، وضياع للحقوق، وانهيار للقيم، فليكن شعارنا ما أمرنا الله به:

    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة:119].

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: احزان للبيع ...حافظ الشاعر يكتب عن : حين يغيب الصدق.. يحضر النفاق..!! Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top