• اخر الاخبار

    الأحد، 21 سبتمبر 2025

    حافظ الشاعر يكتب عن : نعمة حب الناس بين العطاء والحرمان

     

     


    من أعظم ما ينعم الله به على عباده أن يزرع محبتهم في القلوب، فيسير المرء بين الناس مكرما، مهابا، لا لمال ولا سلطان، بل لصفاء سريرته ونقاء قلبه. حب الناس نعمة لا تُشترى ولا تُفرض، وإنما هي هبة ربانية، تُمنح لأهل الإيمان والعمل الصالح.وقرآننا الكريم بشرنا بأهميتها .

    قال الله تعالى:

    ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَـٰنُ وُدًّا﴾ .

    يااااااااه..ما أعظمها من بشارة؛ أن يجعل الرحمن لعبده (ودّا) في قلوب الناس، فيأنسون به، ويذكرونه بخير، ويجد بينهم مكانة رفيعة..هذه بالدنيا وما فيها من متع.

    وفى السنة النبوية سدنا النبى صلى الله عليه وسلم قال:

    "إذا أحب الله عبدا نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض."..ط

    فحب الناس انعكاس لحب الله، وهو ميراث القلوب الطاهرة التي سلكت سبيل الخير.

    وهنا نتطرق إلى( الإنجيل) فجاء قول سيدنا عيسى عليه السلام:

    "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي: إن كان لكم حب بعضاً لبعض."

    فالمحبة ليست ترفا، بل هي جوهر الإيمان وسر التبعية الحقيقية للأنبياء.

    غير أن هذه النعمة العظيمة لا ينالها كل أحد؛ فمن الناس من يُحرم منها، فيعيش منبوذا مطرودا من القلوب، لا يعرف له الناس إلا وجها عابسا ولسانا قاسيا، يتعامل بمنطق المنفعة والمصلحة، فيخسر محبة الله قبل أن يخسر محبة الناس.

    سيدنا النبى ﷺ  قال محذراً:

    "ألا أخبركم بشراركم؟ المشاءون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون للبرآء العنت."

    فأهل الكراهية والنفاق الاجتماعي هم شرار الخلق، لا تطيب لهم المودة ولا يعرفون للصفاء سبيلا، حتى إذا ماتوا لم تبكهم القلوب، ولم يذكروا إلا بسوء.

    وفي الإنجيل نقرأ:

    "كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب، وكل مدينة أو بيت منقسم على ذاته لا يثبت."

    وكذلك القلب الممتلئ بالبغضاء، لا يثبت له حب ولا يدوم له ود، وإنما ينقسم على نفسه حتى يذبل وينطفئ.

    إن حب الناس مرآة الأخلاق، وسيرة المرء بعد رحيله، وهو الرصيد الباقي حين تنفد الأرصدة الدنيوية.

    #فى_النهاية_بقى_أن_اقول؛ طوبى لمن عاش محبوبا، يدعى له في غيابه، وتترحّم عليه الألسنة بعد رحيله. وويل لمن خرج من الدنيا محمولا على أكتاف تؤدي واجبا لا محبة فيه، وقد ترك خلفه فراغا لم يأسف عليه أحد.

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: حافظ الشاعر يكتب عن : نعمة حب الناس بين العطاء والحرمان Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top