• اخر الاخبار

    الأحد، 26 يناير 2025

    أداة جديدة للحد من الانبعاثات الكربونية تساعد شركات إنتاج الأسمنت لتصبح أكثر كفاءة ومراعاة للبيئة



    تُعد تلبية الطلب العالمي المتزايد على الأسمنت مع العمل على الحد من البصمة الكربونية لهذه الصناعة من أهم التحديات التي تواجه قطاع التشييد ومواد البناء حالياً.


    ولا يمكن للعالم أن يعيش بدون الأسمنت، لكنه لا يمكنه أيضاً تجاهل ارتفاع تكاليف ما يسببه من أضرار مناخية - إنتاج الأسمنت مسؤول عن نحو 8% من انبعاثات غازات الدفيئة على مستوى العالم - أو ألا يهتم بالأشخاص والشركات والمجتمعات التي تعتمد على هذه الصناعة في سبل كسب عيشهم.


    ومع توقع أن يعيش ثلثا سكان العالم في المدن بحلول عام 2050، سيرتفع الطلب على مواد البناء الخضراء المراعية للمناخ والقادرة على الصمود. وهناك بعض مواد البناء الجديدة الواعدة والمراعية للبيئة، مثل الأسمنت الجيوبوليمر المصنوع من النفايات الصناعية مثل الرماد المتطاير أو الخبث، والتي يجري تطويرها، لكنها لا تزال في مراحلها الأولى ومرتفعة التكاليف، كما أنها تحتاج إلى سنوات لتصبح قابلة للإنتاج على نطاق واسع، لا سيما في الاقتصادات الناشئة. وهذا يؤكد ضرورة الحد من انبعاثات الكربون في إنتاج المواد المستخدمة حالياً من أجل تحقيق التنمية المستدامة. وبهذه الطريقة فقط يمكننا دعم احتياجات الإسكان والبنية التحتية المستقبلية مع حماية الكوكب.


    أداة الحد من انبعاثات الكربون في صناعة الأسمنت


    تؤدي المؤسسات المالية مثل مؤسسة التمويل الدولية دوراً بالغ الأهمية في مساندة هذه الجهود - سواء لتطوير المواد الجديدة أو لتعزيز الممارسات المستدامة في مختلف الجوانب الحالية لهذه الصناعة. ويتمثل التحدي الأكبر لشركات الأسمنت اليوم في كيفية تنفيذ إستراتيجيات الحد من الكربون في إنتاج هذه المادة مع الإبقاء على تكلفتها الميسورة ومتانتها وقابليتها للتوسع لتلبية احتياجات البناء على مستوى العالم.


    وتستهدف الأداة الجديدة التي طورتها المؤسسة مساعدة شركات إنتاج الأسمنت على الحد من انبعاثات الكربون بطريقة مسؤولة وفعالة من حيث التكلفة. كما تمكن هذه الشركات من تحليل العوامل التشغيلية الفريدة التي تساهم في انبعاثات غازات الدفيئة، بالإضافة إلى مساعدتها على وضع إستراتيجيات واضحة وموجهة نحو التخفيف من هذه الانبعاثات، وفي الوقت نفسه تعزيز مستويات الكفاءة والإنتاجية وتوفير التكاليف.  


    وتعد "فوتورانتيم سيمينتوس"، وهي شركة عالمية لإنتاج الأسمنت ومقرها البرازيل، ومن الجهات المتعاملة مع المؤسسة، إحدى الشركات التي تستخدم هذه الأداة لتطوير إستراتيجيتها لخفض الانبعاثات وتوسيع قدراتها.


    قال "فابيو سيريلو"، مدير الكفاءة البيئية والطاقة بشركة "فوتورانتيم سيمينتوس": "إن الأداة بسيطة للغاية ومفيدة حقاً...فهي تمكننا من أن نشاهد كيف تنجح مبادراتنا الرئيسية ومدى تأثيرها على مسيرتنا للحد من انبعاثات الكربون."

    وباستخدام هذه الأداة، قامت الشركة بإنشاء منحنى التكاليف المرتبطة بالخفض الهامشي للانبعاثات، والذي يوضح التكاليف والمستويات التي من المحتمل تحقيقها في خفض الانبعاثات نتيجةً لتطبيق التدابير المختلفة للحد منها. وتسهم هذه البيانات في مساعدة خبراء التخطيط بالشركة على تصور مدى فعالية التكاليف المرتبطة بالإستراتيجيات التي تطبقها للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في مصنعها الكائن في "سالتو دي برابورا" بولاية ساو باولو، الذي يوظف نحو 700 عامل.  .  


    التحول إلى أنواع الوقود البديلة وحلول الأسمنت المراعي للبيئة


    في الوقت الحالي يعتمد مصنع "سالتو دي برابورا" استخدام أكثر من 30% من الوقود من أنواع الوقود البديلة التي تتألف من الكتل الحيوية وبقايا الأخشاب والإطارات المستعملة ومنتجات النفايات. وتسهم أداة مؤسسة التمويل الدولية الخاصة بإنتاج الأسمنت في مساعدة الشركة على فهم كيفية استخدام هذه الأنواع من الوقود بشكل أفضل لتلبية متطلبات العملاء.


    أضاف "سيريلو" بقوله: "نرى المزيد من العملاء وهم يطلبون منا منتجات منخفضة الكربون"، موضحاً أن الشركة تتوقع مضاعفة قدرة مصنعها في "سالتو دي برابورا" على استخدام أنواع الوقود البديلة.

    ويعد التحول إلى أنواع الوقود البديلة في إنتاج الأسمنت أمراً ضرورياً إذا كان للعالم أن يحقق الأهداف المناخية الواردة في اتفاق باريس ويواكب الطلب على المساكن والبنية التحتية الجديدة. ويمكن اتخاذ عدد من الخطوات في الوقت الحالي من أجل تقليل انبعاثات الكربون في صناعة الأسمنت، والتي ترجع بشكل رئيسي إلى عملية تكليس الحجر الجيري في الأفران، حيث تصل درجات الحرارة إلى نحو 1500 درجة مئوية. ويُعد التحول إلى استخدام هذه الأنواع من الوقود إحدى طرق الحد من البصمة الكربونية لصناعة الأسمنت على مستوى العالم.


    وتتمثل إحدى المزايا الرئيسية لأداة مؤسسة التمويل الدولية في أنه يمكن تخصيصها وفقاً للظروف الفريدة لكل شركة على حدة. وبالإضافة إلى استبدال الوقود الأحفوري بمصادر الطاقة المتجددة، يمكن للأداة الجديدة أن تساعد الشركات على استكشاف تأثير زيادة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة، والتي يمكن أن تقلل من انبعاثات غازات الدفيئة بشكل عام، أو مساعدتها على دراسة استخدام الأسمنت المخلوط، والذي يستبدل الكلنكر ببدائل منخفضة المستوى من هذه الغازات. ويمكن استخدام هذه الأداة في تحليل الإستراتيجيات الأخرى للحد من الكربون مثل استعادة الحرارة المهدرة، والتي تسمح للشركات بتوليد الطاقة من غازات العادم. علاوة على ذلك، يمكن لهذه الأداة مساعدة الشركات على قياس غازات الدفيئة وقيمة تكلفة تحديث الماكينات والمعدات - مثل تعديل أنظمة تغذية الأفران أو مبردات الكلنكر.


    ومع تزايد عدد سكان العالم واتساع رقعة المناطق الحضرية، تتسارع احتياجات البنية التحتية، لا سيما في الاقتصادات الناشئة في أفريقيا والهند وأمريكا اللاتينية. ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على الأسمنت بنسبة 12% إلى 23% بحلول عام 2050 مقارنة بمستويات عام 2020، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة. ومن أجل البقاء ضمن مستهدفات اتفاق باريس بشأن تغير المناخ، يجب على قطاع الأسمنت خفض انبعاثاته السنوية بنسبة 16% على الأقل بحلول عام 2030؛ وهذا ليس بالأمر الهين.


    ومع وجود بعض الموارد مثل أداة الحد من انبعاثات الكربون في صناعة الأسمنت التابعة لمؤسسة التمويل الدولية - التي تم تطويرها بمساهمة من خبراء الصناعة وفحصها من جانب الأكاديمية الأوروبية لأبحاث الأسمنت - فإن الحد من انبعاثات الكربون في الصناعات الثقيلة يقترب خطوة أخرى من أن يصبح حقيقة واقعة.


    المصدر: مؤسسة التمويل الدولية - المدن

    التنمية الحضرية في البنك الدولي

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: أداة جديدة للحد من الانبعاثات الكربونية تساعد شركات إنتاج الأسمنت لتصبح أكثر كفاءة ومراعاة للبيئة Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top