تزوج سمير من ميسون بعد قصة حب ، استمرت خمس سنوات ،
عشقها حتى الجنون ،وكان كل امانيه ان تكون زوجة له ويعيش معها تحت سقف واحد ..
سمير الوحيد لاهله ، حالتهم المالية جيدة جداً، والده يتمنى ان يراه متزوجاً ومستقراً، ويتمنى ان يرى اولاده في الدار سمير تعلق قلبه بحب ميسون ، ولايرى في الدنيا غيرها ، انها امله ومستقبله وكل شيء بالنسبة له ..
لم يفكر يوما بمستقبله ،او ايجاد مصدر رزقه، وبقي بدون عمل ، وعندما تقدم لخطبة ميسون ،كان اول سؤال من والدها ، ماهو عمله وما مقدار راتبه اودخله اليومي اوالشهري ، وكان سمير معتمدا على والده ،ولايوجد أي عمل لديه ،ولايوجد مصدر رزق خاص به ،رفض والد ميسون طلبه الزواج من ابنته ..
حاول والد سميرباقناع والدها بحقيقة الامر بان امواله مصيرها لولده الوحيد سمير ،وحاليا كل امواله بيده ، و تحت تصرفه يسحب منها مايشاء ولكن والد ميسون مصر ان يكون لسميرمورد رزق مستقل يكون من عمله هو ؛ لم يكن في حسابات سمير ان طلبه يرفض لمجرد انه بدون عمل وكان يعتقد ان طلبه لايرفض كون والده ميسور الحال وانه الولد الوحيد لوالده الذي لايبخل عليه في شيء !شعربان الدنيا الواسعة قد ضاقت عليه ، كيف يعيش بدون حبيبته ميسون البنت السمراء ذات العيون الزرقاء ، والشعر الاسود القاتمالمضفورضفيرة واحدة المتدلي على طول ظهرها ؛
عرض عليه والده بانه سيختار له زوجة اجمل من ميسون ومن عائلة افضل من عائلتها ؛؛لم يوافق سمير على ذلك كيف يوافق وميسون متربعة وسط قلبه الولهان ، ويتخيل وجودها امام عينيه ، ولم ينساها لحظة واحده ؛ اضطر سميرلمواصلة دراسته ودخل كلية الادارة والاقتصاد وتخرج منها بعد اربع سنوات ، خلالها كاد يحترق بنار الشوق تم قبوله موظفاً في احدى الدوائر براتب بسيط حسب شهادته ،بعدها تقدم لخطبة ميسون من والدها ، وافق بعد ان عرف انه اصبح موظفاً وله راتب شهري ثابت ؛
قام والد سمير بتأثيث الدار التي اشتراها من ماله الخاص وليس من راتب سمير البسيط ولو رجع الامر الى راتب سمير فانه لايستطيع ان يقوم بالتجهز ولا يستطيع دفع المهر من راتبه ، ويجوز ان يدبر( المهر)بعد ثلاثة سنوات ؛؛وقام والد سمير بتسجيل الدار بأسم ولده الغالي سمير ،وبعد الانتهاء من من اكمال لوازم الزواج كاملةً ، تم تحديد يوم الفرح ..تزوج سمير من محبوبته ميسون ،في ذلك اليوم السعيد ،في اجواء كلها بهجة وسرورا حضره كل احباب الطرفين ؛
لم يصدق سمير بانه مع محبوبته الغالية تحت سقف واحد ،شعر بالسعادة التامة والفرح ، وهو يحقق حلمه الكبير الذي طالما سهر الليالي يفكر كيف يحققه وهاهو بجانب ميسون ، ولم ينام قرير العين ومليء الجفون إلا في صباح اليوم الثاني من عرسه؛؛ بعد أن سهرا ليلة العرس التي لاتنسى حتى الصباح ؛؛
مرت الايام والشهود وانتهت سنة كاملة ولم تظهر علامات الحمل،
لم يكن سمير يفكر بذلك ولكن ميسون متلهفة ان يكون لها طفل من محبوبها سمير!طلبت منه ان يذهب بها الى الطبيب المختص لاجراء الفحص عليها ، حاول معها لتاجيل ذلك لوقت اخر ليتمتعا معا في هذه الايام دون مسؤولية تربية الاطفال ،
- المستقبل والايام الكثيرة امامنا يا حبيبتي،
- الايام تجري ولاندري ماذا يخبأ لنا الدهر ؟ واصرت على طلبهابضرورة اجراء الفحوصات عليهما ؛واخيراً وافق على اجراء الفحوصات عليها ، وكانت النتيجة بانها سليمة ، كما انه خضع للفحوصات وكانت النتيجة سليم ايضاً ولايوجد مانع من الانجاب؛
مرت السنة الثانية والثالثة ولم يرزقا بطفل ، اجريا الفحوصات
في العاصمة عند اشهر الاطباء وكانت النتيجة نفسها عدم وجود أي موانع للانجاب لدى الطرفين، والامر راجع لرب العالمين ..
ميسون غير مستقرة وتريد أن يكون اطفال الى سمير حتى لوكان ذلك من غير زوجه ، المهم ان يكون له اطفال، وتعتقد انها السبب في حرمانه ؛أخذت تفكريوميا بكيفية تحقيق هذا الامر ؛ وسمير لم يفكر في الاطفال وهو قانع بقسمته ؛
في احد الايام جاءتها فكرة بان تطلب من سمير ان يتزوح بزوجة ثانية عسى ان يرزقا بطفل ،استغرب من طلبها وافهمها بان ذلك لايمكن ابداً لسبب انه لايريد طفلا من غير محبوبته الغالية ،
-لابد من ذلك .؛؛ لانني لاارغب أن تكون محروماً من الأولاد واكون انا السبب؛
- انتِ لاذنب لكِ بذلك ، واذا كان الامر لي فاني لااريد ؛
- ان حبي لَكَ يوجب عليَّ ان اختار لكَ زوجة يرزقنا الله طفلاً منها
- اجزم لكِ انكِ لاتتحملين ان تكون لي زوجة اخرى غيرك ؛ ، وانا لااريد لك العذاب ؛
- لابد من ذلك ؛؛
- اذا كانت هذه رغبتك ؛ فانت اختاري الزوجة الملائمه والتي توافقين عليها ..
اختارت له فتاة جميلة جداً، واصغر منها ومن سميربسنوات !
وزفت العروس الى سمير، وميسون يبدوعليها أنها في غاية الفرح الى أن وصلت العروس الى غرفتها ؛وحان موعد دخول العريس سمير ، وعندما دخل و غلق الباب عليه ، لم تتحمل ميسون المشهد ؛ سقطت مغشياً عليها من شدة الصدمة ،نقلت الى غرفتها وهي فاقدة الوعي؛؛ في الصباح الباكر عرف سمير الخبر ذهب لها مسرعاً وجدها منهارة تماماً؛؛بعد الفحص الطبي عليها تبين انها في حالة انهيار عصبي ، تستوجب الراحة وابعادها عن موقع الحدث ، وهكذا ذهبت الى دار والدها ، وسمير يزورها صباحا ومساءاً ،
الى ان تحسنت صحتها تدريجياً عادت الى بيتها ، ورضخت للامرالواقع الذي صنعته بيدها ، ومن اول شهر بانت على الزوجة الثانية علامات الحمل ،اخذت ميسون مسؤولية رعايتها والقيام باعمال البيت نيابةً عنها ، وخصوصاً ايام شدة الوحام وبعدها استقرت الامور الى ان جاء يوم موعد ولادتها ، تم نقلها الى المستشفى ، وبعد الفحص الطبي عليها ،تبين صعوبة ولادتها ،قررالطبيب اجراء عملية بالسرعة الممكنة لوجود خطورة عليها وعلى الطفل ؛تم اجراء العملية و ولدت غلاما جميلاًالا ان والدته توفيت اثناء العملية ؛حزن سمير عليها كونها انسانة طيبة تعاملت مع ميسون معاملة كلها ادب واحترام ومودة ولم يحصل خلاف في البيت طيلة وجودها ؛؛تم تسليم الطفل (نعيم ) الى ميسون ، لرعايته وتربيته؛ قامت ميسون بارضاع نعيم بالحليب الاصطناعي ، وسهرت الليالي،وسمير يناديها أم نعيم وهم سعداء جداً بالطفل نعيم
الى ان بلغ من العمر اكثر من سنتين ، وبينما هو في باب دارهم المقابلة للشط ( النهر الكبير) مع والدته ميسون يلعب بالكرة،ركض وراء الكرة التي تدحرجت باتجاه الشط وميسون لاهية عنه وبسرعة البرق انزلق نعيم في الشط ،واخذته مياه الشط ،واختفى ولم يظهر الا بعد ايام وجدوه ميتاً طافيا على الشاطىء ؛؛
فقد سمير صوابه واخذ يضرب على رأسه وعلى صدره ومزق ثيابه وهو يصيح نعيم نعيم ؛؛اما ميسون فانها اصبحت كالمجنونه تلطم على صدرها المكشوف وتخرط وجهها في اصابع يديها بحيث ادمت وجهها وتصيح كذلك نعيم نعيم ؛؛ونعيم بين يديهما ، اخذه الجيران منهم وتم دفنه ، وبقي سميروزوجته ميسون يبكون مع كل شخص يحضرلمواساتهم؛ وابكوا الناس عليهم ؛ مرت الايام والشهور وميسون طريحة الفراش ،لاتستطيع القيام
للضعف الذي اصابها بسبب موت نعيم ..
وفي يوم من الايام اشتكت من دوار في رأسها ، ونفسها غير مستقرة ، وتتقيء كثيراً، كما فقدت الشهية للاكل ، عدا الاشياء
الحامضة ، وبعد عرضها على الطبيب ، ظهرت نتيجة الفحص بانها حامل ؛؛وهذه النتيجة خفف من حزنهما وانشغل سمير بالعناية
بها الى أن ولدت غلاماً جميلا ، وهبه الله لهم بدلا من نعيم الذي كان موته سبباً لشقائهم وحزنهم المستمر؛وبمرور الايام والسنين ولدت ميسون اربعة اولاد وثلاث بنات ، ضاقت الداربهم ،وفي احد الايام تعرض سمير الى مرض مفاجيء ؛ لم يستمر طويلا انتقل الى رحمة الله؛واجهت ميسون صعوبة في معيشتهم لان الراتب التقاعدي الذي كان يتقاضاه سميرلايكفي لها اكثر من عشرة ايام ؛
تكفل والد سمير بمعيشتهم ، وعاشوا في رعاية جدهم مدة من الزمن ، الى ان وافاه الاجل وترك امواله واملاكه الى اولاد سمير وعاشوا مع والدتهم ام نعيم بفرح وسرور،وهي لم تنسى نعيم، بالرغم من كثرة اولادها؛؛
0 comments:
إرسال تعليق