أزمات حقيقية طاحنة نعيشها فى عصرنا الحالي وقد أصابت معظم شعوبنا العربية، وإنتشرت فى المجتمعات كإنتشار الأمراض الفتاكة القاتلة . وقد تختلف الأراء ولا تتوحد حول هذه الأزمات التى نعيشها ؛ هل هى أزمات سياسية ؛ ام أزمات إقتصادية ؛ أم ازمات إجتماعية ، .إلخ
الا أننى أختلف من وجهة نظرى عن تلك الأراء والأفكار : وأجزم بأن أزماتنا الحالية بكل أنواعها وبمختلف أشكالها ما هى الا أزمة تعليم في وقت انتصر فيه الجهل ؛ وهذه الأزمة تفرعت منها كل الأزمات بمختلف أنواعها ؛ وتسببت فى إنتشار سلوكيات سيئة أصبحت ظواهر مجتمعية ثابتة ؛ ومألوفة للجميع من فساد وغش وكذب ونفاق وخمول وكسل وجمود للفكر ؛ إلخ .
فالجهل هو الاساس والاصل في كل الازمات والمصائب التي تقع او ان توشك ان تقع في اي أمة، والجهل هو الاصل في الانحراف والجريمة والانحلال في الاخلاق والاضطهاد والاستبداد والانغلاق والفساد، فهو كل شيء يضر بمصلحة المجتمع والانسان والمصلحة الوطنية والمصلحة العامة، لانه يجعل عقل الانسان منغلقاً ومطموساً عن الصواب فلا يمكنه استيعاب اي فكرة جديدة ولا مرونة بالتعامل والتواصل.
وبالتأكيد يتأثر الإنسان في الحياة بالكثير من الأمور التي تساهم في تشكيل مداركه وتكوين معارفه حول الحياة ولعل أكثر ما يعوق الانسان عن رحلته المعرفية والإنسياق وراء أفكار غير سوية هو الجهل مما ينتج عنه وقوع الكثير من المشاكل والأضرار ،ولعل أخطرها قتل منابع الابداع واسلوب النقد وآليات التفكير لان الجاهل لا يؤمن الا بما يقتنع به واعتاد عليه، فالجهل هو العدو اللدود للعلم والثقافة والوعي والادراك السليم .
وأختم بقول الدكتور مصطفى محمود - رحمه الله ” والشرق العربي الآن بكل ما فيه من جهلٍ وكسل هو كافرٌ بأوليات كتابه ودينه، فلا هو يقرأ ولا هو يتعلم ولا هو يعمل، وبدل العلم والعمل، لا نرى حولنا إلا الجهل والكسل، وكل واحد يتصور أنه من أهل الجنَّة لمجرد أن اسمه في بطاقة تحقيق الشخصية محمد، وأنه مسلمٌ بالوراثة وأنه يقتني مصحفاً، وينسى أن أول كلمة في القرآن هي (إقرأ) وأنه لا يقرأ، وأن الله يقول (اعملوا فسَيرى الله عَملكم) وأنه لا يعمل وإنما يتمدد على المقاهي ويتثاءب، بل إن العالم الغربي الأوروبي بما فيه من علم وعمل، ودأب ونشاط خلاق هو أقرب لجوهر الإسلام وهذا القرآن من هذا الشرق الكسول المتخاذل الغارق لأذنيه في الجهل المزري.. علينا أن نفهم القرآن قبل أن ندعي أننا من أهل القرآن”
0 comments:
إرسال تعليق