منذ يوم الجمعة الماضي الموافق تاريخ 15 \ 11 \ 2019 ؛اندلعت في ايران تظاهرات غاضبة بسبب قرار الحكومة الايرانية بصعود اسعار البانزين للمركبات الى 3000 تومان لسعر اللتر الواحد اي ان الارتفاع لسعر البانزين هو ما يعادل 50 % عن السعر السابق وهذا له تأثير سلبي كبير على الاقتصاد الايراني
لذا السبب لا يكمن في ارتفاع اسعار البانزين فقط انما هناك عدة اسباب واهمها هو ان هذا الارتفاع من سعر البانزين يؤدي الى ارتفاع اسعار المواد الغذائية وكافة المواد الاستهلاكية الاقتصادية في ايران وخصوصا ان ايران تعاني من الحصار الاقتصادي الدولي الذي فرضته امريكا وأوربا عليها وخصوصا الفترة الاخيرة عندما قرر مجلس الأمن الدولي بحصار اقتصادي مشدد على ايران
وكانت تلك العقوبات الدولية لها تأثير اقتصادي صعب وحرج على ايران وزاد هذا الامر توتر عندما طلبت امريكا من العراق وتركيا انقطاع التبادل التجاري مع ايران مما شكل له تأثير كبير في العملية الصناعية والتجارية في ايران وخصوصا مصانع تكرير النفط والبانزين ومشتقاته بحيث لم تكن هناك قيمة اقتصادية لأنتعاش الصناعات النفطية والاقتصادية وليس هناك تمويل مالي كبير لها
مما اضطرت ايران لآرتفاع سعر البانزين كضريبة مالية من المواطن الأيراني لتمويل العجز الاقتصادي فيها
ولكن هذا ليس حلا لأنه في المقابل سيؤثر على ارتفاع الاسعار للقيمة الاقتصادية في ايران ويؤدي الى ازمة اقتصادية كبيرة وانهيار اقتصادي ايراني لا تحمد عقباه
مما ادى غضب الشعب الايراني وخروجة بثورة عارمة عمت البلاد في العاصمة الايرانية طهران وكذلك في مدينة بيرمجان ومشهد وبندر عباس والاهواز وعبادان وخرماشهر والى 53 مدينة ايرانية
واشعلت النيران في الشوارع واحرقت مراكز للشرطة واحرقت صور كثيرة للمرشد الديني علي خامنثي في عدة مدن ايرانية واوقفت سياراتها في الشوارع وتركتها في الشوارع واقفه من اجل قطع حركة السير في ايران
ورددوا هتافات لا عراق ولا سورية ولا لبنان نريد اقتصاد البلد
ويقصدون بهذه الهتافات الدعم الايراني للمليشيات والاحزاب العراقية والسورية واللبنانية المساندة والمتحالفة مع ايران بما في ذلك الحرس الثوري الايراني
مما اضطرت الحكومة الايرانية استخدام القوة ضد المتظاهرين حيث لم تكتفي ب الغاز المسيل للدموع ورشف المياه بقوة بل استخدمت السلاح الحي وضرب اطلاقات نارية مما ادى الى مقتل ما يقارب اكثر من خمسين شخص وجرح المئات من الشعب الايراني المنتفض الى الأن
ورغم الغضب الشعبي الايراني لم تستسلم الحكومة الايرانية ولم تتراجع عن قرار ارتفاع سعر البانزين وصرحت ان هؤلاء الثوار هم عصابات مندسين من اعداء خارجين ولا يمثلون ايران
كما نددت الحكومة الايرانية امريكا واعتبرتها محرضة على ايران لتوتر الازمة في ايران وذلك بعدما صرح ترامب ان على ايران تنفيذ متطلبات الشعب الايراني وعدم استخدام القوة ضد شعبها وصرحت ان هذا العمل غير انساني
لذا كان تصريح ترامب شعور غضب من قبل حكومة ايران
وان ايران نست او تناست ان كل دوله من دول العالم لم تضع يدها بيد امريكا يكون مصيرها الخراب والتدمير وخير دليل ما حصل في العراق وسقوط نظام صدام ليس من باب حب امريكا للعراق للتخلص من الحكم الدكتاتوري الصدامي ولكن بسبب سياسة صدام العدائية الى امريكا وكما هو الحال في سوريا واي دوله في العالم تعادي امريكا ومن حالفها يكون مصيرها الخراب والحروب والدمار والتأخر العلمي والثقافي والانهيار الاقتصادي للبلد
وتلاحظ ان دول الخليج الامارات والسعودية وقطر وسلطنة عمان والبحرين والكويت تعيش بسلام ورفاهية وتقدم وتطور وانتعاش اقتصادي مالي كبير وعملة قوية قياسا ب الدولار الامريكي وجواز سفر معترف به عالميا لأنها وضعت يدها بيد امريكا ومن حالفها
وهذا السياسة غير معيبة ما دامت تجعل شعوبها تعيش برفاهية وتقدم وبناء وزهو وكفانا متشبثين وسائرين على نظرية المؤامرة والعداء والانقطاع بين الدول المتقدمة امريكا ومن حالفها لأن نظرية المؤامرة لم تجلب لنا سوى الدمار والحروب والانهيار الاقتصادي والتخلف والضحية هو الشعب المسكين المظلوم
0 comments:
إرسال تعليق