في وقت تتزاحم فيه المشاكل الإجتماعية وتتكاثر بين مختلف طبقات المجتمع بسبب غياب القدوة الحسنة التي تنير لنا الطريق في كيفية معالجة القضايا المطروحة أمامنا والتي يشترك فيها الإبن مع أبيه والزوج مع زوجته والصديق مع صديقه والجار مع جاره.
في ظل هذه المشكلات وتفاقمها يزداد يقيننا اننا نجهل الكثير من سيرة قدوتنا وأسوتنا رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم قال ربنا:
"لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا "
كثيراً هي رسائل الماجستير والدكتوراه والمؤلفات التى تتحدث عن الأخلاق والتعديل والتوجيه كتابةً وتنظيراً فقط أما التطبيق العملي فهو من الصعوبة بمكان وربما من الكاتب نفسه ، لكن لو نظرنا إلى القرآن الكريم الدستور الرباني لوجدنا النبي صلى الله عليه وسلم هو الجانب العملي التطبيقي للقرآن الكريم من خلال تحركاته اليومية وصدقت أمنا عائشة رضي الله عنها حينما سئلت عن أخلاق حضرة النبي صلى الله عليه وسلم فلم تقل العفو ولا الصلاة ولا نصرة المظلوم لكن ردها كان شافياً حيث قالت " كان قرآناً يمشي على الأرض" ومعناه أن حياة النبي كانت ترجمة لكلام الله العلي.
لعلك تعجب قارئنا المحترم عندما أقول لك حضرة النبي صلى الله عليه وسلم لم يجلس مع صحابته ليقول لهم إن شروط الطهارة كذا وشروط صحة الصلاة كذا وأركانها كذا ومبطلاتها كذا وكذلك باقي العبادات ، لكنه كان يصلي أمامهم وبهم أسوة وقدوة لهم ويقول "صلوا كما رأيتموني أصلي ".
وفي الحج أدى الفريضة أمامهم أسوة وقدوة وقال "خذوا عني مناسككم"
وحكت زوجاته أمهات المؤمنين حياته معهن " كان في بيته في مهنة أهله يرقع ثوبه ويحلب شاته ويخصف نعله ..."أسوة وقدوة
مع جيرانه مع خادمه مع صديقه مع الأطفال حتى مع عدوه كان أسوة وقدوة
لم يميز أحداً من أهله على أحد من المؤمنين بل كان يحذرهم " يا عباس عم النبي ياصفية عمة النبي يا فاطمة بنت محمد اعملوا فلن أغني عنكم من الله شيئاً ..." أسوة وقدوة لكل حاكم ورئيس وإمام وولي أمر.
القدوة: هي ما نفتقده ايها الأحبة كيف يليق بالرجل أن يوصي ابنه بحسن معاملة زوجته وهو لا يحسن معاملة زوجته التي هي أم ابنه أين القدوة.
كيف يليق بالأب ان يعاقب ابنه على شرب الدخان وهو من رباه على شراء الدخان له سنوات طويلة.
كيف يليق بالأب ان يجلس في بيته ويعاتب ابنه على التكاسل عن الصلاة وهو لا يصلي.
كيف يليق برئيس العمل أن يأمر مرؤسية باتقان العمل بينما هو متسرب من عمله غير محافظ عليه.
كيف يليق بالأم أن تجتهد وتأمر ابنتها بأشياء هي نفسها لا تفعلها.
كيف يليق بإمام المسجد أن يتكلم عن الصبر أو الصلة أو الميراث وقد وقع فيها ولا ينفذها.
القدوات الصالحة الناصحة ياسادة هي ما نحتاج إليه وهي من أهم محاسن الدين التى اوصى بها وإن أول هذه القدوات وأولاها في المقدمة هو سيد الخلق وحبيب الحق حضرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
بدلاً من معرفة أبنائنا تفاصيل حياة اللاعبين والممثلين علموا أولادكم حب النبي وآله.
فما أحوجنا إلى قراءة سيرته العطرة وتعطير حياتنا وحل مشكلاتنا باقتدائنا وأسوتنا برسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم.
*كاتب المقال
كاتب مصرى
وإمام وخطيب بأوقاف الدقهلية
0 comments:
إرسال تعليق