• اخر الاخبار

    الجمعة، 1 مارس 2019

    الأديب عبد الفضيل السروى يكتب عن : الفرملة الذاتية


    الأديب عبد الفضيل السروى



    حين تكون مندفعا تقل قدرتك على التحكم والسيطرة على نفسك مع السرعة  يخف الوزن صناع المركبات اخترعوا نظام الفرامل وهو نظام هندسي كبير ومعقد ليس هو موضوع هذا المقال كل مركبه لها  نظامها: الدراجة الهوائية لها نظامها الخاص بها وحتى نصل للطائرة وسفن الفضاء أما موضوع المقال فهو الفرملة البشرية الذاتية الفرامل التي يستخدمها الإنسان ليفرمل أو يكبح  جِماح نفسه جاءت فكرة المقال حي سمعت هذه الحكاية  من صديق أنأ متأكد من صدقه كان صديقي هذا له صديق قاضى اسمه فايز منصور يعمل فى محكمة النقض وه
    ى محكمة  تضم شيوخ و صفوة القضاة فى مصر خرج الرجل لمعاش وجد فايز بيه نفسه دون سعى أو حتى حلم  يقسم اليمن الدستورية محافظا لمحافظة ساحلية ذهب صديقي ليهنئه وجده غير مبتهج تلقى التهنئة بفتور لاحظ صديقة فتوره قال له البيئة بالنسبة لى جديدة واحتاج لفترة لتعرف عليها وفترة أطول للتَكَيّف مع مثل هذا الكرسي وراء هذا الكرسي غير آمن زميل لنا كان محافظ للجيزة ليتحول من وزير إلى سقط المتاع مجرد رقم فى عنبر  فى السجن ومن نفس الكرسي خرج أخر خريج كلية القصر العيني كان رئيس لاتحاد طلاب مص  كان ينبئ بمستقل واعد هذا الثاني بالذات  سمعت منه محاضرة فى منظمة الشباب قبيل إغلاقها كانت المحاضرة عن أهمية العدالة الإجتماعيه كان يحاضر  وكأنة ملاك نقى تحول من محافظ إلى سجين  لا يستحق أن يناديه الشاويش باسمة يناديه الشاويش بكلمة نمرة فالشاويش ليس ملزم بأن يحفظ أسماء المساجين إنهم مجرد أرقام وعهدة وكلمة رقم الانجليزية أصبحت نمرة وهكذا يخاطب السجين أنت يا نمرة وهذا ليس انتهاك لآدميته إنه بالفعل مجرد رقم حتى لو كان وزير سابق أو ملك سابق الشاويش عطية قبل أن ينام  لابد أن يتأكد أن عهدته  سليمة حتى يستطيع أن ينام ملء جفونه ويضحك ملء شدقية ويكشف عن أسنانه النضيدة
    عده شهور اتصل  صديقي   بصديقة  الحكاية والرواية والسلام والتحيات ما ذا تفعل إنا فى انتظارك لنعلب لنلعب دور طاولة هل تحول ديون المحافظة إل مقهى أنا فى انتظارك ضروى فى بيتي  ظن صديقي ان صديقة هناك أمر ما غير طبيعي  ومثل هذا النداء من صديقه كأنة أمر واجب فذهب إيه سريعا وجد فى بيته يرتدى روب فى بلكون بيته الواسعة  التي تطل على شارع رئيسي وتواجه محل  محل فلافل استقبل المحافظ صديقه بحفاوة زائدة سأل هل أخذت أجازة ضحك الرجل ألا تعلم أنى أخذت أجازة طويلة لقد تقدمت باستقالتي وتركت الكرسي لأصحابه فهو لا يخصني كيف كان ذلك جلس صديقي على كرسي البامبو وهو غير مستوعب المفاجأة غير مألوف فى مصر أن يقدم وزير أو محافظ استقالته نادي الرجل على حفيدته هات الطاولة وقف الأستاذ فايز ونظر من البلكونة ونادي يا سمير خرج سمير من محل الفلافل حرك الأستاذ فايز يديه كممثل بانتو مايم كان الصديق الزائر مأخوذا من هو ل المفاجأة! كيف حدث هذا قال عليك أن تنظر سوف احكي لك الموضوع بالتفضيل الممل مع الشاي فتح الطاولة و امسك بأوراقها وألقى الزهر  وقال هيا للجد  ما كاد صديقي يستعد حتى سمع طرق على الباب قام الأستاذ فتح الباب وعاد  ومعه سمير  صاحب محل الفلافل يحمل  صينية  عليها سندوتشات ساخنة وسلطانية طرشي ضحك فايز وقال هذا أكل لا يقاوم أكل الرجلين بشهية كشهية الشباب قال فايز لم احتاج لوقت طويل لاكتشف أن هذا المكان ليس مكاني وأن غيري أولى وأكفأ، تملكني القلق وها جس أنى  سأدخل السحن وكان يطوف بخاطري صورة  فلان وهو يركب عربة الترحيلات قاتل الله من التقط هذه الصورة كانت عيون الرجل منطفئة ونظراته متوسلة وأعراض الشيخوخة  تسيطر عليه عدة أيام زادت هواجسي حتى فكرت أن أذهب لطبيب حتى كان ذات ليلة لا تنسى  صليت الفجر وعدت وفى منامي    زارني قطري بن الفجاءة فى منامي تسأل من قطري هذا ؟ أنه ليس صديقك ولكن صديقي واعتز بصدقاته شاعر وسياسي معارض وخطيب والأهم عندي  أن الله أعطاه الحُكْم لابد من وقفة متأنية  الحُكْم هنا لا تعنى السلطة مثل محافظ أو وزير ولكن تعنى القدرة على التفكير الصائب الحكيم باختصار رجل رجل حكيم كان كان قطري  أسير لمبادئه وقناعته لم يتخل عنها ورفض عرض الحجاج بن يوسف الثقفي كما رفض طومان عرض سليم ابن عثمان التركي جاءني قطر يركب حصان ومعه سيف ولكنه يرتدى روب محامى وقف أمامي وكأن بي أجلس على منصة  القضاء رفع السيف فوق رأسي وقال أحذرك يا فايز
    ومن لا يتعظ يسأم ويهرم وتسلمه المنون إلى انقطاع
    وما للمرء خير فى  حياة إذا ما عد من سقط المتاع.
    قمت  فى الصباح وكتبت  استقالتي وتركت مخاوفي وقلقي على كرسي المحافظ كان فايز يتحدث وجهه يفيض بشر ثم يسأل رأيك في السندوتش مثل مثل هذا السندوتش بفلافله الساخنة فى السجن حلم صعب المنال ماذا كن يريد اللصوص الذين دخلوا السجن من أجل  الملايين هؤلاء الذين نهبوا الملاين لم يكنوا فى  حاجة إلا لملء المعدة وهى فى حجم البرتقالة يملأها عدة أرغفة صغيرة وزجاجة ماء يحتاج الإنسان العاقل  إلى فرملة ذاتية صنفان من الرجال يحتاجون لمثل هذه الفرملة
    الأول زِئر النساء: الذي قع فى أسر الجنس الحسي وليس الذي يعشق جمال المرأة فالمرأة أجمل الكائنات  ذ ذات مرة  جاءت أمامي قضية عن رجل كان يمارس  الجنس انثنين قال  فايز هذا المخبول كمن يريد أن يأكل  فيضع إمامة  طبقين كبيرين أحدهما ممتلئ باللحمة وبجوار زجاجة  نبيذ وطبق ثاني مملتىء  بالسمك وبجوا زجاجة كولا  فيأكل ولا يتذوق كخنزير زير النساء تكفيه زوجة أو أنثى واحدة وآلاف الرجال قضوا كل عمرهم  مع زوجة واحدة وسار حياتهم  سيرا  طبيعيا
    أما الصنف الثاني من الرجال فهو البخيل الشره للمال
    خرج علينا حسنى مبارك وهو فى أول  عهده وقال ليس للكفن جيوب القول شائع ومعرف لكن حين يصدر من رئيس الجمهورية  فهذا يعنى أنه ر جل عاقل وحكيم أن لا داعي أن يمد الرجل يده إلى مال حرام كان حسنى مبارك يكفيه أن يؤمن مستقبلة وزجته لدى المصر رين قناعة  أن حسنى مبارك نهب و مال أكثر مما  يحتاج وكان الرجل فى حاجة إلى يفرمل نفسه قبل أن يغوص فى الوحل ولكنه لم يفعل.

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الأديب عبد الفضيل السروى يكتب عن : الفرملة الذاتية Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top