حوار: حسين الحانوتى
من عمق الريف المصري خرج العظماء الذين اثروا الحياه بكل مظاهر الازدهارالعلمي في كل المجالات ..في الطب .. وفي الاقتصاد والاجتماع والسياسة في كل من تلك المجالات تجد النوابغ من اصل الريف المصري وان بحثت عن بداياتهم لوجدت عجبا.. فكيف في تلك الايام وخلال المعيشه الصعبه في كل شي يستطيع اي من هؤلاء ان يحدد هدفا ويصل اليه رغم الفقر وصعوبة التنقل وصعوبة الحصول علي المعلومه ..واليوم وبدون اطاله كان لقاؤنا وحبه من حبات سبحة الزمن الجميل في قراءة القران الكريم زمن العظماء الذين جابوا الارض شرقا وغربا مرتلين كتابه علي اسماع كل جنسيات العالم من بعرف اللغه التي انزل بها ومن لا يعرفها. والغريب في الامر وعن لسان فضيلته انه من يسمع القران وحتي لم يفهمه او يفهم لغته تنزل عليه سكينه من الله في تغير ملامح وجهه وتهدأ نفسه وتستقر سريرته..
اليوم مع قارئ جاب الارض شرقا وغربا ووقع في دفتر عظماء ومشاهير قراء مصر والعالم الاسلامي واثبت اسمه في تاريخ القراءه وقرأ جنبا الي جنب في معظم حفلاته مع اشهرهم فقرأ مع الشيخ مصطفي اسماعيل القدوه الاولي لفضيلته التي تاثر بقراته والشيخ حمدي الزامل الذي نهج مدرسته والشيخ شكري البرعي الذي تاثر ايضا بقرأته
انه فضيلة القارئ محمد السيد ضيف علم من اعلام القراء في العالم ..في بيته المتواضع كان اللقاء وحسن الاستقبال و حلاوة وفكاهة الكلام والحديت الشيق..ولد في قرية طناح فقيرا مدقعا لكن فضل والده رغم الفقر ان يكون لولده شأن بالقران.. فاخذه الي كتاب القريه.. وقبل ان يتم الثانية عشره ختم القران عن ظهر قلب علي يد محفظي كتاب قريته الشيخ عبد العاطي والشيخ رزق الحسيني الذين وجدوا فيه الموهبه من اتقان في مخارج الحروف و حلاوة في الصوت وطول في النفس وتلك مميزات القارئ المتمكن ..فذهب الشيخ ليجمع علم القرآت والتجويد رغم صغر سنه الي قرية ويش الحجر التي تبعد عشرون كيلو متر عن قريته ورغم قلة ذات اليد وصعوبة المواصلات صمم فضيلته علي استكمال المسيره وفي خلال عامين قد الم واتم علوم القرأت السبع واجازوا له التجويد وكيف لا وكل من الشيخ عبدالله البلتاجي والشيخ محمد الجمل هم رموز المنطقه في علوم القران رغم تفضيلهم معيشة القري بمشاقها وتعبها.. وقد تتلمذ علي ايديهما مشاهير وعلماء واجازوا لهم القراءه
انطلق الشيخ محمد السيد ضيف ليظهر نجمه وسط كوكبه من المشاهير ذلك الوقت واثبت كفاءه في القراءه واثني عليه مشاهير ذلك الزمن الجميل وتوقعوا له شهرة واسعه فقد اصبح من مشاهير المقرئين في قريته والقري المجاوره واصبح نادرا ما يتم دعوة اي قارئ غريب نظرا لوجوده وكفائته وتمكنه في حفلات العزاء بناحية محافظته
دخل امتحان وزارة الاوقاف واجازه بامتياز واصبح مبعوثا ضمن بعثاتها لدول العالم فسافر في سن 22 عاما جنبا ال جنب مع عظماء القراءه امثال الشيخ مصطفي اسماعيل والشيخ ابو العنين شعيشع والشيخ احمد محمد عامر وطاف معهم العالم من امريكا واستراليا وماليزيا وانجلترا فلقد طاف قارات العالم حاملا وتاليا لكتاب الله الذي تقبل دعوته في ظلمات الليل الحالك ان يكون من مشاهير حملة كتابه الكريم
وان يكون من الاغنياء بالقران بعد عذاب الفقر المدقع الذي عاشه ووالديه واخوته
قال عنه الراحل الشيخ الشعراوي انه الوحيد الذي جمع بين قراء الماضي والحاضر نظرا لتمكنه وحلاوة صوته وكان له شرف القراءه في عزاءه
يجمع تاريخه وتراثه علي حائط غرفته الخاصه كشرائط مسجله للحفلات التي قرئها اثناء صباه وشيخوخته ويعتز بمعظم حفلاته التي قرأها مع المشاهير.. وعن لسانه انها التراث الذي جمعه علي مدار عمره من تردده علي حفلات العزاء في مصر واثناء تجوابه العالم
اليوم بلغ اثنان وسبعون عاما وما زال يجوب الارض يصدح بكتاب الله علي مسامع مريديه ومحبيه وكيف لا وهو المحب لكتاب الله والتالي والذاكر حتي قبل ان يعتمد اذاعيافي عام 84 ..وهو الذي تمتد يده بالخير والمساعده لكل اهالي بلدته بل لاهالي المنطقه
ندعوا لفضيلته بالصحه وان يديم الله عليه محبة الناس وان يحفظه بحفظه
** نشر في الزمان المصري يوم 22 - 12 - 2017
0 comments:
إرسال تعليق