لا أكتب هذه الكلمات بمداد من
حروف ورموز ودلالات ... بقدر ما أكتبها بمزيج من ألم ودموع ومرارة ... فالفقيدة – رحمها
الله – لم تكن نموذجا عاديا ... بل واجهة مشرفة لقرية سلامون القماش ... وأقر منذ
البداية إننا سنظل لسنوات عديدة نفخر بها .. ونتمني لأبنائنا أن يسيروا علي دربها
ويقتدوا بتميزها ونجاحها وخلقها الجم ... عن الدكتورة هدي محمود الطلحاوي أتحدث ....
لن أتحدث عن الباحثة العالمة
الدكتورة هدي الطلحاوي عضو المجلس القومي للمرأة والمتخصصة في علم الاجتماع
السياسي وصاحبة الصولات والجولات في مجال العمل العام والمؤتمرات والأبحاث العلمية
الراقية المنشورة في أرقي الإصدارات العلمية المتخصصة ... بل أتحدث عن الزميلة
والإنسانة ...
لقد عرفتها عن قرب عندما تزاملنا
طيلة سني الدراسة في كلية الآداب – جامعة المنصورة في مراحل ( الليسانس – تمهيدي
الماجستير – الماجستير – الدكتوراه ) فعرفت فيها وبها أسمي معاني الطموح والنشاط
والإقبال علي الحياة ... وعلي الرغم من أنها كانت تكبرني بأشهر قلائل إلا أنها
كانت لي القدوة والمثل الأعلي علي المستوي العلمي والإنساني والخلقي ... لقد كانت
تؤمن بأن الإنسان لابد أن يملك حلما فيبذل من أجل تحقيقه الصبر والجهد والعمر ... وهذا
ما صنعته لنفسها وما تعلمناه منها .... لقد كانت شعلة علمية إنسانية متوهجة شديدة
الطموح والتفاؤل والإقبال علي الحياة ... شديدة الإيجابية تطمح دائما أن تنجز مهام
عديدة في أقل وقت ممكن فأثمر جهدها عن ثمرة بحثية راقية في مجال علم الاجتماع ... لعلها
كانت مدفوعة لذلك بشعور يقيني أن رحلة
حياتها ستكون قصيرة ...
ولم يقتصر عطاؤها علي جهدها
لنفسها بل منحت للمحيطين بها طاقات من أمل ورؤية فاعلة للمستقبل ...
كان المعجم الحياتي للدكتورة هدي
الطلحاوي يخلو من كلمة المستحيل ... بل أجزم أنها كانت تملك حلولا لكل ضائقة علمية
وإنسانية ... فعقلها الراجح وتعمقها في الدرس الاجتماعي والنفسي جعلها خبيرة في
علوم التنمية البشرية فلم تبخل علي غيرها بالنصح والتوجيه ... فكانت نموذجا فريدا ...
علميا وإنسانيا ...
وكما قال الشاعر : أحسن إلي الناس
تستعبد قلوبهم *** فطالما استعبد الإنسان إحسان
وقد أحسنت ... فاستحوذت علي
احترام الجميع
ولكن لله ما أعطي ... ولله ما أخذ
رحم الله الدكتورة هدي محمود
الطلحاوي الواجهة المشرفة لقرية سلامون القماش .. وألهمنا وألهم أسرتها ( د.محمود
البدراوي – وأ.هاجر ومريم البدراوي ) الصبر
والسلوان
إن فقدها حدث جلل ... سأظل أذكرها .. أختا فاضلة ... وزميلة عزيزة ...
وعالمة يشار إليها بالبنان ...
اللهم اغفر لها وارحمها ... وتغمدها
بعطفك وغفرانك .... وأسكنها فسيح جناتك ... واجعل كل حرف من علمها شفيعا لها يوم
القيامة .... وإنا لله ... وإنا إليه راجعون ...
0 comments:
إرسال تعليق