متابعات : حافظ الشاعر
يقول المحلل النفسي إسثير بيريل في تشخيصه للصمت العاطفي بين الأزواج “بعد فترة من الزمن، يصبح وقت الزوجيْن معاً أقل، (محادثات أقل، نوم أقل، ماديات أقل، وخصوصية أقل)”.
وسيكتشف الزوجان بعد تناسيهما لاحتياجاتهما والافتقاد لتواجدهما معاً، في ظل اهتمامهما بشؤون الأولاد، أن كدمات الحياة وصعوباتها قد تركت آثاراهما عليهما جسدياً ونفسياً، ولكن بعد فوات الأوان.
تصحّر عاطفي
من ناحيتها، أوضحت أخصائية الإرشاد النفسي والتربوي الدكتورة سامية جبري لـ “فوشيا” التفسير وراء هذه الفجوة بين الزوجيْن بالقول: “في زحمة اليوميات والتزاماتها الضاغطة عليهما وانشغالهما بشؤون أولادهما، ينسيان الأصوليات التي تستوجب من كليهما أن يمنحا أنفسهما بعضاً من الوقت ليُديما دوران عجلة الحميمية بينهما”.
ومن المأساة أن يحوّل هذا التراكم اليومي حياتهما إلى ما يشبه الطلاق العاطفي، إذ يعيشان في بيت واحد، ودون تواصل ولا تعبير عمّا ينتابهما من مشاعر، حسب قولها.
بالوعي والإرادة يكمن الحل
وترى جبري أن بداية الحل لهذه الفجوة بينهما، يتمثل بوعي الزوجيْن حقيقة مشكلتهما المتمثلة بفقدان الدفء والحرارة في علاقتهما، بدلاً من الاستعاضة عنها بالحديث عن المشاكل اليومية المتجددة والمتعلقة بشؤون أولادهما أكثر من شؤونهما.
فساعة واحدة في اليوم تكفي لإعادة شحن طاقتهما الداخلية، إذا أدركا جيداً مدى حاجتهما لإجازة قصيرة يتفرغان فيها لبعضهما، وتملأ حياتهما بالتشويق والألفة والمودة وتجديد الذكريات، إما بالسفر أو الذهاب إلى المكان الذي يحبّانه معاً، على أن يكون عندهما الإرادة للتنفيذ والخروج على الروتين اليومي وكأنه التزام عمل رسمي بعيداً عن أولادهما، كما قالت.
0 comments:
إرسال تعليق