المصدر-الزمان المصرى: حافظ الشاعر
صدر حديثاً عن منشورات المتوسط، مجموعة شعرية جديدة للشاعر المغربي عبد الرحيم الخصار، حملت عنوان: "عودة آدم".
الكتاب عبارة عن نصٍّ واحد مُطوَّل، نجتازُ عتبته وقد رُسِمت أمامنا جغرافيا اللَّحظة الأولى، شغف الاكتشاف الأول، ومصائر الإنسان الأشدّ ألماً في هذا العالم. عتبة الكتاب، هي كذلك جملة واحدة، للكاتب والفيلسوف الإنجليزي ألدوس هكسلي، لكنَّها تقول كلَّ شيء: "قد يكون هذا العالَمُ جحيمَ عالمٍ آخر" . بهذه الخلفية نشرعُ في تتبع خطى آدم ـ عبد الرحيم الخصار، على هذه الأرض، كما لو أنَّنا نقرأ سيرة ذاتية لآدم السّابق، الحالي واللاّحق. سيرةٌ تُمحى فيها الحدود بين الأزمنة والأمكنة، بين الأشياء المرئية وغير المرئية، بل إنَّها سيرةٌ تتبنَّى ضمير المتكلِّم، بصيغةِ المفرد، حين يعلن الخصار منذ السطر الأول:
أنا آدَمُ
أوَّلُ رجُلٍ على هَذِهِ الأرض
أوْمَأَ للشَّمس ونَادَاهَا باسمِها.
يمضي عبد الرحيم الخصار، في رصد تحوُّلات آدمِه، من خلال تفاصيل التَّيه، والوحدة، والبحث عن سببٍ يجعلُ لوجوده المتوتِّر معنىً. لكنَّ الشاعر سيتعمَّد الإجابة عن أسئلة آدم بإقحامِه في التجربة، يُحيله على مُساءلةِ كلَّ الموجودات، ومحاولةِ الإمساك بأيِّ شيءٍ، بأي حدسٍ، أو إحساسٍ، يجعله ينتبه لما فاته، ما يعيشه الآن، وما سيكون عليه في زمنٍ آخر، كأنَّنا بصدد مشاهدة شريطٍ سينمائي طويل، يقفزُ بين أعمار الإنسان، متكئاً على الذاكرة واختبار الألم. وكيفَ يمكننا اللَّعب في مساحةٍ محدودة، قبل أن "يطوي الزَّمَنُ هَذه الحَياةَ سَريعاً/ ويَضَعُها في صُندُوق".
سيتوقَّف "آدم" عند محطَّاتٍ بعينها، لا ليرتاحَ، بل ليضعنا أمام هولِ مأساةِ الوجود، حينَ تخرج من قاموسِه كلماتٌ على صلة بالحربِ، والقتلِ والمجازر الإنسانية وأنهار الدِّماء التي لا تزالُ تسيلُ منذ أول جريمةٍ إلى اليوم. لنقرأ:
عسيرةً
تخرجُ الكلمات
كأنَّ يداً تمتدُّ لتسحبها.
ونقرأ أيضاً:
كما لو أنِّي أمامَ راهبٍ
أُدلي باعترافي الأخير.
"عودةُ آدم" للشاعر المغربي عبد الرحيم الخصار هي خامسُ مجموعاته الشعرية، نصٌّ واحدٌ مطوَّل، كُتبَ بلغة رشيقةٍ، منتقاةٍ بذكاءِ حكيمٍ يرى العالم من عدَّةِ جهاتٍ، يصيرُ مجنوناً في مواضع شتَّى، دون أن يفقد بوصلته في اقتناصِ الشِّعري عبر ملحمةٍ تصبحُ فيها الأسطورةُ مثلها مثل أشياء عالمنا اليوم، متداخلةً مع تفاصيل اليومي، والهامشي في الحياة.
يقول عبد الرحيم:
لم أَجلِب مَاءً من بِئر
ولم أُوقِد نَاراً في غَابَة
فقط جَثَوتُ
أمامَ مِدفَأَةٍ مُعَطَّلَة
ورَجَوتُ الثُّلوجَ أنْ تَتَأخَّرَ قَليلاً
أو تَنزَاح مِن الطَّريق
إن كانَ ثمَّةَ طَريق
كي تَخرُجَ من كُوخِهَا الخشَبيّ
هَذِه الأيَّامُ البَردَانَة.
"عودة آدم" لعبد الرحيم الخصار مجموعة شعرية، صدرت ضمن سلسلة براءات التي تصدرها الدار وتنتصر فيها للشعر، والقصة القصيرة والنصوص، احتفاءً بهذه الأجناس الأدبية. جاءت المجموعة في 72 صفحة من القطع الوسط. وهي خامس مجموعات الشاعر الذي صدر له شعراً: "أخيراً وصل الشتاء" 2004. "أنظر وأكتفي بالنظر" 2007. "نيران صديقة" 2009. "بيت بعيد" 2013. وفي السرد واليوميات كتاب: "خريف فرجينيا، رحلات إلى أوروبا وأمريكا" 2017. وله عدد من المؤلفات المشتركة حول رموز الثقافة في المغرب والعالم العربي.
الكتاب عبارة عن نصٍّ واحد مُطوَّل، نجتازُ عتبته وقد رُسِمت أمامنا جغرافيا اللَّحظة الأولى، شغف الاكتشاف الأول، ومصائر الإنسان الأشدّ ألماً في هذا العالم. عتبة الكتاب، هي كذلك جملة واحدة، للكاتب والفيلسوف الإنجليزي ألدوس هكسلي، لكنَّها تقول كلَّ شيء: "قد يكون هذا العالَمُ جحيمَ عالمٍ آخر" . بهذه الخلفية نشرعُ في تتبع خطى آدم ـ عبد الرحيم الخصار، على هذه الأرض، كما لو أنَّنا نقرأ سيرة ذاتية لآدم السّابق، الحالي واللاّحق. سيرةٌ تُمحى فيها الحدود بين الأزمنة والأمكنة، بين الأشياء المرئية وغير المرئية، بل إنَّها سيرةٌ تتبنَّى ضمير المتكلِّم، بصيغةِ المفرد، حين يعلن الخصار منذ السطر الأول:
أنا آدَمُ
أوَّلُ رجُلٍ على هَذِهِ الأرض
أوْمَأَ للشَّمس ونَادَاهَا باسمِها.
يمضي عبد الرحيم الخصار، في رصد تحوُّلات آدمِه، من خلال تفاصيل التَّيه، والوحدة، والبحث عن سببٍ يجعلُ لوجوده المتوتِّر معنىً. لكنَّ الشاعر سيتعمَّد الإجابة عن أسئلة آدم بإقحامِه في التجربة، يُحيله على مُساءلةِ كلَّ الموجودات، ومحاولةِ الإمساك بأيِّ شيءٍ، بأي حدسٍ، أو إحساسٍ، يجعله ينتبه لما فاته، ما يعيشه الآن، وما سيكون عليه في زمنٍ آخر، كأنَّنا بصدد مشاهدة شريطٍ سينمائي طويل، يقفزُ بين أعمار الإنسان، متكئاً على الذاكرة واختبار الألم. وكيفَ يمكننا اللَّعب في مساحةٍ محدودة، قبل أن "يطوي الزَّمَنُ هَذه الحَياةَ سَريعاً/ ويَضَعُها في صُندُوق".
سيتوقَّف "آدم" عند محطَّاتٍ بعينها، لا ليرتاحَ، بل ليضعنا أمام هولِ مأساةِ الوجود، حينَ تخرج من قاموسِه كلماتٌ على صلة بالحربِ، والقتلِ والمجازر الإنسانية وأنهار الدِّماء التي لا تزالُ تسيلُ منذ أول جريمةٍ إلى اليوم. لنقرأ:
عسيرةً
تخرجُ الكلمات
كأنَّ يداً تمتدُّ لتسحبها.
ونقرأ أيضاً:
كما لو أنِّي أمامَ راهبٍ
أُدلي باعترافي الأخير.
"عودةُ آدم" للشاعر المغربي عبد الرحيم الخصار هي خامسُ مجموعاته الشعرية، نصٌّ واحدٌ مطوَّل، كُتبَ بلغة رشيقةٍ، منتقاةٍ بذكاءِ حكيمٍ يرى العالم من عدَّةِ جهاتٍ، يصيرُ مجنوناً في مواضع شتَّى، دون أن يفقد بوصلته في اقتناصِ الشِّعري عبر ملحمةٍ تصبحُ فيها الأسطورةُ مثلها مثل أشياء عالمنا اليوم، متداخلةً مع تفاصيل اليومي، والهامشي في الحياة.
يقول عبد الرحيم:
لم أَجلِب مَاءً من بِئر
ولم أُوقِد نَاراً في غَابَة
فقط جَثَوتُ
أمامَ مِدفَأَةٍ مُعَطَّلَة
ورَجَوتُ الثُّلوجَ أنْ تَتَأخَّرَ قَليلاً
أو تَنزَاح مِن الطَّريق
إن كانَ ثمَّةَ طَريق
كي تَخرُجَ من كُوخِهَا الخشَبيّ
هَذِه الأيَّامُ البَردَانَة.
"عودة آدم" لعبد الرحيم الخصار مجموعة شعرية، صدرت ضمن سلسلة براءات التي تصدرها الدار وتنتصر فيها للشعر، والقصة القصيرة والنصوص، احتفاءً بهذه الأجناس الأدبية. جاءت المجموعة في 72 صفحة من القطع الوسط. وهي خامس مجموعات الشاعر الذي صدر له شعراً: "أخيراً وصل الشتاء" 2004. "أنظر وأكتفي بالنظر" 2007. "نيران صديقة" 2009. "بيت بعيد" 2013. وفي السرد واليوميات كتاب: "خريف فرجينيا، رحلات إلى أوروبا وأمريكا" 2017. وله عدد من المؤلفات المشتركة حول رموز الثقافة في المغرب والعالم العربي.
المؤلف عبد الرحيم الخصار سيكون في جناح منشورات المتوسط رقم 56-A لتوقيع كتابه يوم السبت 10 فبراير 2018 – الساعة 4 مساءً.
0 comments:
إرسال تعليق