في بعض الأوراق القديمة
اصطدمت يدي فى صورة
صورة تحكي براءة وبركة
ملامحها نخلة ومشمشية وسنبلة
وسط الأشجار والزهور الكثيفة
تغرد الطيور وكأنها حية لا مرسومة
والأطفال تلعب بالكرة الشراب مبتهجة
ورائهم حقول القطن بالنحل منتشرة
وأنا الطفل هناك تحت الشجرة
كنت تلميذا في المرحلة الأولى
أجلس مستمتعا بجو القرية
مياه عزبة من النيل تجري
والصيادون يغرفون منه البلطي
والنساء تغسل كل حوائجها
وتحمل إحداهن الماء في الزلعة
والآخرة هناك على الحافة
تسقي الفجل والجرجير مع زوجها
وبعض الفلاحين يجلسون راحة
البراد والنار وكوب الشاي مع القلة
والمش بالقريشة معه فول وطعمية
والراكب والماشي يلقي سلام
وضحكات مرسومة على الدوام
وكأن الناس وقتها ملائكة
يمنع البرد أحضانهم الدافئة
ودون أن أدري تساقطت دمعتي
وتنهدت آه يازمن البراءة
رحلت مسرعا وتغيرت القرية
في ثوب جديد يسمونه المدنية
تعرت وصارت هباء كل الأشياء
0 comments:
إرسال تعليق