• اخر الاخبار

    الأربعاء، 30 يناير 2019

    حسن بخيت يكتب عن : " فوضى تعاطي المنشطات الجنسية لا توقفه المحاذير الطبيبة"



    ترددت كثيرا قبل كتابة هذه السطور ....لكن بعد ان فاق الامر كل احتمال ، قررت ان اكتب وأتطرق لموضوع المنشطات الجنسية في الوطن العربي حيث أثبتت الدراسات والأبحاث أن الشعوب العربية من أكثر شعوب العالم في استهلاك المنشطات الجنسية، ويعتبر السوق العربي أكثر الأسواق طلبا لها وأكبرها حجما في معدل مبيعاتها، حيث تجد الصيدليات والمراكز الطبية زاخرة بعدد كبير من تلك الأدوية والمنشطات الجنسية، بل وصل الأمر لوجودها داخل محلات البقالة والعطارة في بعض الدول العربية ، كما تجد رواجا بين جميع الفئات السنية ولا يقتصر تعاطي تلك المنشطات على جنس معين بل يستخدمها الكل بلا استثناء .
    " المنشطات الجنسية" منتج، مثل غيره، يحتاج في تسويقه إلى كثير من الدعاية والإعلان، خصوصا عبر شاشات الفضائيات ،والتى أصبحت الأن هى المصدر الأول في الإثارة والمتعة الجنسية ،بما تعرضه من إعلانات مستمرة حول المنشطات الجنسية وتنشر صور فتيات عاريات يتكلمن عن الجنس والمتعة وفاعلية المنشطات على الحياة الجنسية ،مما يتسبب في خدش الحياء ونشر الفواحش وإثارة الغرائز على مرأى ومسمع من أبنائنا ونسائنا، بينما يقف الجميع مكتوفى الأيدى لا يحركون ساكناً لإيقاف هذا الأفعال الفاضحة ،التى زادت واستفحلت وانتشرت حتى أصبحت فى كل بيت عبر قنوات الأفلام والمسلسلات وحتى قنوات الأطفال لم تسلم من سمومها، والثمن يدفعه المجتمع كله من أخلاقه التى باتت فى الحضيض.
    لا أريد أن أتطرق بالتفصيل للشاشات الفضائية وما تعرض من جرائم لاأخلاقية في حق المجتمع بكل فئاته ، لأن الكثير تكلم وكتب في هذا الأمر ، إنما سطوري اليوم تتطرق لنفس الموضوع ولكن في سياق أخر ، وهو المنشطات الجنسية ومواقع التواصل الإجتماعي ..
    خلال السنوات القليلة الماضية، بدأ عرض إعلانات المنشطات الجنسية عبر مواقع التواصل الإجتماعي وخاصة "الفيس بوك"لتأخذ منحنى أكثر جرأة، سواء في محتواها، أو طريقة عرضها، والتى تتميز بطابع غير احترافي في تقديمها .
    هذه النوعية من الإعلانات، تتميز باستخدام مجموعة محددة من الجمل، يتم تداولها فيما بينها، بالتبادل، مثل: "وداعا للضعف عند الرجال"، "وداعا للقذف المبكر ، " حجم أكبر وقوة أكثر ووقت أطول " وغيرها من عبارات الإثارة الجنسية ، وتركز في محتواها على استخدام المرأة، بالترويج لفكرة رضاء الزوجة، التي استخدم زوجها المنتج .
    ومازال ترويج الأدوية والمنشطات الجنسية عبر مواقع التواصل الإجتماعي وخاصة " الفيس بوك "، متزايد في الفترات الأخيرة، بالرغم من الأضرار الكارثية على الصحة التى تسببها تلك المنشطات لمستخدميها، حيث إن أغلبها يتم تـصنيعه في مصانع "بير سلم" أو يدخل إلى البلاد العربية مهربًا، كما أن إعلانات تلك المنشطات كثيرًا ما تحمل في طياتها إيحاءات جنسية واضحة، وأوهام وخيالات جنسية كاذبة ، وتعتمد شركات إنتاج المنشطات الجنسية في العالم، على الأفكار والكلمات الأكثر إباحية وإثارة في الترويج لمنتجاتها، ويبدوا أنهم يتسابقون في ذلك حتى يجذبوا الشباب العربي لمثل هذه المنتجات .
    " هوس المنشطات الجنسية" بدأ يغزو مواقع التواصل الإجتماعي وأصبح يسيطر علي عقل الرجل العربي بصفة عامة، بل أصبحت مصدرا للمجاملة.. فمن يملكها يملك السعادة.. لايعرفون انها أقصر الطرق إلى التعاسة الزوجية .. كما انها مصدر قلق على الاقتصاد العربي ..
    مجتمعنا العربي افتقد للعقل واصبح الرجال يسيرون خلف هاجسهم وعاطفتهم ويلهثون وراء غرائزهم وشهواتهم دون تحكيم العقل.. فالدول لعربية ينفق رجالها مليارات الدولارات على المنشطات الجنسية.. فيفقدون صحتهم واموالهم ويسعون وراء الوهم.. حيث انها تؤدى في النهاية إلى العجز وبالتالى تاخذنا إلى طريق الجريمة ..
    الإنسان مخلوق عاقل.. ميزه الله بالعقل عن سائر المخلوقات.. لكن إلى أى مدى الإنسان مخلوق عاقل؟..
    هل الإنسان "عقل" فقط أم أنه يخضع لمؤثرات تجعله لايتصرف دائما بعقله؟، فهناك انسان قد يفكر فى مشكلة ويساعده عقله فى حلها، وانسان آخر تستقطبه المشكلة، وبتفكيره يتبعها، وهناك انسان يسيطر على عقله الشك ، وآخر يسيطر عليه الجهل، وثالث يسيطر على عقله العلم أو القدوة والمؤثرات الاجتماعية ، وآخر تسيطر عليه شهوته وغريزته وهذا مانحن بصدده.. فحينما تسيطر الشهوة على العقل ، يصبح الإنسان أسيراً لها وعبدا.. يفعل كل الحيل والوسائل ليشبع شهوته وغريزته. ..ولذلك أصبحت المنشطات الجنسية بمختلف مسمياتها وسيلة لدى العقل التى تسيطر عليه الشهوة لإشباع غريزته جنسيا ..
    لدرجة أصبح حديث الشعب العربي الآن عن المنشطات الجنسية - مع تحفظي بعدم ذكر أسماء هذه المنشطات أو الشركات التى تروج لها ، ولا حتى الدول التى تصنعها " لدرجة أصابت الناس ب" هوس المنشطات الجنسية"..مما نتج عنه تغييب العقل وأدى إلى انتشار الجريمة على اختلاف أنواعها " قتل.. آداب.. تحرش.. خيانة ..نصب"، ناهيك عن إهدار مليارات الدولارات على المنشطات الجنسية، وأصبح مصدر بيعها لم يعد مقتصر على الصيدليات ومنافذها الرسمية ولكن لدى محلات ودكاكين البقالة والعطارة، وايضا عن طريق الإعلانات عبر الفضائيات، ومواقع التواصل الإجتماعي ، وافتقدنا لفكرة استشارة طبيب ، وأصبح هوس الجنس هو المسيطر الوحيد على العقل ..
    وكالعادة أنهى مفالي بطرح العديد من الأسئلة التي قد تختلف الآراء حولها من شخص إلى آخر، ومن هذه الأسئلة والمحاور مايلي ..
    -- هل يفسر ذلك الإقبال على المنشطات الجنسية بما يعانيه الرجل العربي من مشكلة الضعف الجنسي؟
    -- هل تناول المنشطات الجنسية للحاجة الماسة عند الرجل أم أنها للتباهي بالرجولة؟
    -- هل شعبية المنشطات الجنسية في الدول العربية يعود إلى الانغلاق الاجتماعي؟ او بسبب البرود في العلاقات العاطفية بين الزوجين؟
    -- هل تعتقد أن لضعف الثقافة الجنسية في الوطن العربي دور في ذلك؟
    -- هل تناولها بدون وصفات طبية معتمدة تؤدي إلى نتائج سلبية ؟
    إنتهى حديثي .... فهل تنتهي جريمة إعلانات المنشطات الجنسية عبر شاشات الفضائيات ومواقع التواصل الإجتماعي ؟
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: حسن بخيت يكتب عن : " فوضى تعاطي المنشطات الجنسية لا توقفه المحاذير الطبيبة" Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top