.تحكي
هذه الرواية عن فتاة في مقتبل شبابها تتعرف على شاب( هيداكي) في مكان عملها يكبرها
بعدة سنوات .بعد علاقة صداقة جميلة لمدة سنة والنصف يفاجئها برغبته لخطبة صديقة
لها في قسم اخر من الشركة، تصاب بالصدمة ولاترد على ذلك ودون ان تبدي غضبا او وقاحة من اي شكل،تعود
لبيتها لتظهر حزنها وبكائها ونحيبها طوال الليل وتعود للعمل مرهقة ومتعبة ،ذات
الوقت تفقد شهيتها للطعام لتنحل ويضعف جسمها ،تداوي جرحها بالنوم والكثير الكثير
من ساعات النوم،بعد شهر لاتحتمل وجودهما معا في الشكر تقدم استقالتها وتغادر
العمل،تستمر على عادة النوم هروبا من الواقع، في احد الصباحات تتلقى رسالة من شخص
يطلب منها ضرورة الاتصال به،تدقق بالاسم فيظهر انه خالها يبدو انها حين اشتكت من
حزنها لامها وعن تركها للعمل قد وصلت ذلك لخالها،
شخصية
الخال( ساتورو) كانت غير محببة لها شخصيته فيها شيء من السذاجة والضعف وقلة الثقة
والكثير من الفكاهة والمزاح،
بعد ان
تلقت الرسالة اتصلت به خشية غضب والدتها، اتضح انه يريد عليها ان تعمل معه في
مكتبة العائلة التي ورثها عن ابيه وعم جده ،لم تكن تلك الاجواء حيث الزبائن والكتب
اجواء محببة لها لكنها كانت مضطرة للموافقة لأنه يوفر سكن مجاني في القسم العلوي
منها كما انه يوفر عملا وبالتالي تحصل على مال
كافي للعيش.بالتالي حزمت اغراضها المهمة وسافرت الى البلدة الاخرى استقبلها
عمها في ذلك الشارع، ورحب بقدومها ثم اخذها الى تلك المكتبة التي تبيع الكتب
القديمة تقع وسط شارع خاص بالمكتبات .تعيش ( تاكاكو) في الطابق العلوي بعد ان ترتب
الكتب المخزونة وتهيأ مكانا للنوم،في الصباح تفتح باب المكتبة للزبائن عادة يتأخر ظهور الزبون الاولى الى ساعات
متأخرة من النهار وتغلقها ليلا لتعاود النوم،وفي يوم الاجازة تستسلم للنوم الطويل،
ذات مرة انتبه خالها الى عادة النوم وطلب منها ان تخرج معه وتتسلى بمقهى قريب منهم
هناك تعرفت الى العمال منهم فتاة تصغرى عمرا وشاب اخر( فيما بعد) اصبحت بينهم مودة
ومحبة وخطوبة)،وفي طريق رجوعهم للمكتبة
دار حديث حول علاقتها السابقة وطلب منها خالها ان تواجه مخاوفها وان ترد
وجها لوجه وان تفصح عما في داخلها بدلا من علاجه بالنوم الطويل .حين عادت الى
غرفتها في المكتبة لزمها الارق واخذت تفكر طويلا في ذلك الحديث وبالفعل يستقلان
سيارة ويذهبان الى ذلك الشاب حيث تجده مع خطيبته وتعبر هناك عن غضبها وعن مدى
استغلاله لها ،لتشعر بعد تلك الفضفضة بالراحة بعد تفريغ شحنات الغصة والحزن.
يشجعها
وجودها في المكتبة وعدم وجود الصحبة والفراغ في الجلوس بالمكتبة ان تختار كتابا
وتتسلى به لتصبح عادة قراءة الكتب شيئا
روتينيا بالنسبة لها بل انها اصبحت تنتقي كتابا دائما في حقيبتها، وتصبح من رواد
المقهى بحكم قربه من شارع المكتبات وهناك تتعرف على شاب كان يعيش قصة حب فاشلة.
في
الجانب الاخر من الرواية هناك حياة خالها
وزوجته حيث انهالاتنجب اطفالا وتعاني ضغطا نفسيا من ذلك دعتها تلك الظروف
ان تغادر المنزل فجأة وتترك المنزل دون اي مقدمات لمدة ثلاث سنين،الغريب انها تعود
بعد تلك السنين الى زوجها ليصدم بوجودها ،الصادم ايضا انه لم يكلف نفسه سؤالها عن
سبب المغادرة او سبب العودة لانه ببساطة احبها!!
تكرار
زيارة المقهى وتكرار اللقاء بذلك الشاب منحها فرصة اخرى للحب والتواصل.
اختار
الكاتب عدد محدود من الشخصيات بطلة الرواية وخالها وزوجته وبعض الشخصيات الثانوية
حبيبها السابق والحبيب الجديد وعاملين في المقهى.فعل الشخصيات لم يكن بتلك القوة
والنضوج او الحكمة انما اشخاص بشخصيات بسيطة لامركز سياسي او اقتصادي او اثرياء
انما من عامة الشعب.المشاعر التي تتلقاها في البداية تكاد تكون مستوى اعتيادي لكن
في الوسط مشاعر متثاقلة لكونها تتناول جانب حياة خالها وزوجته .اجواء اليابان
القرى والطبيعة والريح والمطر تشعر بها وتتنفسها ويعود الفضل بذلك للمترجم الذي
نقل روح الرواية،يمكن ان نشم رائحة الكتب ورائحة المطر والمعبد الجبلي تبتل ملابسك
من المطر وتشعر بحرقة الدموع على الخدود.
اللغة
بسيطة للغاية واسلوب تقديم الرواية كان على لسان البطلة ،فهي التي تقود الحكاية
وثم تعود لتتذكر ماجرى في الماضي ثم تعود في فصل اخر للحاضر هكذا صعودا ونزولا،
تدعوك
الرواية الى البدايات الجديدة والى الامل في المستقبل وعن وجود البدائل ووجود حل
للمشكلات ،وضرورة النظر الى الجانب الاخر قد تكون سعادتك في ترك مكانك والانتقال
الى مكان اخر وهي دعوة للتغيير، تغيير الاشخاص والاماكن.،كما تدعو للبوح والفضفضة
وضرورة التواصل مع الاخرين والتعبير عن الداخل.وضرورة المحافظة على ارث العائلة.
رواية
لطيفة وسلسة

0 comments:
إرسال تعليق