• اخر الاخبار

    الاثنين، 15 ديسمبر 2025

    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : فكم انت مفرح يا جدار بيت أبى ٠٠؟!

     

     


    لم يتبق من البيت الكبير سوى هذاالجدار ؛

    حينما نظرته ،

    تذكرت الشونة الكبيرة ،

    التى كانت ضمن البيت الفسيح،

    بباب عملاق مميز ،

    وشارع خاص؛

    كان مخصّص لتخزين ما يلزم الإنسان والحيوان ٠٠٠!

    وكان يطل على شارع بحديقة خاصة ؛

    تحتوى الفواكه والخضروات ،

    فقط اتذكر اننى كنت مولعا بتلك الحديقة ، اعتنى بالزرع قدر معرفتى ،

    فرحا بالمشهد ؛

    كانت امى تسعد لما أقوم به ،

    فقد كنت أساعدها احيانا فيما تقوم به من أعباء ،

    ولا أنسى يوم ان جملت لها قاعة

    " ترقيد طواجن اللبن " ،

    وهى قاعة مميزة ،

    ملحقة بصالة كبيرة ، يعد فيها الطعام ؛

    بباب خاص على ذات الشارع ،

    ويسمح للسائل ان يصل اليها وإجابته ،

    لم اجد من امى سوى كلمة " حاضر "

    كانت تسعد من حولها ،

    وادركت قيمة ما تقوم به ،

    يوم ان اتيت بها " واسطة " متشفعا بها إلى مولاى - عز وجل -

    ،

    وحبها ورضاها  على ؛

    حال لقاء اختبار الالتحاق بالعمل ،

    فكان التوفيق والثبات ، فايقنت انها

    كانت " صادقة " " مخلصة الوجهة لله "

    صابرة محتسبة فقد مات لها أطفال صغار آمال ونوال ومحمد ٠٠

    قالت لى مرة :

    ياحامد هؤلاء الصغار سيأخذون بيدى إلى الجنة ؛ فقد احتسبتهم لله ، وقد بشرنى بهذا الشيخ محمد شعبان سليم 

    شقيق والدك العالم الربانى القدوة ٠٠٠

    ولا أنسى وهى تقول لى :

     ياحامد كان يأتى جدك الشيخ شعبان سليم سيدى محمد عبدالرحيم النشابى الشاذلى يجالسه ويقيم معه لمدة شهر تقريبا ، وكنا بالبيت الكبير - بيت العمدة - وقت أن كنا به إقامة نتسابق على أخذ مياه وضوءه للتبرك به ،

    كان الشيخ رجل صالح ،

    وكان جدك رجل صالح ،

    كان " ذكر الله " لاينقطع  يابنى ،

    وكان جدك العمدة  لايفارق القرآن الكريم ؛

    وصدق سيدى بن عجيبة وهو يقول :

    من اراد الله به  السعادة  شرح صدره للإسلام ، فقبله وعمل عمله ،

    فذكر الله كما قيل :

    سبب لحصول النور والهداية، وزيادة الاطمئنان فى النفوس الطاهرة الروحانية،

    سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم

    عن " الشرح " ؟؟؟

    فقال :

    (( نور يقذفه الله فى القلب ،

    فاذا دخل النور انشرح وانفسح ))

    قيل : وهل لذلك علامة ؟؟؟

    قال :

    (( نعم   ، التجافى عن دار الغرور ،

    والإنابة إلى دار الخلود ،

    والاستعداد للموت قبل نزوله ))

    ورحم الله جدى وأعمامى وعماتى

    واخوالى وخالاتى

    رحم الله امى ،واخوتى ،

    ورحم الله أبى الذى كان نموذجا عظيما ،

    للعمل المتقن ،

    كان جاد لايخشى لومة لائم فى الجهر بالحق،

    كان حافظا للقرآن الكريم ومجودا ؛

    وكان طموحا ، ومتفوقا ،

    إلا ان والده اختاره وشقيقه عمى  السعيد ،

    كى يباشرا الارض،

    سألته صغيرا ماذا كنت تتمنى ان تكون يا أبى ؟!

    قال : قاضيا

    فتعجبت ٠٠٠!!!؟

    ولم يتركنى حتى قال :

    ذهبت إلى المعهد الأحمدى بطنطا ،

    والتحقت به ، وقامت ثورة ضد الإنجليز ،

    وخرجنا نهتف بسعد زغلول  وننادى بالاستقلال،

    ونردد قائلين :

    ان مصر فى علاها لن تجاوب من أتاها

    قل "لملنر " سعدها أغلى وأعظم؛

    ثم رأى أبى وكنت احبه ان اكتفى بما حصلت مؤثرا مساعدته فى الارض وشئونها الكبيرة ، وايضاً اشقائه الكثر،

    ثم قال لى :

    سمعت لابى فقد كنت مطيعاله

    والتفت إلى ما أراده الله لى ،

    فعملت وعملت ونجحت بفضل الله تعالى ،

    •••فقط يا بنى خذ بالاسباب بقوة ،

    ولكن ثق فى ان الأمر من قبل ومن بعد بيد الله ، فراقبه وأخشاه ٠٠٠

    رحم الله أبى وجدى والأعمام ،والعمات

    وكل اموات المسلمين ،

    ورضى الله عن سيدى محمد عبدالرحيم النشابى الشاذلى ؛

    فكم انت مفرح

     يا جدار بيت أبى ٠٠٠؟!

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : فكم انت مفرح يا جدار بيت أبى ٠٠؟! Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top