• اخر الاخبار

    الجمعة، 4 يناير 2019

    حسن بخيت يكتب عن :ما أحوجنا الى التربية الأخلاقية




    توقفت قليلا قبل أسبوع مضى امام السلوكيات المرفوضة التى طرأت على المجتمع ، وأصبحت من صفات الشارع المصرى ، حوادث غريبة على المجتمع المصري ،حوادث لايصدقها عقل، ما حدث خلال الأسبوع الماضي فقط من حوادث مرعبة تجعلنا ندق ناقوس الخطر ، تمثلت فى اقدام طبيب على قتل زوجته وأطفاله الثلاثة في حادثة بشعة ، لا تفعلها حيوانات الغابة المفترسة ، وأم تقتل طفلتها، وزوجة تذبح زوجها وتقوم بتقطيعه ، حتى السلوك الأخلاقي لم يسلم منه المجتمع في الأونة الأخيرة ، فهذا شاب يحتجز أربع فتيات فى شقة لممارسة الرذيلة ، وهذه طالبة جامعية يحتضنها زميلها في الجامعة أمام مرأى ومسمع الجميع ، ويقوم زملائهما بتصويرهما ، ونشر الفيديو عبر مواقع التواصل ، وغيرها من حوادث العنف والإنحلال الأخلاقي التى تصيب بالفزع وتسلب الطمأنينة وتعكر المزاج العام
    السؤال هنا : من وراء تغير مجتمعنا المعروف عنه التسامح والتعاون وكل مكارم الأخلاق ؟
    هل الدراما بنوعيها التليفزيونى والسينمائى وبرامج الفضائيات التى انتشرت بشكل مرعب؟ ، وأصحابها الغير المؤهلين لينفثوا سمومهم من خلالها، لتتحول الى ابواق للسباب والعنف والمخدرات والدعارة ، ، فبات امرا طبيعيا ان تتحول العبارات الخارجة والقيم الاأخلاقية الى الشارع لتصبح من صفات المواطن ، فأصبح عبده موته والالمانى هما الاسطورة، وبات تاجر المخدرات والبلطجى محور الاهتمام .
    الأمر خطير ، والفرصة لا تزال سائحة أمامنا جميعا ، ولذا أوجه دعوة صريحة وواضحة الى جميع المسئولين عن التربية والتعليم ، اجعلوا مادة الاخلاق علما قائما بذاته فى مناهج ومقررات التعليم فى جميع المدارس والجامعات ليتخرج فى هذا العلم المتخصصون . الذين يستطيعون تعليم هذا العلم لابنائنا واجيالنا . فعلم الاخلاق هو اول طريق الاصلاح فى حياتنا اليومية . ولا يقل عن اى مادة علمية فى قيمتها ، لكى يخرج الطالب من محرابه الدراسي قادراً على تمييز الأفكار المنحرفة ، لتكون «التربية الأخلاقيّة» منظومة متكاملة من خلال معلِم متمكن مدرك لرسالته في بناء الإنسان المعتز بهويّته وتقاليده وإرثه التراثي، الفاعل في حاضره، والمتطلّع لمستقبل مشرق ....
    فمبادرة التربية الأخلاقية ليست فحسب توجهاً حكومياً تربوياً تعليمياً فقط ، وإنما مشاركة مجتمعية لكل شركاء الوطن ممن يدركون خطورة الخطوبِ وحتمية الحلول المستلهمة من قيمنا الدينيّة الراسخة وحضارتنا الزاخرة لتأهيل طالب واع لذاته وسلوكه وأهدافه ونتائج تصرفاته ومدرك لكل جوانب مجتمعه وعالمه الواقعي والافتراضي المعقد ، فمنهاجنا القويم المتمثل في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة قائم على الأخلاق ، فعدد آيات القرآن الخاصة بالعبادات لا يزيد على 110 آيات، بينما آيات تهذيب الأخلاق تبلغ نحو 802 آية، وآيات النظام الاجتماعي وردت في 848 آية، لندرك أن بين أيدينا موروثاً إسلامياً إنسانياً أخلاقياً قِيما يجمع بين متون العبادات وواحات الأخلاق والمعاملاتِ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً» ، لنؤمن بأن من أجل وافضل الغايات التى تسعى اليها رسالة السماء وتعاليم الأديان وتعمل على تحقيقها ان يكون الانسان صاحب خلق سليم ونظيف لتكون الحياه سليمة ونظيفة وفاضلة وشريفة
    ما أحوجنا الى هذه الأخلاق النبيلة لاسيما في الوقت الحاضر بعد ان ارتفعت معدلات العنف في المجتمع وتفشت الأنانية الفردية، وانتشر الأفكار المنحرفة ، والسلوك السيء من غش واحتكار وطمع ، وسرقة ورشوة ، وتغيرت نظرة الناس لبعضهم البعض فأصبحت قيمة الانسان بمايملك من مال، لابما يملك من رصيد أخلاقي طيب ينفع به الناس.
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: حسن بخيت يكتب عن :ما أحوجنا الى التربية الأخلاقية Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top