إذا
كنت من المترددين على مواقع التواصل الإجتماعى عزيزى القارىء بالتأكيد رأيت هذا "
الهاشتاج " المطالب بإقالة د. هالة زايد وزيرة الصحة والسكان ، وإذا لم تكن
من مستخدمى هذه المواقع فالبتأكيد سمعت عنه وعن موجة الغضب العارمة التى اشتعلت
بين الصيادلة والتمريض والأطباء من تصريحات الوزيرة الأخيرة أثناء زيارتها
لبورسعيد ، فالسيدة هالة زايد صرحت بأن الصيادلة ليس لديهم علم ولا أى أهمية فى
المنظومة الصحية وأنهم واجهة اجتماعية فقط !، وأن التمريض مظهرهم ليس جيدا ولكن
عملهم ووجودهم مهم ، وأن فى نظام التأمين الصحى الجديد لن يكون هناك مكان لطبيبة
ترتدى النقاب أو طرحة طويلة ، وليس هناك مكان للأطباء أصحاب الوزن الزائد !!!.
وأمهلت الوزيرة الجميع 3 شهور لتحقيق شروطها ،
ولا أعلم حقيقة ماذا عليهم أن يفعلوا أعلى المنتقبة خلع نقابها وعلى مرتدية الطرحة
الطويلة أن تقصرها وتخرج خصلة من شعرها لتعجب الوزيرة ؟! ، أعلى الطبيب صاحب الوزن
الزائد أن يجبر على فقدان وزنه أو تنهى الوزيرة تعاقده ؟!، قمة العنصرية والتعدى
على حريات الأفراد ، قمة التعدى على الدستور والتدخل فى شئونهم الشخصية وعقائدهم ،
تعدى تجرمه الدول المتقدمة ففى دولة كإنجلترا يمكن أن يحاكم وزير على تصريحات كهذه
!!.
العجيب
والمضحك أن الوزيرة لا تعى أن نزيف استقالات الأطباء لم يتوقف بعد وأن لديها عجز
شديد بالأطباء أدى إلى إغلاق منشآت صحية سبق وذكرتها فى مقالات سابقة ، بتصريحات
كهذه السيدة الوزيرة زادت الطين بلة ؛ فبدلا من أن تشعر الأطباء بالأمان وأن نظام
التأمين الجديد سيحل معظم مشاكلهم لتجذبهم للعمل بالحكومة لسد العجز قامت بإهانتهم
وسمحت لنفسها بأن تملى شروطا وكأنها صاحبة مول تجارى أو مطعم خاص وليست طبيبة
تخاطب أطباء !!.
فى
دولة كإنجلترا عزيزى القارىء للطبيب منتهى الحرية واحترام عقيدته فى العمل ، فإذا
كنت مسلم أو مسيحى ترفض القيام بعملية إجهاض فلك كل الإحترام ولن يطلب منك أبدا
القيام بما يخالف معتقدك وحريتك ، فى إنجلترا ممنوع منعا باتا التعليق على حجاب
الطبيبة المسلمة أو المساس بأى شكل من الأشكال بمظهرها أو معتقدها ، ممنوع منعا
باتا التعليق على وزن طبيب أو مظهره أو لون بشرته أو عرقه ومن يخالف ذلك يتعرض
للمساءلة القانونية والمحاكمة وقد تصل العقوبة للسجن بتهم الكراهية والعنصرية .
فى
زمن قديم عزيزى القارىء كانت لمصر الريادة وكنا نعلم هذه الدول ، أما الآن أصبحت
الريادة لهم وصرنا من دول العالم الثالث ، كيف سنعود للريادة والتقدم وهناك مسئولة
بالدولة تفكر وتصرح بتصريحات مخالفة للحريات المكفولة للمواطنين من الدستور بهذا
الشكل ؟!، كيف لنا أن نتقدم وهناك مسئولة بالدولة تركت منظومتها المنهارة المتمثلة
فى عدم وجود صيانة دورية للأجهزة الطبية بالعديد من المنشآت الصحية ، وعدم توافر
المستلزمات الطبية بالعديد من الأماكن ، وتركت العجز الشديد بالأطباء والتمريض ،
وتركت تحسين وتطوير الخدمة الطبية ونظرت فقط لشعر ووجه ووزن الطبيب !!!.
من
المؤسف عزيزى القارىء أن تصريحات السيدة الوزيرة أحدثت فتنة شديدة بين الصيادلة
والتمريض حيث وضعتهم فى مقارنة ليست فى محلها إطلاقا تسببت فى الإهانة بين الطرفين
وصلت إلى أن نقابة التمريض خرجت ببيان تجاوزت فيه الحد ، حيث سفهت نقابة التمريض
من دور الصيادلة وادعت بأن التمريض يقوم بعمل الصيادلة وأنهم لا يستحقون أن يطلق
عليهم لقب " دكتور "!!، وكيف لا يحدث ذلك بعد أن قللت الوزيرة الفاضلة
من الصيادلة واتهمتهم بأنهم بلا علم !!.
لا أعلم كيف سكت وزير التعليم العالى وعمداء
كليات الصيدلة عن هذه الإهانة ؟!، فإذا لم تكن كليات الصيدلة تقدم علما فما
فائدتها ؟! ، وإذا كانت الوزيرة الفاضلة معجبة بالعلم الذى يقدمه اليوتيوب أو
مستشفى 57357 فى الصيدلة الإكلينيكية فلماذا لا تطور تدريب الصيادلة فى وزارة
الصحة ؟! ،إذا لم يعجبها العلم الذى يتلقاه الصيادلة فى الجامعات المصرية فأين
تدريبها كوزيرة صحة للصيادلة والأطباء ، وأين برامج التعليم الطبى المستمر
والدورات التدريبية التى تقدمها الوزارة ؟! ، أين خطة الوزارة للنهوض بالتدريب
الطبى وأين البروتوكولات التى فعلتها ؟!! .
عزيزى القارىء هناك مثل يقول " بانت
الليالى من عصاريها " ، بمعنى آخر " الجواب بيبان من عنوانه " ، أى
أن تصريحات وتصرفات هالة زايد وزيرة الصحة تدل على أن نظام التأمين الصحى الذى ننتظره
جميعا لن ينجح نهائيا بوجودها ، فالسيدة الفاضلة ضيعت كل المجهودات التى بذلت من
قبل القيادة السياسية ليخرج مشروع التأمين الصحى إلى النور ، تصريحات تسببت فى
عزوف الأطباء عن التعاقد مع الوزارة والمتضرر هنا هو المريض ، تصريحات تسببت فى
فتنة بين أفراد الطاقم الطبى ، تصريحات تسببت فى مطالبة الجميع بإقالة السيدة
الوزيرة التى بشهادة الجميع تسببت فى إنهيار المنظومة الصحية أكثر من ذى قبل ، إلى
متى ستظل د. هالة زايد فى منصبها ؟!، متى سيجلس وزير ذو كفاءة وقدرة على حل مشاكل
المنظومة الصحية بمصر ؟! ، متى سيتولى وزارة الصحة وزير حقيقى ؟؟؟.
0 comments:
إرسال تعليق