منذ بداية الخلق والتنمر موجود في المجتمع فقابيل كان يحقد على أخيه هابيل واستغل قوته وضعف أخيه وقتله وقوم نبي الله نوح كانوا يسخرون منه وهو يصنع السفينة وعندما يمرون عليه يتغامزون
وكم تعرض كليم الله موسى للتنمر من فرعون وكم تعرض سحرة فرعون للتنمر بعد إسلامهم لله رب العالمين وكذلك ما تعرض له يوسف من إخوته.
وفي العصر الجاهلي قبل الإسلام كانت القبائل القوية تتنمر وتعتدي على القبائل الضعيفة لاتفه الاسباب،وما تعرض له النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته من أذى المشركين أذى نفسيا وجسديا
وطبعا هذه نماذج فقط فكل الانبياء والصالحين والكثير من البشر عامة تعرضوا للتنمر باللفظ أو بالهمز واللمز أو بالاعتداء الجسدي عليهم وفي زماننا هذا زاد التنمر بشكل مخيف وخاصة في المدارس فبعض الطلبة القوية بدنيا تتنمر على الطفل الهادي او المنعزل او الضعيف وكثيرا من الطلاب يتنمرون على الطلبة الذين يعمل اباوهم وظائف بسيطة ويعايرونهم مما يسبب في كراهية ورعب الطلبة المتنمر عليهم الذهاب إلى المدرسة وفي حالات كثيرة يصابون بالاكتئاب بسبب ما تعرضوا له من تنمر بدني او لفظي.
وايضا يمارس الكثير من الناس التنمر ضد ذوى القدرات الخاصة عامة ويلاقي أشد انواع التنمر متحدي الإعاقة الذهنية والصم والبكم وضعاف السمع والاقزام فهولاء يتعرضون يوميا لحالات سخرية من اعاقتهم بنظرات وكلام الناس وأحيانا تصل للاعتداء عليهم مثلما يحدث لذوي القدرات الذهنية الخاصة.
وايضا التنمر ضد العمال رغم ان العامل هو سبب في بناء وصنع كل شي حولنا فيجب تقديره واحترامه وتشجعيه لممارسة عمله بشكل اكثر ابداعا.
ويتعرض الكثير من المواطنين للتنمر من شخصيات مثلا تستغل سلطتها ووظيفتها بشكل خاطي منافي للقانون وتستغل منصبها في جبر الناس على دفع رشوة، لذلك تحرص الدولة على التنبيه على ضرورة الابلاغ عن أي حالات فساد او استغلال مسؤول لمنصبه بصورة غير قانونية.
والان نصل الي بعض أسباب التنمر ، منها أسباب نفسية فاغلب من يتنمرون على الناس هم في الأساس تعرضوا للتنمر من الآخرين من الأب او الأم او المعلم الخ
، كثرة المسلسلات والأفلام وألعاب النت التي بها الكثير من العنف والقتل وإظهار من يقومون بتمثيل تلك الأدوار انهم هم الابطال والاسطورة مما يشجع الكثيرين للاقتداء بهم
، قلة التوعية بصورة عملية في البيت ودور العبادة والمدارس والجامعات لخطورة التنمر وآثاره في تدمير المجتمع.الي غير ذلك من الأسباب.
واخيرا نأتي لأهم شي وهو كيفية مواجهة التنمر أو الحد منه نوعا ما:
يجب دائما على الأسرة في الأساس ثم دور العبادة والمدارس والجامعات أن تربى نفسها وأولادها على عدم السخرية من أحد بسبب لونه أو عقيدته او طبقته الاجتماعية او وظيفته وأن يكون هناك دور اكثر
مراقبة حزما من الدولة في مواجهة العنف ومظاهر التنمر المختلفة الموجودة في الكثير من الأعمال الدرامية والسينمائية و َالمسرحية واستبدال ذلك باعمال تكافح التنمر وتوعي المجتمع من خطورته وعلاقته بانتشار الاكتئاب والانتحار والهجرة الغير الشرعية والإرهاب.
ويجب الا نتواكل على دور الدولة والاعلام فقط فدورهما هام ولكن مواجهة التنمر مسؤولية كما اوضحت علينا جميعا، يبنبغي ان يبدأ كل شخص في مواجتها مع نفسه ومن حوله من المسؤولين منه وان يستخدم قوته ومنصبه كمعلم او طبيب او عامل او اي منصب هام بالدولة مثلا في تحقيق التكافل الاجتماعي والتنمية المستدامة في المجتمع.
وينبغي ان نتذكر قول الله الذي يلخص كل ما تحدثنا عنه
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) الحجرات 11:)
**كاتب المقال
صحفى مصرى
مؤسس فريق طموح للكنوز البشرية
0 comments:
إرسال تعليق