اود ان
الفت نفسى ومن[ يقرأ لى]
إلى ما
قاله سيدى بن عجيبة - رضى الله عنه:-
[ ان
كتاب الله العزيز " بطاقة "
من عند "
الملك "،
والمراد
من البطاقة فهم ما فيها،
والعمل
به ، لا قراءة حروفها وروسومها فقط ، فمن فعل ذلك فهو مقصر ٠]
وقد
لفتنى < صاح >
يقرأ
القرآن الكريم ،
وقد
قطّع قراءته وحاور مناديا له ، ثم أكمل ٠٠٠٠!!!
فقلت : أيليق
اهذا ادب الجلوس مع الله
فوجدت
سيدى ابو حامد الغزالى- رضى الله عنه - يلفتنا
فى مؤلفه الماتع الأحياء الى عشرة آداب يجب ان يتحلى بها من يقرأ كتاب
الله العظيم ،
وأوضح
انها " آداب باطنية "
اى يجب
ان تكون نابعة من الداخل
و هذا
قطعا لا يتحقق إلا لمن تخلق
بالهدى
المحمدى وكان أسوته فى حياته
مجتهدا
سيدنا
محمد
( صلى
الله عليه وسلم )
اما الاداب
العشرة فهى :
(١) فهم
عظمة الكلام وعلوه، وفضل الله سبحانه بخلقه فى نزوله عن عرش جلاله،
إلى
درجة إفهام خلقه ٠
(٢) تعظيم
المتكلم به وهو الله سبحانه وتعالى ، فيخطر فى قلبه عظمة المتكلم،
ويعلم
ان ما يقرأه ليس من كلام البشر،
وان فى
تلاوة كتابه غاية الخطر ،
ولهذا
كان عكرمة إذا نشر المصحف غشى عليه ٠
(٣) حضور
القلب ، وترك حديث النفس،
فاذا
قرأ آية غافلا أعادها ٠
(٤) التدبر
، وهو وراء الحضور
قال على
كرم الله وجهه:
(لا
خير فى عبادة لافقه فيها ،
ولاخير
فى قراءة لاتدبر فيها )٠
(٥) التفهم
، وهو ان يستوضح كل آية ما يليق بها ٠
(٦) التخلى
عن موانع الفهم ،
ومعظمها
أربعة :-
١- صرف
الهمة إلى إخراج الحروف من مخارجها
٢- ان
يكون مقيدا بمذهب اخذه بالتقليد ، وجمد عليه، فهذا شخص قيده معتقده ،فلايتبحر فى
معانى القرآن٠
٣-ان
يكون مصرا على ذنب او متصفا بكبر ، او مبتلى بهوى فى الدنيا
واليه
الإشارة بقوله تعالى :
" سأصرف
عن آياتى الذين يتكبرون فى الارض " - الأعراف/ ١٤٦
٤- ان
يكون قد قرأ تفسيرا ظاهرا، واعتقد انه لامعنى لكلمات القرآن إلا ما يتناوله النقل ٠٠٠
فهذا من
اعظم الحجب ؛
فان
القرآن الكريم له ظاهر وباطن،
وحد
ومطلع،
فالفهم
فيه لاينقطع إلى الأبد ٠
(٧) التخصيص،
وهو ان
يعتقد انه المقصود بكل خطاب فى القرآن٠٠
فالقرآن
لم ينزل خاصا برسول الله
(صلى
الله عليه وسلم)
بل هو
شفاء ورحمة ونور للعالمين،
فيثبت
فؤاد كل من يسمعه
[]وصدق
رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم الذى قال:
(( عليكم
بالشفاءين العسل والقرآن))
(٨) التأثير
،
وهو ان
يتأثر قلبه بآثار مختلفة ، بحسب اختلاف الآيات ، فيكون له بحسب كل فهم حال ووجد،
يتصف به قلبه،
من
الخوف، والرجاء ، والقبض والبسط،
وغير
ذلك ٠
(٩) الترقى
وهو ان
يترقى إلى ان يسمع الكلام من الله سبحانه ، لا من نفسه ولامن غيره٠
فدرجات
القرآن ثلاث:
١- ان
يقدر العبد كأنه يقرأ على الله تعالى،
واقفا
بين يديه، فيكون حاله السؤال والتملق٠
٢- ان
يرى فى الكلام المتكلم ، فلاينظر إلى نفسه، ولا إلى قراءته
٣-وهى
الدرجة العليااخبر عنها سيدنا جعفر الصادق- رضى الله عنه- بقوله:
{ والله
لقد تجلى الله لخلقه فى كلامه ولكن لايبصرون} ٠
(١٠) التبرى
وهو ان
يتبرأ من حوله ، وقوته، والالتفات
إلى
نفسه بعين الرضا ٠
••. ••••
فاللهم
خلقنا باخلاق القرآن الكريم
وارزقنا
الأدب معه والعمل بما فيه؛
فلنجتهد
لتحصيل
آداب القراءةالعشرة ٠٠؟!

0 comments:
إرسال تعليق