ميلاد ظلي المُقدس ..بقلم: شهد السلطان

ملمس يديها يُعيد لي الذكريات منذ أن فتحت عيني على هذه الدنيا، أغرق في تفاصيلها كأني أراها للمرة الأولى عندما كانت طفلة، مراهقة، شابة ومن ثم أمي وهي في التاسعة عشر من عمرها، خلال دورة حياتها المليئة بالألم الكثير والقليل من الضحك كنت هناك في كل لحظة إلى اللحظة التي أدركت فيها من هي أمي ومالذي يحتويه قلبها الأزرق من حُب، من وقتها وأنا ملاصقةً لها كحباتِ الخال التي تُزين تضاريس وجهها..
عندما فتحتُ عينيّ أدركتُ كم أني أغرمُ بها في كل مرة اراها أمامي وأسمع صوتها، في كل لمسة يد أشعر بأني ملكت أمان العالم، ملائكتي أمي هي الجنة والجنة تحت أقدامها..
لقد علمتني الكثير
علمتني أن أبتسم حتى لو كان العالم ينهار أمامي، علمتني أن أتكئ عليها وهي المائلة، علمتني أن الأمل كالشموع إن انطفئت واحدة ستشعلها الثانية، علمتني أن أمارس حقي، شغفي، حُبي لكل التفاصيل الصغيرة وهي المضطهدة بأعمالٍ أخرى لا تلقى وقتًا كي تمارس حُبها للقراءةِ مثلًا وقد إنطفى الشغف بالروتين الممل، علمتني أن أصنع مني قدوة لغيري بأخلاقي وتفائلي ومبادرتي للمساعدة لمن يحتاجها ولو بشقِ حرف
علمتني أن أحب
أن أكون أمًا لها
أن لا أستسلم مهما كنتُ على الهاوية
أن لا أكون سطرًا مهمشًا في ورقة أحدهم، وأن لا أبكي إلا لشيء يستحق

أنا أسفة لكل ما مررتِ به، لم يكن بإمكاني غير الوقوف بجانبكِ ومساندتكِ
لم أكن أعلم ما هي الحياة وماهي قسوتها المتمثلة بأقرب الناس اليكِ
لكن فيها جانبًا طيبًا يتمثل بي
كنتِ دائمًا تقولين لي لولاكِ لمتُ منذ زمنٍ بعيد معاذ الله يا أمي لو كان بإمكاني لأطلتُ بعمركِ أضعافًا مضاعفة حتى يأتي اليوم الذي أعطيكِ فيه روحي وأنا مُبتسمة...
مع كل حُبي وغيرتي عليكِ أخجل بالإعتراف لكِ وجهًا لوجه لكني فعلت بكل عفوية هذا الصباح وقد أسركِ ما فعلت وأبتسمتِ وأنهالت الدعوات لي
عسى الله يحقق لكِ أمنيتكِ بالحج الأكبر ..
حسنًا والآن اليكِ هذه العبارة التي قلتيها لي يوم مولدي، سأقولها لكِ
كل ما تكبر تحلى وتصير أحلى وأحلى بين الخد والحاجب سحر العالم كله ...
هنا كذب في الأسطر فأنتِ سحري أنا فقط
أهديكِ جميع أغاني قيصركِ وقلبي معها
كل عام وانتِ بخير يا معشوقتي الأبدية، سندي، حبيبتي
أحبكِ يا أمي ...
25/8/2019

أغسطس 25, 2019