• اخر الاخبار

    الخميس، 26 يونيو 2025

    ثقافة إحياء الدور الاجتماعي والسياسي للمُفكّر العربي ..بقلم : د.رسالة الحسن

     



    إن إحياء الدور الاجتماعي والسياسي للمفكر العربي هو معركة وعي قبل أن يكون مجرد حضور إعلامي أو أكاديمي. فالمجتمعات التي تصغي لعقولها وتستثمر في مفكريها، قادرة على صناعة نهضة حقيقية. والمفكر العربي، حين تُتاح له المساحة والدور، لا يزال قادرًا على أن يكون حاملًا لمشعل التنوير، ودليلًا نحو التحرر، وصوتًا ناطقًا باسم الشعوب الباحثة عن العدالة والكرامة.

    فإحياء الدور الاجتماعي والسياسي للمفكر العربي ليس ترفًا، بل ضرورة وجودية في هذه المرحلة. لا يمكن بناء نهضة عربية حقيقية دون عقل نقدي يقظ، وضمير فكري حي، ومفكرين مرتبطين بقضايا شعوبهم، لا منعزلين عنها.أن دور المفكر العربي يتراجع في ظل التحولات الكبرى التي تعيشها المجتمعات العربية أمام تنامي النفوذ الإعلامي الموجه وهيمنة السلطة السياسية والاقتصادية على الرأي العام.  أن الحاجة اليوم إلى استعادة دور المفكر باتت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، لا سيما في ظلّ الأزمات البنيوية التي تعاني منها الدولة والمجتمع على حد سواء. إن إحياء الدور الاجتماعي والسياسي للمفكر العربي ليس ترفًا فكريًا، بل هو ضرورة لإعادة التوازن، وتعزيز الوعي، وبناء مستقبل أكثر عدلاً واستنارة.

    فقد لعب المفكر العربي في فترات مضيئة من التاريخ أدوارًا مركزية في التنوير والإصلاح والتحرّر الوطني .

    وكان

    للمفكر حضور فعّال في الشأن العام، يُشخّص الواقع ويقترح البدائل، ويمارس دورًا توجيهيًا في اللحظات المفصلية من تاريخ الأمة

    فالمفكر ليس مجرد مثقف أو أكاديمي، بل هو صوت العقل النقدي والضمير الحي، وهو الذي يقرأ الواقع بعمق ويحلل القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية،

    ويقترح رؤىً إصلاحية شاملة،

    ويربط بين الفكر والممارسة في سبيل التغيير الإيجابي.

    أما اليوم، فقد تراجع هذا الدور بفعل عدّة عوامل:

    💥 هيمنة الاستبداد من خلال

    الأنظمة السلطوية التي قمعت حرية الرأي والتفكير، وضيّقت على المفكرين، فأُقصي الكثير منهم أو هُمّشوا.

    💥انحدار التعليم

    💥سيطرة الإعلام التجاري، وتهميش النخبة. فتحوّل كثير من المفكرين إلى أصوات معزولة أو أكاديمية بحتة لا تأثير لها في القرار السياسي أو الرأي العام الشعب

    💥صعود الخطاب الشعبوي والديني المتشدد: الذي يتعامل مع الفكر النقدي على أنه تهديد.

    💥هيمنة الإعلام التجاري والسطحي: مما أدى إلى تراجع تأثير الكلمة العميقة والموقف المسؤول.

    💥ضعف المؤسسات الثقافية والمجتمع المدني: وغياب بيئة حاضنة للفكر الحر.

    💥هجرة العقول: بسبب القمع أو التهميش أو لأسباب اقتصادية.

    لذا فمن الضروري إعادة إحياء دور المفكر العربي وذلك لعدة أسباب اهمها:-

    💥لأن المفكر قادر على إنتاج البدائل: بدلاً من الدوران في حلقات الفوضى أو التبعية، يقدم المفكر تحليلات وبدائل فكرية واستراتيجية.

    💥لأن المفكر صوت الضمير الجمعي: حين تنحرف السياسات أو تُقمع الحريات، يحتاج المجتمع إلى من يذكّره بمبادئ العدالة والحرية.

    💥لأنه يربي الوعي لا العاطفة: فبينما تُغذّي السياسة الشعبوية العواطف والانفعالات، يعمل الفكر الحقيقي على بناء عقل نقدي مسؤول.

    💥لأنه يربط بين التاريخ والواقع: يمتلك المفكر قدرة تحليلية على فهم جذور المشكلات وربطها بسياقاتها الحضارية.

    ويمكن إعادة إحياء هذا الدور من خلال عدة أمور منها :-

    💥دعم حرية الفكر والتعبير: لا يمكن للمفكر أن يبدع أو يؤثّر في ظل الخوف والقمع.

    💥إصلاح التعليم والإعلام: النهوض بالمدرسة والجامعة والمنبر الإعلامي ليكونوا أدوات لنشر الوعي لا التجهيل.

    💥استقلالية المثقف: يجب تحرير المفكر من التبعية للأنظمة أو الأحزاب أو السوق، ليبقى صوتًا حرًا ومستقلاً.

    💥ربط الفكر بالفعل: على المفكر أن ينزل من "برجه العاجي" ليخاطب الناس بلغتهم، ويشارك في العمل المدني والمبادرات الإصلاحية.

    💥تبني خطاب نقدي بنّاء: لا يكفي التشخيص واللوم، بل لا بد من تقديم رؤى عقلانية قابلة للتطبيق.

    💥تفعيل دور الجامعات والمراكز البحثية كمنصات للحوار الفكري.

    💥دعم الإعلام الثقافي الجاد، ومنح المفكرين مساحة للتعبير.

    💥تحفيز الشباب على القراءة والنقد، وإشراكهم في النقاشات العامة.

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: ثقافة إحياء الدور الاجتماعي والسياسي للمُفكّر العربي ..بقلم : د.رسالة الحسن Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top