• اخر الاخبار

    الجمعة، 27 يونيو 2025

    بانوراما الحسين ... بقلم الكاتب العراقي الراحل لؤي زهره

     


    المسرح ( يدخل الراوي بملابس حديثة  الى مكان يوحي بأنه متحف يحاكي قصة معركة الطف ، يدخل من الطرف للمسرح ، تماثيل منتشرة هنا وهناك ، اصوات وقرقعة سيوف وصهيل خيول واصوات استغاثة على جانب الايمن للمسرح مجموعة تحمل كتب ورسائل حين يصل اليهم يسمع أصوات : اقدم يابن رسول الله انما تقدم على جُندٍ لك مجندة . اقدم يا بن رسول الله ، اقدم يا بن رسول الله . اقدم قد اينعت الثمار واخضر الجناب وانما تقدم على جند لك مجندة ) 

    صوت : الى اين يا بن رسول الله ؟ فالقوم قلوبهم معك وسيوف عليك .

    صوت : لم اخرج اشرا ولا بطرا و لارياء انما خرجتُ طلبا للاصلاح في امة جدي

    صوت : اني اخير نفسي بين الجنة والنار فوالله لا اختار على الجنة شيئا ...

    صوت 1: اقتلوا الرضيع

    اصوات : وما ذنبه ، ان كان للحسين ذنب فما ذنب هذا الرضيع .

    صوت : ذنبه انه من نسل ال محمد ، يا حرملة عليك بالرضيع

    صوت سهم ينطلق

    صوت : اللهم لا يكون عليك اهون من فصيل ناقة صالح

    الصوت 1: لا نريد ان نُبقي لهم على وجه الارض من باقية ، لا تبقوا لال محمد من ذرية

     صوت 2: عليَّ بالنار لاحرق البيت ومن فيه

    صوت : انتم تقاتلوني وانا أقاتلكم و النساء ليس عليهن جُناح .

    صوت 1 :  عليكم بالرجل ما دام مشغولا باهل بيته فوالله ان فرغ لكم لا تمتاز ميمنتكم عن الميسرة .

    اصوات : قرقعة سيوف وصهيل خيول واصوات استغاثة .

    صوت 2 : ما بالكم انزلوا اليهم واريحوه .

    صوت زينب : واأخاه! واسيِّداه! وا أهل بيتاه! ليت السماء أطبقت على الأرض ، وليت الجبال تدكدكت على السهل .

    اصوات : هلموا الى الغنائم ، هلموا الى الغنائم .

    صوت : انا اخذت خاتم الحسين للبركة

    صوت : وانا جردتهُ من ثيابه للبركة ، ( اصوات ضحك )

    صوت : اني اكتفيت بقيراط زينب بنت علي

    صوت : اما من ناصر ينصرنا الا من داب يدب عنا اما من مغيث يرجوا الله في اغاثتنا .

    اصوات : اقدم يا بن رسول الله انما تقدم على جند لك مجندة ، اقدم يا بن رسول الله ، اقدم يا بن رسول الله

    صوت : اما من ناصر ينصرنا الا من داب يدب عنا ،  اما من مغيث يرجوا الله في اغاثتنا . ( الاصوات تتكرر )

    اصوات : اقدم يا بن رسول الله انما تقدم على جند لك مجندة ، اقدم يا بن رسول الله ، اقدم يا بن رسول الله

    صوت : اما من ناصر ينصرنا الا من داب يدب عنا اما من مغيث يرجوا الله في اغاثتنا .

    الراوي: رأيتهُ في الجنوب يقارع الصهاينة ، لمحته في الشمال يصارعُ الطغاة ، فتشتُ عنه وجدتهُ بالسجون يبصقُ بوجه السجان ، كان هنا بالانتفاضة يهتف كلمة الحق بوجه الحاكم ويقول له انت ظالم ، رأيتهُ بالقدس يحمل الحجارة ويرجم المحتل ، هو الان يطبطب على اكتاف الفقراء في بيوت التجاوز ، يسكن معهم ويأكل معهم ويبات ليلته معهم ، اراه كل يوم يقود المظاهرات ضد الفاسدين ، ينزع العمامة من رأسه ويهتف ( انا الحسين بن علي آليتُ ان لا انثني ) .

    (الراوي بالتزامن مع حركات تمثيلية مصاحبة للنص حيث يدخل ام وطفل ورجل )

    كنتُ صغيرا عندما البستني امي ثياب الحداد وعيناها تغرق بالحزن ، حملني ابي على كتفه و راح يهرول في العزاء لا زلت اذكرهُ كان يهتف (صوت تسجيلي لعزاء طويريج ، ابد والله ما ننسى حسيناه ( يتكرر الهتاف ) علمني ابي ان الحسين ثورة ضد الطغاة لذلك عشقت الحسين وعشقتث الثورة .

    الفرات كان هنا تتلاطم امواجه يريد ان يُقبلَ شفاه الحسين ، الفرات كان عطشانا ينتظر اللحظة التي يرتوي فيها من الحسين ، لكن القوم منعوه ، منعوا الفرات من ان يرتوي منه.

    صوت ( يصيح بصوت عال  )  : انت ايها الفرات ، أنت ايها الفرات ، لن ترتوي من الحسين .

    الراوي : ( بأنفعال )  صرخ الفرات غاضبا ، كذبت يا هذا سابقى سبيلا لا ينقطع لعشاق الحسين ، سارتوي من شفاههم في كل مكان ستسمعون المنادي ينادي سبيل يا عطشان ، اشرب الماء واذكر عطش الحسين .

    صوت ضاحكا مستهزئ : لن تصل الى الحسين ، لن تقبل شفتاه .

    الراوي : هاج الفرات غاضبا يريد ان يعانق الحسين ، لكنهم منعوه ، صرخ الفرات يا حسين يا سيدي و سيد الماء والشجر وسيد هذه الارض ، معذرةٌ يا سيدي فالأمر فوق طاقتي وهاتان الضفتان تشبهان قضبان السجون ، ليتك تصل الي فأحطم القيود واكسر قانون ارتباطي بهذه الارض . هكذا كان حال الفرات ، ( يتجه الراوي الى الجهة الاخرى من المسرح )   اما هذه البقعة من الارض فكانت بقعة ميتة ليس فيها حياة فهي صحراء جرداء قاحلة و ما ان وطأت قدماه هذه الارض حتى دبَ فيها الحياة و نبت الشجر و تفتحت الزهور وحلّق الحمام صوب هذه الارض .

    السهام كانت تعتذر اليه وتسلم عليه قبل ان تخترقَ جسدَهُ المثقل بالجراح ، قبَّلته السيوف والرماح .

     قبل ان يسقط صريعا جاءت الريح فانحنتْ عند جرحهِ صرخت

    صوت : يا حسين يا جرح هذه الارض ويا بلسم الجراح .

    الراوي : نَحَبَت الريح عند راسه وحملت صوته الى كل ارجاء الكون ( والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا اقر لكم اقرار العبيد ) .

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: بانوراما الحسين ... بقلم الكاتب العراقي الراحل لؤي زهره Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top