• اخر الاخبار

    السبت، 15 فبراير 2025

    دردشه ..بقلم: د. رسالة الحسن

     


     

    لما يفقد الإنسان إنسانيته في أول اختبار ، لما لا نؤازر بعضنا البعض ، لما نكون السكين التي تنحر الصديق عندما نجده قد  وقع في شدة ، لما نكون مع الزمن عليه ، لما نخاف من قول كلمة حق بحق انسان نعرف أخلاقه وتربيته ، ولكننا سرعان ما نغير نظرتنا له من خلال موقف يقع فيه وترانا نقف ضده مع أعداءه ونردد ما يرددون دون أي تفكير ... بل ونساهم في نشر الاشاعات المغرضة حوله .

    عشرات الحالات التي مررنا بها من خلال علاقاتنا الاجتماعية مع جار أو صديق أو أقارب ونتيجة لوظيفته قد يقع في خطأ أو تحاك ضده المؤامرات لإيقاعه من قبل أعداءه بالعمل أعداء النجاح فبالأمس كنا نشهد بنزاهته ونقسم على ذلك ، ولكن سرعان ما نغيير نظرتنا له حتى قبل أن تتم إدانته بما حيك ضده ياترى هل نحن جبناء إلى درجة السير مع الموج وان كان ينحدر بنا  نحو الشلال لنسقط ونتحطم ...، او لمجرد كوننا نخاف  أن يشار لنا بأننا من معارف هذا الإنسان وكانما معرفته ستؤدي بنا إلى التهلكة ، اذا كان هذا حالنا فمتى يعرف الاخ والصديق والجار أو ليس في المواقف الصعبة تعرف معادن الناس ، لما في السابق كان الناس يقفون مع الحق حتى يظهره الله وان تكالبت عليه قوى الشر لن تحرك مثقال ذرة من مواقف الناس ، ولما الان يصفق الناس للباطل ويرددون أقواله ويطعنون النزيه ويتنكرون لأقرب الناس لهم ، بل والبعض يذهب للتملق والمسح على أكتاف الآخرين من أصحاب المناصب متناسين بذلك أنهم يهدرون كرامتهم بأعين اقرب الناس لهم حتى أولادهم سيأتي يوم ويخجلون من تصرفاتهم . ما اكتبه ماهو الا قطرة من بحر من الحالات المرضية الموجودة في مجتمعاتنا والتي  يجب أن نقف عندها مسح الاكتاف والتملق ونكران المعروف وذم الناس بما ليس فيهم والتنكر للناس الشرفاء ونسيان افضالهم علينا عندما يتركون مراكزهم الوظيفية الخ من هذه الأمور تنقص من قيمة الإنسان ، وهنا يحضرني موقف لأحد الأشخاص وقد كان في منصب كبير في الدولة وكان له صديق لايفارقه ابدا ويجزل عليه بالهدايا بمناسبة وبدون مناسبه وكان المسؤول في داخله يعلم أن هذا الشخص ليس بصديق حقيقي بل هو صديق المنصب وفعلا ذات يوم دخل المسؤول بيته فوجد سمكة كبيرة مشويه على مائدة الطعام فسأله أهله من اين لكم هذه فاجابوه أنها من صديقك ويقول لا استطيع أن ارى عائلتي تاكل السمك وانتم لا فضحك المسؤول كثيرا ثم قال كلوا يااولادي السمكة قبل أن يصل أمر تقاعدي عن منصبي الى صديقي فياتي للمطالبة بالسمكة ....، المغزى من القصة أن من تتملقون لهم يعرفونكم جيدا وما أنتم سوى دمى تثير الضحك بالنسبة لهم ، فاعرفوا قيمتكم ولا تتمادوا في إذلال أنفسكم . فالله سبحانه وتعالى خلق الانسان حر فلما تجعلون من أنفسكم عبيدا .

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: دردشه ..بقلم: د. رسالة الحسن Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top