• اخر الاخبار

    السبت، 15 فبراير 2025

    قصة قصيرة بعنوان/ عاشق المسترّجلة..بقلم : القاص العراقى : محمد علي إبراهيم الجبير

     


    خليل التاجرفي المدينة الصغيرة ، له من الاولاد اربعة حسن اصغر اولاده في الصف الخامس الاعدادي  ..

    والده يعتمد عليه في شراء ما يحتاجه البيت من لحوم و اسماك و شراء الخضار ، وشراء الفواكه وغيرذلك ..

    لذلك تراه متواجد يومياً في السوق لهذا الغرض ..

    حسن شديد الملاحظة ،وذكي جداً ، لايشتري الا السلعة الجيدة والجديدة ، لايستطيع أحد في السوق أن يغلبه ، ويدس عليه سلعة

    تالفة او بائتة ..

    في أحد الايام ، وبعد أن عاد من السوق مرهقاً ، طلبت والدته أن يشتري لهم حاجة ضرورية للبيت من السوق ..

    لم يستطيع الاعتذار ، ذهب للسوق رغم التعب والارهاق ، وعندما عاد  من السوق جعل عودته من الشارع المحاذي للشط ،

    لاحظ  حسن وجود محلا كبيرا للمواد الغذائية ،بعيداً عن السوق  نسبياً، والمحل من ضمن بناية بيت قديم ..

    في داخل المحل شابة جميلة جداً ، لم يظهر منها سوى وجهها الجميل واطراف اليدين ، يبدو عليها النشاط والحيوية ، وعليها علامات الرجولة من خلال تصرفها ومظهرها الخارجي ؛

    شاهدها حسن  وهي جالسة على كرسي وسط المحل ، واضعة رجلها اليمنى على الرجل اليسرى؛ وبيدها سيكارتها من السكاير

    ألاجنبية ، ملابسها عبارة عن دشداشة عريضة اشبه بدشداشة الرجال من حيث الفصال ، بحيث لايظهر من مفاتن جسمها اي شيء ، وكانت تلبس فوق الدشداشة ، سترة قماشها نسائي ملون سادة ، فصالها وخياطتها تشبه سترة الرجال بالضبط ، لايستطيع  الناظر اليها ان يفرق ملابسها عن ملابس  الرجال  ، من حيث الفصال والخياطة ..

    وقف بباب المحل ، وسلم عليها ، ردت عليه السلام بتحية افضل مع كلمات الترحيب ، اهلا اخي ، اهلاً عيني ، وكأنها رجل يرد على رجل ؛

    إلا انه استطاع ان يرى بريق عينيها الواسعتين وبياض وجهها الصبوح ، ويديها الجميلتين ،واحس بجمالها دون يرى شيئاً  غير ما رآى..

    اصابه سهم من عينيها ووقف مبهوتا لايتكلم ..

    وفرت عليه فرصة الكلام ، وسألته عما يريد من المحل ، فطلب حاجة منها وهو ليس بحاجة لتلك الحاجة  التي طلبها ، ودفع ثمنها وانصرف الى اهله ، وهو يفكر بها ؛؛

    عند وصوله الى البيت قص على والدته ، مروره على الدكان وعن الشابة الموجودة فيه وجمالها ، ونشاطها ، وذكائها الباديء على محياها ، بالرغم انها تلبس ملابس اشبه بملابس الرجال ، ولم يظهر منها سوى وجهها وكفيها ،وهي جالسة وسط المحل لاتهاب احد واضعة رجل على رجل  والسيكارة بيدها..

    ضحكت والدته وقالت له :

    -نعم اعرفها انها سالمة المسترجلة ؛

    - ومامعنى مسترجلة ؟

    -اي انها تتشبه بالرجال ، وتتصرف مثلهم ، وهي عازفة عن الزواج ( اي لاتريد ان تتزوج ولاتفكر فيه ) لشعورها بالرجولة وهي فتاة  كاملة ، ولكن تصرفاتها رجولية ؛؛

    - وهل دخلت في مدرسة في صغرها ام لا؟

    - نعم دخلت لمدرسة البنات وكانت مهابة من كل البنات ، خوفا منها ، ويجوز هذه الحالة قد ساعدتها على ان تتشبه بالرجال .

    -في البيت هل تقوم بواجبات البيت ؟ وهل تعمل بعمل البنات من تنظيف وترتيب البيت ؟

    - كلا لم تقوم باي عمل من اعمال البيت ؟

    - ومن الذي يقوم به ؟

    - والدتها واخواتها الثلاثة يقمن بتدبير شؤون البيت .

    - من الذي ساعدها بفتح الدكان ( المحل )؟

    - ان والدها استجاب لها بفتح المحل وذلك بتحوير احد الغرف وغلق الابواب من جهة البيت وفتح واجهة المحل على الشط .

    - من يتسوق لها ؟

    - هي تتسوق ولديها الخبرة الكبيرة والقدرة على ذلك .؛

    - ووالدها ماذا يعمل ؟

    - والدها وجه اجتماعي معروف بالطيبة ، ولكن لاقدرة له على العمل ، واولادة الخمسة هم دون الثامنة عشر، ولاعمل لهم سوى الدراسة .، اعتمادهم في معيشتهم على المحل وعلى جهود سالمة كبرت سالمة في عين حسن ، وشغف بها اكثر، وحصر معظم مشتريات البيت من محلها ..

    واخذ يتردد على المحل ، وهي تعامله معاملة الرجل للرجل ، ولم يشعر في اي يوم من الايام بانها تميل له كشاب وشابة ؛؛

    اخذ يراقبها ، كيف كانت تضع سيكارتها في فمها وهي تقوم في

    وزن الاشياء ، ينظر الى حركاتها ونشاطها الذي يدل على وجود صفة الرجولة ، دون الطغيان على صفتها كأنثى ،

    اصبح حسن ولهانا عاشقا ً لها ولكنه لايستطيع ان يتكلم بحرف واحد معها ،ولايستطيع اعلامها عن ما يعاني منه من الألم والشوق لها  بالرغم من قربها منه  ، وهو يتخيل  مفاتن جسمها التي لم يظهر منها شيء على الاطلاق ..

    تزوجت اخوات سالمه كما تزوج اخوانها بعد ان تم تعينهم في الوظائف ، وبقيت مسيطرة على البيت ،وهي صاحبة الكلمة العليا ،

    واستمرت في ادارة المحل ، وحسن لايتاخر يوم واحد عن شراء مايحتاجه بيتهم من مواد غذائية  وما لايحتاجه ؛؛

    ومن ملاحظاته :- شاهدها عندما تذهب الى السوق، وكيف  تمشي وسط الشارع  محركة كلتا يديها  ، كانها مشية شاب قوي مفتون بعضلاته ، ولا عضلات لها ،والسيكارة بيدها اليسرى ،البعيدة عن جسمها ،

    والخاتم الذهبي في اليد اليمنى ، وعباءتها متدلية من فوق رأسها

    الى اخمص قدمها  من خلفها، اي ان العباءه لم تغطي جسمها بالكامل ، ومع ذلك لايظهر من جسمها شيء ،لانه مغطى بالسترة الرجالية، ودشداشتها الواسعة المحتشمة بخياطتها الرجالية ..

    طلب حسن  من والدته ان تكلم والده بأن يخطب سالمه له ، ضحكت والدته وقالت له، انت لاتعرف بان المسترجلة لاتتزوج ولاتفكر بالزواج ؟؟

    وطلبت منه ان يهتم بمستقبله ، ويترك مسألة سالمه وخطبتها ،

    لم يستطيع ترك حبها ، لتعلق قلبه بحبها، وباتت كل محاولاته مع اهله فاشلة ،واصبحت لديه قناعة كاملة بانه لايستطيع الزواج منها ومع ذلك فانه لايستطيع ان يفارقها ، واستمر بالذهاب يوميا لمحلها لينظرلذلك الوجه الحسن وتلك العيون الواسعة التي سلبت عقله ..

    مرت الايام والسنين وحسن ،على وضعه لايستطيع ان يكلمها ، ولاأحد يساعده على ايجاد طريقة للزواج منها ، والكل يقول له ياولد انها مسترجلة ، ولاترغب بالزواج منك ولا من غيرك ..

    وهو يراها امرأة بكامل انوثتها ،وجمالها ، وقد اخفتهما تحث ثياب

    تشبه ثياب الرجال ،ولم يجد طريقاً للوصول اليها ..

    وتم غلق هذا الطريق ، من قبل المجتمع الذي لايريد ان يغير رأيه بها ، ولايقر بانها امراة  وممكن الزواج بها ،

    وهي أيضاً مستمسكة برأيها  من خلال تصرفاتها بأنها مسترجلة وليست كباقي النساء ؛؛

    وفي احد الايام ، وجد المحل مغلقاً ولااثر لاهلها وبابهم مغلق وعند السؤال  عنهم ، قيل له : انهم باعوا المحل وانتقلوا الى بلدة اخرى .

    كانت صاعقة على رأس حسن ، وحزن كثيرا ، ولكن مابيده حيلة

    ولم يجد وسيلة تمكنه الزواج منها ، واخيراً تملكه اليأس منها ...

    وبمرور الوقت ، اجبرة والده على الزواج من فتاة جميلة ومن عائلة كريمة ، تزوجها وقلبه مرهون عند المسترجلة وهي تعلم أو لاتعلم ..

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: قصة قصيرة بعنوان/ عاشق المسترّجلة..بقلم : القاص العراقى : محمد علي إبراهيم الجبير Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top