التزمت الصمت كثيرا في هذا الموضوع ، رغم أننى لا أصمت عندما أريد أن أكتب ما أشعر به ، وأقول ما أنا مؤمن به ، وفي النهاية مجرد رؤية لأفكاري من خلال كلمات قد تصيب وقد تخطىء ، لكننى تعمدت الصبر واجتهدت في ذلك منتظرا النهاية ....
ما حدث مؤخرا لإصابة لاعب الكرة المصري " محمد صلاح " صاحب الخلق والمهارة ، فهو اللاعب العربي الوحيد الذى تربع على عرش كرة القدم عالميا ، لينافس مشاهير وأبطال العالم في كرة القدم ، ويرسم الفرحة على وجوه الملايين من الجمهور العربى ، ليسعد الأمة العربية في وقت غابت عنها السعادة والفرحة منذ عشرات السنين ، ويعيد ذكر اسم العرب في قلب الجمهور العالمي ، بعد فترة إنقطاع استمرت كثيرا ، فمنذ وفاة العالم العربي الدكتور " أحمد زويل " ولم يعد ما يمثل عالمنا العربي على المستوى العالمي من مواهب في شتي المجالات سوى " محمد صلاح ".....
إصابة اللاعب" محمد صلاح" جعلني أخرج عن صمتى ، فهي بقدر الله ، فسبحانه لا يأتي للمسلم الا بالخير حتى لو ظننا نحن البشر العكس " فأمر المسلم كله خير " ولا أريد أن أدخل في مهاترات العين والحسد ، رغم أننا نؤمن بالعين والحسد إيمانا يقينيا لا جدال ولا شك فيه ، وفي الوقت نفسه نؤمن بالكتاب كله ، ولن نكون كأصحاب الأمم السابقة " يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض " فالحسد والعين حق لكن بقدر الله وإرادته " وما هم بضارين به من أحد الا بإذن الله " ....
كنت أشاهد ما يحدث على المستوى الاعلامي والشعبي فى صمت وأنتظر نتيجة الأفعال والممارسات السيئة التى نقوم بها فى حياتنا ، والتى لا تعبر الا عن الجهل والتخلف الذى نعيش فيه ، كنت أتألم كل يوم عند مشاهدة هؤلاء الجهلة وهم يتعرضون لحياة اللاعب الشخصية ، فالحياة الخاصة لا يجب التدخل فيها وعرضها على الملأ بدون وجه حق ، وفي حدود المألوف والمشروع ، ولعل اغرب المواقف التى تابعتها على جميع مواقع التواصل الإجتماعي بمختلف أنواعه تقريبا _ هي الصورة التى حزنت لنشرها كثيرا .. محمد صلاح فى الملعب والاحتفال مع أبنته وزوجته !! وتم نشر الصور والفيديو وهو سعيد وسط عائلته الصغيرة وتعليقات البشر على إبنته وزوجته ، والسخرية من زوجته ، والتدخل في أمور وخصوصيات لا يفعلها الا أصحاب الجهل والتخلف ، لدرجة الدخول فى رحم الزوجة لمعرفة الطفل الثانى الذى لم يولد بعد ، هل ذكر أم أنثي ؟ ، وان كان ذكر ، هل هو لاعب عالمي أم محلي ؟ وان كانت أنثي ، هل تشبه أبيها أو أمها ؟ !! ...
ناهيك عن المهاترات والمشاكل التى تعرض لها اللاعب مع إتحاد الكرة تارة ومع مسئولي الرياضة تارة أخري ، من قضايا رجعية " كاعلان على طائرة ، أو صورة على فانوس رمضان ،الخ ، كان ذلك منذ أيام قليلة من إصابة محمد صلاح ....
محمد صلاح هو شخص يمثلنا نحن العرب جميعآ ، ونموذج للاعب العربي صاحب الأخلاق والقدرات الفائقة ومهارات اللعبة ، ولا نعرف سر طاقته التى تتلاشى كل يوم عن قصد أو بدون قصد !! الموضوع أخطر من ذلك .. الموضوع طاقة شعب .. طاقة بلد .. طاقة أمة !! لا يمثلها عالميا في جميع المجالات سوى هذا اللاعب ، والذى تعرض للاصابة المتعمدة من لاعب متهور حاقد ، علما بأن إصابة صلاح لم تكن الحالة الأولى على يد هذا اللاعب الغاشم ، فقد تعرض الكثير من لاعبى كرة القدم الكبار لأذى وحقد هذا اللاعب ....
الأمر الأصعب والأخطر : هو ظهور الجهل والتخلف في البر والبحر بعد إصابة صلاح ، ونحن نرى يوميا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الكم الهائل من الدعوات على اللاعب " راموس " بأن تشل قدميه ، أو تقصف رقبته ، أو تتحول قدمه اليمنى الى قدم حمار ، أو ربما يخرج له في الظلام أبورجل مسلوخة ، وستنا الغولة وأم أربعه وأربعين ........
بل لم ينتهي الأمر بذلك .. ليخرج علينا الاعلامي الكبير " أحمد موسي " عبر برنامجه الشهير " على مسئوليتى " والمذاع على أكبر القنوات الفضائية ، داعيا جموع المسلمين في بقاع الأرض " مشارقها ومغاربها ، بضرورة التقرب الى الله في صلاة الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء والتراويح ، وعند الافطار وعند الحجر الأسود في الكعبة بالدعاء على هذا اللاعب بأن ينتقم الله منه ، وينزل عليه سخطه وغضبه ....
وأخيرا : أقول لكل محبي " محمد صلاح " إتقوا الله فى أنفسكم .. إتقوا الله فى أحباءكم .. إتقوا الله فى أفعالكم ... أصبحنا لا نحتاج الأن لعدو !! فقد أصبحنا عدوا لأنفسنا .. ندمر أنفسنا بأيدينا ... ويدمر بعضنا بعض سواء بقصد أو بجهل ...فقد أصبح الجهل هو السمة الغالبة فى تصرفاتنا .. الحقيقة أمام أعيننا ولا نراها !! هل علمتم الأن سبب تحريم الله لنشر أسرار الناس وحياتهم الشخصية ، أو نشر صور الأخرين بدون إذن منهم ....
هذه هى الحكمة .. حكاية شعوب لم ولن تستعيب الدرس مهما طال الزمان ...أتمنى من الجميع إستخدام الصورة فى مكانها الطبيعى .. حتى لا تسىء للشخص وتؤثر عليه ، وتتسبب في دماره ونهايته
0 comments:
إرسال تعليق