تجابه مصر حاليا عدوا يدمر اقتصادها ويحطم أخلاقيات شبابها وصحتهم، ويتجه بهم إلى التخلف والهاوية، ويطعن شعبها في أغلى ما تملك من الثروات وهى ثروتها البشرية، هذا العدو يتمثل في المخدرات بأنواعها سواء الطبيعية النباتات أو الصناعية كالأقراص والمواد الكيماوية والكحولية، تلك التى تتفق جميعها على تدمير جسم وعقل متعاطيها، ولذلك جاء تحريم الإسلام لها قاطعا صريحا واضحا في قوله تعالي في الآيتين ٩١/٩٠ المائدة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ".
وكذا في حديث رسول
الله صل الله عليه وسلم :" كل مسكر خمر وكل خمر حرام" أخرجه مسلم، والذي فيه رد قاطع على من
يزعم بعدم حرمية المخدرات، وأن المحرم هي الخمر فقط، فما يذهب بالعقل الذي يميز
الإنسان عن بقية مخلوقات الله محرم شرعا.
فالمخدرات لها
آثار ضارة بالعقل منبع الحكمة، ومصباح الهداية ونور البصيرة، ووسيلة سعادة الإنسان
في الدنيا والآخرة، وبه امتاز الإنسان عن غيره من سائر المخلوقات مصداقا لقوله
تعالي فى اية ٧٠ الأسراء:"وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ
فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ
عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا
".
إن
أعداء الإسلام يتربصون بنا ويعملون جهدهم على أن تتحكم المخدرات في عقول شبابنا،
ليكونوا دائما في غيبوبة، ولا يسهمون في دفع عجلة التنمية، بل على العكس يهدمونه
بما يرتكبون من جرائم تحت سطوة المخدر، فكم من ارواح زهقت، وكم سقطت من ضحايا
نتيجة دخول هذه السموم إلى مجتمعنا، وخربت عقول وسري ضررها وخطرها فى المجتمع،
وأتلفت اواصر العلاقات بالمجتمع، لذلك ينبغى ان تساهم كل المؤسسات فى كشف ما يراد
بشبابنا من شرور والضرب بيد من حديد على المهربين والتجار، ليأمن الشباب شرها
وليتسلح بالخلق القويم والعادات والقيم المصرية، التي هي من اسباب نهوض الامم
وتقدمها.

0 comments:
إرسال تعليق