• اخر الاخبار

    الأحد، 9 فبراير 2025

    الأمن المائى مسئولية الجميع ..تحويل الأفكار إلى آثار ملموسة

     


    ملف اعده للنشر : حافظ الشاعر

    كيف سيكون شكل اليوم إذا لم يتوفر الماء؟

    لا يوجد ماء لإرواء العطش، ولا ماء للطهي أو التنظيف، ولا ماء للاستحمام والانتعاش. وتطول قائمة صعوبات الحياة، وبالنسبة للكثيرين منا، لا يمكن حتى مجرد تصور وقوعها.

    إن الماء هو أساس الحياة، ومع ذلك، لا يزال الملايين حول العالم غير قادرين على الحصول على مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي التي تُدار بأمان. وبالنسبة للكثيرين - لا سيما الفتيات والنساء في المناطق الريفية - فإن هذا غالباً ما يعني المشي لمسافات طويلة لجلب المياه، أو التغيب عن التعليم، أو التغيب عن المدرسة تماماً بسبب نقص مرافق الصرف الصحي المناسبة. ولم تكن معالجة هذه الأزمة أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، لا سيما مع استمرار تغير المناخ في تعميق الآثار المترتبة عليها. ومن بين المخاطر الستة الرئيسية للفقر متعدد الأبعاد التي حددها البنك الدولي، لا يزال نقص خدمات الصرف الصحي ومياه الشرب المأمونة بارزاً بشكل مثير للقلق، لا سيما في البلدان منخفضة الدخل التي تتلقى مساندة من المؤسسة الدولية للتنمية.

    إذن، إلى أين نتجه من هنا؟

    تلتزم الشراكة العالمية للأمن المائي وخدمات الصرف الصحيبقيادة العمل الجماعي لمواجهة تحديات المياه على مستوى العالم. ومن خلال تعزيز التعاون، نعمل على تحويل الأفكار إلى نتائج ملموسة. ويسلطتقريرنا السنوي لعام 2024الضوء على التقدم المحرز والفرص المتاحة أمامنا لتأمين مستقبل مستدام للمياه للجميع.

     

    تحويل الأفكار إلى آثار ملموسة

    في السنة المالية 2024، كان للشراكة العالمية للأمن المائي وخدمات الصرف الصحي أثرها في قيام البنك الدولي بتقديم 9.31 مليارات دولار من القروض الجديدة ومساندة أكثر من 240 نشاطاً في 70 بلداً حول العالم. وتستهدف هذه الجهود جميع المجالات التنموية المرتبطة بالمياه. وبين عامي 2020 و2024، ساعدنا الحكومات على توفير الحصول على المياه لنحو 52.6 مليون نسمة وخدمات الصرف الصحي لنحو 33.4 مليون نسمة. كما قدمنا المساعدة لتحسين أنظمة الري في أكثر من 4 ملايين هكتار من الأراضي، مما يضمن توفير كميات وفيرة من الأغذية والأطعمة المغذية للمزارعين وأسرهم مع تمكينهم من زراعة المحاصيل التي توفر الغذاء بشكل مستدام للأجيال القادمة. 

    وكل رقم يعكس الحياة التي تغيرت. ففي السنغال، تقوم "آمي ندياي" بالزراعة حالياً خلال موسم الجفاف بفضل أنظمة الري القادرة على الصمود في وجه تغير المناخ. وفي فييتنام، يستخدم "دونغ فان توان" هاتفاً ذكياً لمراقبة مستويات مياه الري بدقة وتحسين الاستفادة منها في مزرعته. وفي إثيوبيا، توضح "تيسفانيش إيبا"، وهي طالبة في الصف السادس الابتدائي، كيف أن بناء مراحيض جديدة وتوفير خدمات إدارة النظافة في فترة الحيض في مدرستها جعل الفتيات يشعرن براحة أكبر وقلل بشكل كبير من معدلات تغيبهن عن الدراسة. وتذكرنا هذه القصص بأن كل مشروع يقدم تحسينات وتطورات ملموسة في حياة الناس اليومية.

     

    شبكة التعاون التي تكفل توفير المياه

    فكر في يومك مرة أخرى: كوب من الماء العذب، ووجبة مطبوخة بمكونات نظيفة، والراحة في الحمام النظيف. كيف تصل إليك هذه الأساسيات؟ من المحتمل أن يكون ذلك ببساطة عن طريق فتح الصنبور. ووراء هذه البساطة تكمن شبكة معقدة من التعاون. فمن البنية التحتية إلى إجراءات الإدارة الرشيدة، يتطلب الأمر عملاً جماعياً لضمان تدفق المياه بأمان من المصدر إلى المستخدم النهائي لها. ويمكن تحقيق نتائج الشراكة العالمية للأمن المائي وخدمات الصرف الصحي فقط من خلال إنشاء مثل هذا المستوى من الشراكات.

    في عام 2024، لم تحقق الشراكة العالمية للأمن المائي وخدمات الصرف الصحي أرقاماً فقط، بل عززنا الأنظمة التي تؤثر على حياة الناس. فعلى سبيل المثال، طورنا أدوات تشخيصية في أوروبا وآسيا الوسطى لتقييم مخاطر الأمن المائي، وتوجيه القرارات الحاسمة على صعيد السياسات. وتعاونا مع 20 مؤسسة للمياه في جميع أنحاء العالم لتنفيذ الحلول الرقمية وتحسين مستوى الكفاءة وتقديم الخدمات. كما ساندنا 34 بلداً في تعزيز مؤسسات المياه، وتمكينها من إدارة الموارد المائية بشكل أفضل وتحسين مستوى تقديم الخدمات.

     

    توسيع نطاق التعاون والابتكار

    يعكس عملنا مع مؤسسة كراتشي لخدمات المياه والصرف الصحي في باكستان ما نقوم به من توسيع نطاق التعاون في الأنشطة التي ننفذها حول العالم. فقد قمنا بمساندة الحكومة لجذب رأس المال الخاص الذي تشتد الحاجة إليه لتحسين الاستدامة المالية لخدمات المياه، مما يثبت أهمية الشراكات وكيف يمكنها دفع عجلة الابتكار في قطاع المياه. 

    وفي حوض بحيرة فيكتوريا - وهو مورد حيوي لأكثر من 47 مليون نسمة من سكان شرق أفريقيا - أدى النمو السكاني السريع وتغير المناخ إلى تفاقم التلوث الناجم عن عدم كفاية خدمات الصرف الصحي، والممارسات السيئة المتعلقة بالأراضي، والنفايات الصناعية، مما يهدد جودة المياه، والمخزون السمكي، والصحة العامة. وبدعم قدمته الشراكة العالمية للأمن المائي وخدمات الصرف الصحي، تم وضع إستراتيجية إقليمية للصرف الصحي وهي قيد التطبيق حالياً، وتجمع الشركاء كافة بهدف تحسين خدمات الصرف الصحي في بلدان الحوض. وقد أسفرت هذه المبادرة بالفعل عن منافع كبيرة، منها الحد من الأمراض المنقولة بالمياه، وتحسين جودة المياه، وتحسين الصحة العامة للمجتمعات المحلية التي تعيش حول البحيرة. ويؤكد نجاح هذا المشروع كيف يمكن للاستثمارات الإستراتيجية، إلى جانب الشراكات القوية، أن تسهم في تحقيق منافع ملموسة، وتعزيز الأمن المائي للفئات الأكثر احتياجاً والأولى بالرعاية من السكان، فضلاً عن تعزيز القدرة على الصمود في مواجهة التحديات المتزايدة.

     

    الالتزام بالمساواة بين الجنسين

    يُعد التزامنا بالمساواة بين الجنسين جزءاً أصيلاً من النهج المتبع لدينا. ففي عام 2024، تضمنت 93% من مشروعات المياه التي تمولها المؤسسة الدولية للتنمية إجراءات لتوفير وظائف متوسطة وعالية المهارات للمرأة. وعن طريق تمكين المرأة في قطاع المياه، تمهد الشراكة العالمية للأمن المائي وخدمات الصرف الصحي الطريق لحلول شاملة ومستدامة للتحديات المائية. وعن طريق تمكين المرأة في قطاع المياه، تمهد الشراكة العالمية للأمن المائي وخدمات الصرف الصحي الطريق لحلول شاملة ومستدامة للتحديات المائية.

    مساندة بناء القدرة على الصمود في وجه تغير المناخ

    على الرغم من التقدم الذي أحرزناه، لا تزال هناك تحديات كبيرة، لا سيما وأن تغير المناخ يزيد من تواتر الفيضانات وموجات الجفاف وشدتها. وترتبط تسعة من كل عشر كوارث طبيعية بالمياه، وقد تصل التكلفة الاقتصادية العالمية للكوارث المرتبطة بالمياه إلى 5.6 تريليونات دولار بحلول عام 2050.

    وتقوم الشراكة العالمية للأمن المائي وخدمات الصرف الصحي بمساندة البلدان على مواجهة هذه التحديات عن طريق التركيز على بناء القدرة على الصمود في وجه تغير المناخ. ففي عام 2024، استهدفت 83% من المنح التي قدمتها الشراكة العالمية للأمن المائي وخدمات الصرف الصحي أنشطة التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره، مع تقديم مبادرات مثل تحسين مستوى جودة المياه في مستجمعات المياه في فيجي لتعزيز القدرة على الصمود وحماية الموارد المائية الحيوية. وتستهدف هذه المبادرات مواجهة التحديات الفورية المرتبطة بالمياه جنباً إلى جنبٍ مع تعزيز القدرة على الصمود على المدى الطويل في مواجهة الآثار الناجمة عن تغير المناخ.

     

    التطلع إلى المستقبل

    بينما نتطلع إلى المستقبل، لا تزال الشراكة العالمية للأمن المائي وخدمات الصرف الصحي ملتزمة برسالتها في تسريع وتيرة التقدم نحو توفير إمدادات المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع. ويتطلب تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بتوفير إمدادات المياه بحلول عام 2030 عملاً جماعياً تسهم فيه الحكومات والمنظمات الدولية والمؤسسات الخاصة والمجتمعات المحلية. ويجب أن يتوسع الاستثمار في تحقيق هذه الأهداف بشكل كبير. فكل دولار يتم إنفاقه على البنية التحتية للمياه القادرة على الصمود في وجه تغير المناخ يوفر 4 دولارات من التكاليف المستقبلية، مما يدل على القيمة الاقتصادية الهائلة والمنافع المجتمعية للاستثمارات الاستباقية في قطاع المياه.

    ولا ينبغي أن يأتي اليوم الذي يعاني فيه أحدنا من عدم وجود الماء. ومن خلال دعمكم المستمر والاستثمار في حلول المياه القادرة على الصمود وتعزيز التعاون فيما بين القطاعات، يمكننا مواجهة أزمة المياه العالمية. وبالعمل معاً، يمكننا بناء مستقبل ينعم فيه الجميع بالأمن المائي.

    المصدر: نشرة البنك الدولى

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الأمن المائى مسئولية الجميع ..تحويل الأفكار إلى آثار ملموسة Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top