المتأمل لتاريخ الاوائل من الصالحين
يجد العمل سابق القول،
يجد الصلاة بالفعل
تنهاه عن المنكر وتأمره بالمعروف،
يجد الصوم
يزداد به تقوى وذلة وخشوع لله وعباده،
يجد ما يخرجه من زكاة
تقربه إلى رتبة المحسنين ،
يجد حجه لبيت الله
يعود منه كيوم ولدته أمه ،
كل الفرائض ترتقى به وتدخله
مقام العبودية ،
فإذا واصل بات فى نوافل كل فريضة يرتع بحب وأنس وقرب ،
حتى يصبح مصلحا ؛
فلماذا نرى ذكر هؤلاء باق بيننا حتى اليوم وسيظل حتى قيام الساعة ؟؟!
لماذا نذكرهم عند كل خير ،؟!
لماذا نذكرهم عند كل معروف؟!
لماذا نذكرهم عند كل ملمة من الملمات نتقوى باخلاقهم ومواقفهم العظيمة؟!
لماذا قال عنهم سيدنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
(( اصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ))؟!
لأنهم صدقوا الله تعالى واخلصوا الوجهة لله فيما يعملون ؛
وهذا ما ينقصنا اليوم٠٠٠!!!؟
نعم ينقصنا الصدق٠٠!؟
نعم ينقصنا الاخلاص٠٠!؟
نعم ينقصنا الإيمان الصحيح بالله تعالى
نعم ينقصنا الاعتماد على الله تعالى بيقين ،
لقد صرخ بن عجيبة قائلا فى تفسيره ( ج ٤ ص ٣٤٩) :
[ قل من يكلؤ قلوبكم وأسراركم من الرحمن أن يذهب بما أودع فيها من المعارف والإحسان؟؟!
فلا أحد يحفظها
إلا من رحمها بما أودع فيها ؛
ثم يقول:
لهذا كان العارفون لايزول اضطرارهم
،
ولايكون مع غير الله قرارهم
،
ولايعتمدون على عمل ولا حال ،
ولا على علم ولا مقال
لهذا قال بن عطاء الله :
" الهى كم من طاعة بنيتها وحالة شيدتها ،هدم اعتمادى عليها عدلك،
بل اقالنى منها فضلك ".]
من درس استاذى الامام العارف بالله تعالى سيدى إبراهيم البحراوى
- رضى الله عنه-
فيما يقرب المعنى بضرورة
التحلى بحسن الخلق باعتباره ثمرة
كل ما يقوم به العبد فى هذه الدار قال
:
أن شيخ قارئ للقرآن حسن الصوت مسموع فى زمن من الأزمان،
وفق فى قراءة له إحدى الليالى المدعوا اليها فتوافدت الناس تهنئ وتسلم
٠٠٠
وجاء من بعيد ( رجل) رث الثياب ،
رث اليدين من اثر حرفته ،
فنظر اليه قائلا له من بعيد
شكرا رافضا السلام باليد خشية الاتساخ
- وهو لايعرف ان الخير قد تكون فى كفوف مثل هذا-
فانصرف الرجل منكسر الخاطر
وحاله لايخفى على مولاه ٠٠٠
وبعد الانصراف جلس الشيخ ليقرأ
فلم يقدر٠٠٠!!!؟
فنظر لمن حوله طالبا الانصراف
ومتنازلا عن الأجرة،
لزم البيت ،
وتضعضع حاله ،
حتى انه بات يخطئ فى البسملة؛
واجتهد لمعالجة حاله ؛
وحينما سرد ما وقع له لاحد الصالحين
أشار عليه بان يذهب إلى حمامات المسجد الحسينى لنظافته لمدة شهر ٠٠٠؟!
فوافق وهو الذى يريد الشفاء ،
وبالفعل توجه حيث العمل الجديد ،
فارتدى ما يناسبه وعمل باخلاص؛
متعشما فى الشفاء ٠٠٠٠!!!؟
وفى ذات يوم احتار مع حمام كانت حالته
دون المألوف ٠٠!
وتردد حتى انتصر على نفسه ،
فأغلق الباب وشمر بجد للتنظيف،
وما ان رفع يديه لهذا حتى فوجئ بمن يطرق عليه الباب قائلا له:
ليس هذا عملك ،
كفى ما قمت به
وكان الرجل إياه رث الثياب واليدين ؛
فابتسم له معتذرا ،
وقد وعى الدرس ،
فإياك ان تنهر احد او تسئ لاحد ؛
واعرف واجبات ما أقامك الله عليه؛ وأخلص الوجهة لله تعالى،
واجتهد ان تفوز؛
ولاتنسى ان تقول لنفسك اولاً:
هى
لمن
صدق
لا لمن سبق٠٠!?
0 comments:
إرسال تعليق